الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 03-04-2004, 09:44 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

21 - ومن الأخطاء الشائعة قول بعض الناس : هذا مان أقشر أو زمان أغبر أو الزمن غدار أو هذا زمان سوء أو نحو ذلك من العبارات التي فيها ذم للزمن :



هذه العبارات تقع على وجهين :-

1 - أن تكون هذه العبارات سبّاً وقدحاً في الزمن فهذا حرام ولا يجوز ؛ لأن ما حصل في الزمن هو من الله تعالى فمن سبه فقد سبَّ الله تعالى وقد قال تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلّب الليل والنهار ...) رواه البخاري .

2- أن يقول - الشخص - هذه العبارات على سبيل الإخبار عن حاله ( هو ) أو لما وقع له ( من الأمور ) فهذا لا بأس به وكل الناس يقول - مثلاً - هذا يوم شديد ، وهذا يوم عصيب ... وهذا يوم حار .

أما قول ( الزمن غدّار ) فلا تجوز أبداً لأنه سب ؛ ولأن صفة الغدر صفة ذم دائماً


22- ومما يكثر قوله على ألسنة بعض الناس : الله يلعن اليوم الذي رأيتك فيه أو يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه ، أو يقطع اليوم الذي رأيتك فيه ، أو يقطع اليوم الذي تعرفت عليك فيه ، أو يلعن اليوم الذي حدث فيه كذا وكذا ، أو العنة الله على المرض ، أو لعنة الله على الدين :




فنقول : روى أبو هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقول أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر ) متفق عليه .

فإن كان قصد القائل في كلامه ( يا خيبته هو شخصيياً ) وهذا نادر فلا حرج في ذلك . وإن قَصَد سب الدهر واليوم والزمن فهو محرم عظيم لا يجوز وهكذا في باقي العبارات المشابهه . إلا قوله ( الله يلعن اليوم الذي صار فيه كذا وكذا أو الله يقطع اليوم الذي حدث فيه كذا وكذا ) فإن نسبة هذا اللعن إنه صادر من الله وهذا منكر عظيم . وإن كان يقصد لعن نفسه أو لعن ذلك الشخص فهو منكر - أيضا - لا يجوز .

أما قوله : لعن الله المرض أو الدَّيْن و لعن الله كذا وكذا فهذا من أعظم القبائح والذنوب ، لأن المرض والدّيْن والفقر والعجز من تقدير الله تعالى فسبّ تلك الأشياء هو بمنزلة سبّ الله تعالى ، وعدم الرضا بالقضاء والقدر ، فمن قال مثل ذلك فعليه التوبة والرجوع إلى دينه وألاّ يقول مثل هذه الكلمات أبداً .


23- يكثر قول بعض الناس عندما يموت شخص ( ربنا افتكره ) :



أكثر ما يقول ذلك هم الأخوة في مصر ، فإن كان القائل يقصد بأن الله تعالى كان ناسياً له ثم تذكره ثم أماته فهذا كفر لأنه يقتضي معنى : إن الله تعالى ينسى ، والله تعالى لا ينسى فإن كان هذا هو قصد القائل وهو يعلم معنى ما يقوله فهو كفر ، أما إن كان جاهلاً ولا يدري وإنما يقصد بقوله إن الله افتكره بمعنى أماته وأخذه - وهذا هو الغالب - فهذا ليس بكفر لكن يجب ترك هذه الكلمة لأنها تُوهم بالنقص في حق الله تعالى ، وعلى القائل أن يقول ( توفاه الله أو أماته أو فلان مات )، ولا يقول ( فلان انتقل إلى الرفيق الأعلى ) .

يتبع بإن الله حكم سب الدهر والزمان والأيام والوقت ................................

وقفه :-

قال الربيع : أقلل الكلام إلا من تسع : تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءتك القرآن .

الحقاق

13/2/1425 هجري
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه