عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 03-03-2003, 08:47 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي



قراءة في 3 سيناريوهات محتملة:
مستقبل "حزب الله" في ضوء التصعيد الإسرائيلي
الجمعة 3 مارش 2003


وجهة نظر السلفي ردا على الخميس
لعلها المرة الأولى منذ تأسيسه يطرح سؤال "ماذا بعد" على حزب الله، وذلك في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو 2000، حيث اعتبر حينئذ أن أي تحرك غير محسوب من قبل الحزب سيكون في الرؤية الدولية غير مبرر، خلافاً لحالة المقاومة للدفاع عن النفس وتحقيق الاستقلال.

ومنذ ذلك الحين تواترت التساؤلات حول شرعية حزب الله إذا استمر في عمليات خارج الحدود اللبنانية؟ ، وهل يمكن أن يحظى بالدعم الشعبي والخارجي كما كان الحال في ظل المقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية؟ هل يملك حزب الله في ظل عقيدته الدينية ومبادئه المعلنة درجة للمناورة تمكنه من العمل السياسي والتخلي عن المقاومة مع الحفاظ على الدعم والشرعية في نفس الوقت؟ وما هو موقف الحكومة اللبنانية في حالة اعتماد حزب الله خيار المقاومة المستمرة لتحرير فلسطين والتي تمثل جوهر الصراع كما تؤكد تصريحات قادة حزب الله؟

ووفقاً لدراسة نشرتها دورية "مختارات إسرائيلية" التي تصدر عن مركز الدرسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، فإن "حزب الله" حظي بدعم الحكومة، غير أن استمرار المقاومة من لبنان لقضايا لا صلة لها بحدود لبنان سيبدو غير مبرر، وسييزيد الضغوط الدولية على لبنان باعتباره لا يحترم سيادة الدول الأخرى، وهنا لن تصبح عمليات "حزب الله" خاضعة للقانون الدولي، لكنها ستصبح حينئذ خاضعة للقانون الجنائي.

الداخل اللبناني

ولعله من المهم أيضا أن نثير سؤالا آخر في ضوء الأوضاع التالية للانسحاب الإسرائيلي، والتوتر الأخير على جبهة الجنوب اللبناني، وهو هل تمت تسوية الأوضاع في لبنان بالفعل، وما هي حدود التسوية التي قبلها حزب الله، وهل هي نفسها حدود لبنان وفقا لقرار 425 أم أنها حدود التسوية في الشرق الأوسط ككل: حدود القدس والأراضي والمياه واللاجئين. وهل رؤية حزب الله تتفق مع رؤية الدولة اللبنانية بالضرورة؟

هذا من جانب، ومن جانب آخر فإذا تمت التسوية كما تقبلها الدولة اللبنانية هل سيتمكن حزب الله من اللعب على أوتار التوازنات الإقليمية وخاصة الأجندة الإيرانية والدعم السوري؟، هل يمكن لحزب الله الدخول في العملية السياسية وما يتضمنه ذلك من الاعتراف باتفاقيات سلام مع إسرائيل -في حالة توقيعها- وعدم التفكير في العمل خارج الحدود؟.

الرؤية الدولية بزعامة الولايات المتحدة تفرض خيار أوحد وهو السلام ونبذ المقاومة وضمان أمن إسرائيل، وهذا يعني أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل لن ترضى ببقاء حزب الله كقوة قادرة على القتال في أي وقت.

ومن جانب آخر فإن ما حدث في لبنان والانسحاب الإسرائيلي دون اتفاقيات سلام طرح تحديا للقادة العرب أمام الشعوب باختيارهم الاستمرار في العملية التفاوضية دون تحقيق نتائج فعلية وجاء ليؤكد موقف الرافضين للتسوية السلمية، لتقديم أي تنازل باعتبار أن حزب الله اثبت إمكانية هزيمة الجيش الإسرائيلي، كما أكد على أن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة.وبداية يتطلب تناول سيناريوهات المستقبل التعرف على عدة نقاط خاصة بالانسحاب الإسرائيلي وبالنجاح الذي حققه حزب الله وأسبابه:

عقيدة حزب الله

رغم أن الهدف المعلن لدى تكوين حزب الله كمنظمة عسكرية تحدد في تحرير جنوب لبنان المحتل منذ عام 1978, إلا أنه يطرح رؤية لإسرائيل باعتبارها دولة توسعية عدوانية لن تلجأ للسلام إلا مرغمة, ولن يتم تحرير التراب اللبناني والسوري والفلسطيني منذ 1967 إلا بالقوة ما يعني ضرورة استمرار المقاومة وهو ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مراراً.

