عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-09-2006, 11:05 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي لكل جواد كبوة , ولكل عالم هفوة !


هداك الله يا دكتور سلمان العودة ..
أشغلت المجاهدين بالرد على فتواك
فهل ترضى لنفسك أن تشغلهم عن تطهير الأراضي المحتلة من الصليبيين والروافض ؟؟
وعن الرد على الزنادقة والمبتدعين ؟؟
ناهيك عما سببته هذه الفتوى من فتن وبلابل
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد :
فلم تعد الحرب الصهيوصليبية سراً مكتوماً يحتاج إلى استفسار أو استفصال ، ولا أمراً مخفياً يتطلب بحثاً وتنقيباً وتدقيقاً ، ولا قضية مشكلة تستوجب لإدراكها طول النظر ولا تقليب الفِكَر ، ولا مسألة متداخلة متشابكة تقتضي التأمل والتملي ، بل قرعت العالم الإسلامي كله بوجه سافر وعداء ظاهر ، ودهمته بمواجهة صلعاء تغلغلت كريح السموم إلى كل شِعب في حياة المسلمين ، وابتهل ذووها وتنادوا بكلمة الكفر : {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ}ص6 ، فشمروا لصليبهم واستعانوا برهبانهم ، واستنهضوا إعلامهم ، وسخّروا عملاءهم ، والكل ينادي ويردد : [أعلُ صليب ...أعلُ صليب].

إلا أن أظهر صور تلك الحرب وأبرزها هي الهجمة العسكرية الهوجاء والتي عصفت ببلدين عظيمين من بلاد الإسلام وهما أفغانستان أولاً ثم العراق ثانياً ، ففيهما تقارعت الكتائب وتصارعت المواكب ، وتقابلت الزحوف وتصادمت السيوف ، فصارت أم الصليب وحاملة لوائه تتهاوى بفضل الله عز وجل وبتوفيقه للخُلَّص من فتية عقيدة التوحيد والصفوة من المستمسكين بالحق ، فها هي اليوم وبعد أن صارت تزجر كل من تَشْتَمُّ منه معارضة أو تستشعر من جهته عدم انقياد ، عادت تلتمس من العالم شرقاً وغرباً إعانتها ، وتستجديه لنصرتها ، فطويت لغة التبجح والاستعلاء والبطر : [من لم يكن معنا فهو ضدنا] ، ونبذت كلمات الكبر والانتفاش والغرور [محور الشر] ، وصارت ضُحكة بين الأمم ، فسخِر منها القريب والبعيد ، وهزأ بتصريحات ساستها القوي والضعيف ، واعترضها وعارضها الغني والفقير ، وعلم الجميع بعد أن انقشع الغبار - أو كاد - أبغلٌ كان تحته أم حمار.

