عرض مشاركة مفردة
  #47  
قديم 30-08-2005, 06:08 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

حديث نقض الصحيفة
[ بلاء هشام بن عمرو في نقض الصحيفة ]
قال ابن إسحاق : وبنو هاشم وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم في الصحيفة التي كتبوها ، ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بني هاشم وبني المطلب نفر من قريش ، ولم يبل فيها أحد أحسن من بلاء هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن نصر بن ( جذيمة ) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وذلك أنه كان ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه فكان هشام لبني هاشم واصلا ، وكان ذا شرف في قومه فكان - فيما بلغني - يأتي بالبعير وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا ، قد أوقره طعاما ، حتى إذا أقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه ثم ضرب على جنبه فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به قد أوقره بزا ، فيفعل به مثل ذلك .
[ سعي هشام في ضم زهير بن أبي أمية له ]
قال ابن إسحاق : ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال يا زهير ، أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم ؟ أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ، ثم دعوته إلى ( مثل ) ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا ; قال ويحك يا هشام فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها حتى أنقضها ، قال قد وجدت رجلا قال فمن هو ؟ قال أنا ، قال له زهير أبغنا رجلا ثالثا
[ سعي هشام في ضم المطعم بن عدي له ]
فذهب إلى المطعم بن عدي ( بن نوفل بن عبد مناف ) فقال له يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف ، وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا ; قال ويحك فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا ; قال من هو ؟ قال أنا ، قال أبغنا ثالثا ، قال قد فعلت قال من هو ؟ قال زهير بن أبي أمية ، قال أبغنا رابعا .
[ سعي هشام في ضم أبي البختري إليه ]
فذهب إلى البختري بن هشام فسأل له نحوا مما قال للمطعم بن عدي ، فقال وهل من أحد يعين على هذا ؟ قال نعم قال من هو ؟ قال زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وأنا معك ، قال أبغنا خامسا .
[ سعي هشام في ضم زمعة له ]
فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، فكلمه ذكر له قرابتهم وحقهم فقال له وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد ؟ قال نعم ثم سمى له القوم .
[ ما حدث بين هشام وزملائه وبين أبي جهل حين اعتزموا تمزيق الصحيفة ]
فاتعدوا خطم الحجون ليلا بأعلى مكة ، فاجتمعوا هنالك . فأجمعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها ، وقال زهير : أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم . فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة فطاف بالبيت سبعا ، ثم أقبل على الناس فقال يا أهل مكة ؟ أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة . القاطعة الظالمة .
قال أبو جهل : وكان في ناحية المسجد : كذبت والله لا تشق ، قال زمعة بن الأسود : أنت والله أكذب ما رضينا كتابها حيث كتبت قال أبو البختري صدق زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ، ولا نقر به قال المطعم بن عدي : صدقتما وكذب من قال غير ذلك نبرأ إلى الله منها ، ومما كتب فيها ، قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك . فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل تشوور فيه بغير هذا المكان ( قال ) : وأبو طالب جالس في ناحية المسجد ، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها ، فوجد الأرضة قد أكلتها ، إلا " باسمك اللهم " .
[ كاتب الصحيفة وشل يده ]
وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة . فشلت يده فيما يزعمون .
[ إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل الأرضة للصحيفة وما كان من القوم بعد ذلك ]
قال ابن هشام : وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب : يا عم إن ربي الله قد سلط الأرضة على صحيفة قريش ، فلم تدع فيها اسما هو لله إلا أثبتته فيها ، ونفت منه الظلم والقطيعة والبهتان فقال أربك أخبرك بهذا ؟ قال نعم قال فوالله ما يدخل عليك أحد ، ثم خرج إلى قريش ، فقال يا معشر قريش ، إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا ، فهلم صحيفتكم فإن كان كما قال ابن أخي فانتهوا عن قطيعتنا ، وانزلوا عما فيها ؟ وإن يكن كاذبا دفعت إليكم ابن أخي ، فقال القوم رضينا ، فتعاقدوا على ذلك ثم نظروا ، فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فزادهم ذلك شرا . فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض الصحيفة ما صنعوا
[ كيف أجار المطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
قال ابن هشام : وأما قوله " أجرت رسول الله منهم " ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف ، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه من تصديقه ونصرته صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره فقال أنا حليف والحليف لا يجير . فبعث إلى سهيل بن عمرو ، فقال إن بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ثم تسلح المطعم وأهل بيته وخرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ادخل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى عنده . ثم انصرف إلى منزله . فذلك الذي يعني حسان بن ثابت .