أسباب الانسحاب

تشير الدراسة إلى أن "حزب الله" قد كبد إسرائيل الكثير من الخسائر على كافة المستويات سواء اعلاميا بخسارة هيبتها العسكرية رغم تفوقها الكمي والكيفي, أو أمنيا خلال عدم تحقيقها لأمنها باحتلال للجنوب اللبناني, وفشل نظرية الحزام الأمني, أو ماليا بسبب التكلفة الضخمة لوجودها في لبنان أو نفسيا وهو الأمر الذي برز في زيادة حوادث الانتحار في الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي (ميليشيات لحد) وحوادث هروب عناصره والقائهم السلاح واستسلامهم لحزب الله. وكنتيجة لهذه الخسائر جاء التأييد من قبل الإسرائيليين بالانسحاب من جنوب لبنان بنسبة 75%.

أما على الصعيد الإقليمي, فقد سعت إسرائيل إلى إفقاد حزب الله مصداقيته وبالتالي تفكيكه وحرمانه من الدعم الخارجي، وانتفاء الحاجة للمقاومة بالتأكيد على رغبة إسرائيل في تحقيق السلام وإعلان رغبتها في التوصل لإتفاق مع سوريا وإحراج القوات السورية المتواجدة في البقاع اللبنانية.

وعلى المستوى الدولي, فإن الانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد يعني إظهار إسرائيل في صورة الراغب بالسلام، والضغط الأميركي من جانب لآخر على الأطراف الأخرى الإقليمية لمساندة رغبة إسرائيل الحقيقية في السلام.وعلى الصعيد الداخلي, فمثل هذا الحزب مشروع للمقاومة ترعاه الدولة، ومن ناحية أخرى أدرك حزب الله طبيعة دور الدولة ولم يسع لطرح نفسه كبديل أو كسلطة موازية للدولة وهو الأمر الذي أكد عليه الشيخ حسن نصر الله.أما على الصعيد الإقليمي، فقد تمتع حزب الله بوجود درجة من التوافق بين بعض الدول الإقليمية ومشروع المقاومة وهو التوافق الذي استمر بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وقد برز في هذا الإطار دور سوريا وإيران.

دور حزب الله

1- على الصعيد الداخلي يثار التساؤل حول استمرار العلاقة بين السلطة اللبنانية وحزب الله واستمرار الوفاق الداخلي خاصة في ضوء أساليب تعامل الدول العربية مع الحركات الإسلامية والتي تسير في اتجاهين. أولهما, القبول بدور توزيعي بما يخدم أهداف الدولة ووفقا لبعض الأحداث والمواقف, وثانيهما رفض الدور السياسي باعتباره الحد الأحمر في العلاقة. ويضاف إلى هذا المخاوف المثارة في الداخل اللبناني بسبب الانقسام الطائفي والخوف من اختلال موازين القوى لصالح المسلمين وضد مصالح المسيحيين وما يردده البعض من مخاطر تفرد حزب الله بامتلاك السلاح. لذلك كانت هناك مطالب من المسيحيين اللبنانيين بسرعة سيطرة الدولة على الجنوب ونزع سلاح المقاومة الإسلامية ورفض توطين الفلسطينيين في لبنان, وهو الأمر الذي يرد عليه الشيخ حسن نصر الله بتأكيده أن حزب الله هو حزب وطني لبناني وليس حزب شيعة أو حزب مسلمين.

وعلى هذا, فإن خريطة الوضع الطائفي اللبناني, وكذلك دور الدولة بعد الاستقلال تضغط في اتجاه دور معين لحزب الله هو الدور السياسي الاجتماعي كأحد الأحزاب المدنية في إطار اللعبة السياسية المحكومة بقواعد وأسس تهدف إلى ضمان مستقبل لبنان الطائفي والسياسي خاصة في ظل انتفاء أسباب المقاومة من قبل قطاع عريض من اللبنانيين.