هذا ولما أدرك عبّاد الصليب وأتباعهم أن المعركة لن تُحسم لصالحهم في ساحات النزال إذ ألفوا الأمر أكبر مما قدروا وأخطر مما تصوروا ، فأعادوا النظر ، وعمقوا التفكير ، وسبروا السبل ، وأحصوا الطرائق ، ودرسوا وتأملوا التجارب ، ليجدوا لأنفسهم مخارج من ورطتهم تكف زحف الأبطال ، وتخفف وغر الرجال ، وتسلهم من المواجهة انسلال الشعرة من العجين ولكن بشيء يحفظ لهم ماء وجههم العبوس – إن كان في وجههم ماء - فقرعوا لذلك كل باب ، وطلبوا لتحقيق المأرب كل مكيدة ، واستعانوا للتدبير بكل خبير ، إلا أنهم كلما ظنوا النجاة طوقتهم المهلكة ، وحيثما دبروا الكيد غلهم القيد ، ومهما أحكموا الخطة وأضمروا الخدعة وجدوا الشراك نصبوه بأيديهم والمقتل هيئوه لأنفسهم ، فمن يتابع – وبغير عناء – سيْرَ قراراتهم وتبدُّلَ حالتهم علم يقيناً حالة التخبط التي يتقلبون بها ، والحيرة التي يهيمون فيها ، فيبرمون وينقضون ، ويؤكدون ويشككون ، ويتوعدون ثم يستجدون وما ذلك إلا علامة التيه وشارة الاضطراب والفضل لله وحده أولا و آخراً : {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17
بيد أن هذا الانكسار والانحسار ما حصل بين عشية وضحاها ، وما استجلب بثمن بخس ، بل امتزج فيه العرق بالدموع والدماء ، واختلط الدمار بالأشلاء ، واجتمعت الآلام وتوالت الأحزان ، فصبرٌ يتبعه صبر ، وعزمٌ يدفعه عزم ، وثباتٌ أمام حوادث تزلزل الجبال الراسيات ، ودواهٍ تقتلع القواعد الراسخات ، حتى خُيل للبعض أن العاصفة لن تبقي أحداً فنطق النفاق بوقاحته المعتادة فقالها : {غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ}الأنفال49 ، وتفلتت الكلمات تبعثها القلوب المريضة والأفئدة الواهية فأعلنوها :{ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}الأحزاب12 ، وطاشت العقول وشردت النفوس وهامت الأفكار فأفصحت عن مكنونها : {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا}آل عمران154 ،واندلعت الألسنة الحداد تسلق المؤمنين سلقاً تطوي خيرهم وتختلق الشرور لهم ، تدعي نصحهم وتزعم الشفقة والرفق بهم : {لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ}آل عمران156 ، {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}آل عمران168.
وفي وسط هذا الطوفان الملتف والعاصفة العاتية صرخ الحق بعقيدته الراسخة {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}الأحزاب22 ، وأعاد أهله للإيمان نصاعته ، ولليقين إشراقته وعلموا أن قوتهم بغير الله لا قوة فقالوها وكرروها واستيقنوها {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}البقرة249 ، فعقيدتهم : {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}آل عمران160 ، وحاديهم ومؤنسهم : {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }التوبة52 ، وكلما اشتد سعير الحرب وخُوِّفوا من الجموع قام بين نواظرهم : {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران175 ، وعندها قالوا قولة نبيهم صلى الله عليه وسلم : [الآن حمي الوطيس ..انْهَزَموا وربِّ الكعبة] فما زالوا كذلك وشعار الكل لا نجونا إن نجوتم ، ولنقاتلنكم حتى تنفرد سالفتنا أو يقيم الله دينه ويكبت عدوه.

فلما وجد عبدة الصليب أن الحق في زحف والرجال لا تكف عن النسف ، سلكوا سبيلهم المعتاد فأرادوا لهم الغنم وعلى غيرهم الغرم ، وعنونوا مشروعهم – في عراق الخلافة - بتكوين عراق موحَّد لا موحِّد ، وتأسيس جيش يضم كل طوائف مجتمعه لا يستثني أحداً ولا يحاشي فئة ، [ سنياً شيعياً كردياً صابئياً نصرانياً ملحداً علمانياً ] ..ليكن ما يكون فالمهمة واحدة والمقصد متفق وهو منع قيام دولة للإسلام وبأي ثمن وإيجاد عراق جديد بعد أن أعادوه بآلتهم العسكرية إلى ما قبل عصر التاريخ ، ولكن عصريته وحضارته وتقدمه تتمثل في شيء واحد لا تتعداه وهو المنع من الإسلام ، فنهضت لذلك وسائل إعلامهم تروج لمشروعهم ، وتنافح عنه ، وتحسِّن قبائحه ، وتمهد طرائقه ، وترد على المشككين بجدواه ، وبجانب هذا فخناجر الغدر الرافضية قد استلمت الزمام وشمرت لنصرة إمام السرداب الذي لم يلد ولم يولد ، فجزت الرؤوس ، ونكلت بالضعفاء ، ومزقت الأجساد ، وبقرت البطون ، ورضت الأجنة ، وهتكت الأعراض ، واقتحمت المساجد ، كل ذلك بطرق تنم عن حقد عميق لم يبلغه اليهود على مر العهود ، وكذلك هي نبتتهم الخبيثة التي بذر بذرتها اليهودي عبد الله بن سبأ ، فأنى للخير أن يرتجى من مثلهم : {وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً}الأعراف58 .