2- يثار على الصعيد الإقليمي التساؤل حول موقف كل من سوريا وإيران بعد الانسحاب الإسرائيلي خاصة في ظل رؤية إسرائيلية ترى أن مستقبل حزب الله مرهون بموقف وأهداف هاتين الدولتين. بالنسبة لإيران فنجد أنها تطرح اختزال دور حزب الله في الجانب السياسي, وذلك من خلال تجوله للعمل في مؤسسات الدولة مع استمرار دعمها له سياسيا في محاولة للحفاظ على دورها الفاعل في خط المواجهة مع إسرائيل وذلك حتى تتوافر الظروف الملائمة لإعادة بعث نشاط حزب الله مرة أخرى. وفيما يخص سوريا، فإن التوقعات المثارة بالنسبة للموقف السوري تقترح أن تتعامل مع حزب الله ببراغماتية وأن يتغير موقفها تبعا للواقع ووفقا لمدى تحقق التسوية على المسار السوري، وأن تدفع إلى جعل حزب الله كيان سياسي واجتماعي في مرحلة أولى.

وعموما فإن الموقف السوري والإيراني يدفع في اتجاه تحول حزب الله لكيان سياسي ضمن قواعد اللعبة السياسية اللبنانية ويضاف لذلك وضع إقليمي عام يسعى لتقليص دور حركات المقاومة بما يدعم نفس الرؤية.3- وعلى الصعيد الدولي, فإن هناك مساع لتقويض حزب الله وربما يبرز ذلك بوضوح فيما قامت به وزارة الخارجية الأميركية بوضعه على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وما ترغبه الولايات المتحدة وتؤكده إسرائيل هو تفكيك حزب الله في إطار منظومة إجراءات أمنية على الحدود اللبنانية.

سيناريوهات المستقبل

وتطرح الدراسة ذاتها السيناريوهات الثلاثة التالية :
السيناريو الأول: استمرار قيام حزب الله بهجماته المسلحة ضد إسرائيل, فإن استمرار المقاومة أمر وارد مادامت لبنان كدولة لم تعترف بالانسحاب الإسرائيلي الكامل وفقا لقرار 425 ووفقا للقضايا التي تطرحها في هذا الصدد من وجود انتهاكات إسرائيلية للحدود وقضايا المعتقلين والأسرى والتعويضات واللاجئين الفلسطينيين واستعادة باقي الأراضي اللبنانية خاصة مزارع شبعا. واستمرار المقاومة لهذه الأسباب أمر وارد حتى من قبل السلطة اللبنانية نفسها. أما استمرار المقاومة بعد الانسحاب الإسرائيلي قد يؤدي إلى تحول حزب الله الذب قاد التحرير إلى مرحلة يكون هو المتسبب فيها لعدم الاستقرار، كما أن عملياته لن تحظى بدعم مطلق، بل بالعكس ستؤدي لإحراج الدولة اللبنانية وإظهارها بموقف الدولة الغير قادرة على حفظ الأمن وعلى احترام حدود الدول الأخرى, كما سيؤدي لتعاطف دولي مع إسرائيل.

السيناريو الثاني هو الاحتمال المقابل والخاص بتفكيك حزب الله كتنظيم سياسي وعسكري وهو أمر يصعب تحقيقه بسبب صعوبة الفصل بين حزب الله والمجتمع والدولة في ظل وضعية داخلية لحزب الله استطاع فيها تطوير هيكله وتحقيق اندماجه في مؤسسات الدولة السياسية وتحقيق انتشار داخل الدولة دون الاقتصار على نطاق جغرافي أو طائفي معين, وسعيه المستمر لممارسة نشاطه السياسي على المستوى الوطني بما يعمق روابط حزب الله السياسية في المجتمع والدولة اللبنانية، وهو ما يؤدي لاستبعاد هذا السيناريو على الأقل في المدى المنظور.

السيناريو الثالث وهو الخاص باقتصار نشاطه على الجانب السياسي من خلال مؤسسات الدولة خاصة في ظل ما للحزب من نشاطات وأدوات إعلامية، وعلى هذا وفي ظل العديد من الاعتبارات، فإن تمسك حزب الله بخيار المقاومة أمر تمليه المصالح اللبنانية، وقراءة الحزب للأوضاع الإقليمية وارتباط مصالح تلك القوى بوجوده، فضلاً عن السلوك السياسي الإسرائيلي بالطبع.
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]