فلما وجد أهل السنة في العراق أن المعركة ضارية ، وأن ما أسموه [حربا طائفية] لا محالة آتية بل قائمة ؛ بدءوا يبحثون عن مخرج مما هم فيه بعد أن استنفد كثير من ضعفتهم ومهزوميهم وسعهم في التملق والتزلف للروافض الحاقدين والزنادقة المندسين إلا أن ذلك لم يُجدِ نفعاً بل ما ازداد أهل الرفض بذلك إلا استعاراً فكأنهم يغرونهم بتملقهم ويشجعونهم بركونهم ، وما وقف في وجه ذلك الحقد الرافضي إلا ثلة مباركة من أهل الحق عرفوا أن السيف يقوِّم الحيف ، وأن القوة تردعها القوة ، فبذلوا لحماية الأعراض المهج ، وردوا على الصاع بضعفيه ، ومن بين هؤلاء الصادقين وأولئك المتملقين نبتت نابتة ثالثة أرادت بزعمها سلوك نهج توجد من خلاله قوة تحمي بها حماها وتحصِّن نفسها بطريقة ترضي الغزاة الصليبيين من جهة وتعادل الروافض الحاقدين من جهة أخرى وفي الوقت نفسه تأمن غائلة الصادقين من أهل السنة الذين لا يرضون مساومة على طريقهم البين وطريقتهم الخالصة ممن ذكرنا ، فرأوا أن الحل بزعمهم يكمن في انضمامهم للجيش والشرطة العراقية والانتظام في سلك النظام لأخذ صبغة الشرعية لتحقيق الهدف المذكور وهو حماية الأنفس والدفاع عن ضعفة أهل السنة زعموا !!
فكان مما قرأت في هذا الصدد فتوى مقتضبة في كلماتها وخطيرة في مضمونها بل قاتلة في مؤداها نُقلت عن الشيخ سلمان العودة ونسبت إليه يوجب فيها على أهل السنة في العراق الانضمام إلى منظومة الجيش والشرطة العراقية ، ونص الفتوى كما اطلعت عليها مع سؤالها : [وفي إجابته علىسؤال من العراق حول حكم مشاركة العراقيين في مؤسسات الجيش والشرطة العراقية ، قالالشيخ سلمان : "أرى أنه يجب على عموم المخلصين في العراق أن يسارعوا للمشاركة فيالجيش والشرطة فهي مستقبل وحاضر البلد ولا يمكن أن نقبل أن يكون الجيش أو الشرطة منخارج البلد أو أن يمثل فصيلاً واحداً من فصائل العراق ويستعبد الكثير .

وأضاف فيذات السياق : لا أحد مستفيد من أن تكون مؤسسات العراق حكراً على فصيل دون الآخرين،وللضرورات أحكام ، ونتحمل ما قد يصيبنا لدفع شر أكبر.].

ولعمر الحق إن هذه الكلمات التي هي أشبه بالتصريحات الصحفية والحوارات السياسية منها إلى الفتوى الشرعية تعد قاصمةَ الظهر وزارعة الشر ، ولا يدرك خطورتها وعواقب أبعادها إلا من عاش ويعيش وسط معمعة المعركة ، ويعرف حقيقة الوضع الذي يتحدث عنه ليعطي كل كلمة حقها ويضعها موضعها ، أما الاعتماد المجرد على ما تنقله وسائل الإعلام والتي تصنع العقلية التي تريدها وتشكلها تبعاً للصفة التي تهواها فهذا قلما يسلم من شراكهم وينفك عن تلبيساتهم ومن ثَم فأنى لمثله أن يصيب الحق وقد قطعت الطرق أمامه ونصبت العقبات أمام سلامة تفكيره وصحة تصوره للوقائع على وجهها ، ولأجل هذا الأمر الخطير القاتل أحببت أن أدون بعض الكلمات حول هذه (الفتوى) – إن صحت التسمية – خصوصاً وللموضوع المثار عموماً راجياً من الله أن يرزقنا الصواب وأن يبعد عنا الهوى والعمى إنه سميع عليم.

وقبل الشروع في المناقشة التفصيلية لما ورد في كلام الشيخ أحب أن أذكر هنا أمراً علمته من بعض إخواننا الثقات من مجاهدي العراق سددهم الله ؛ وهو أن تبني المشاركة في الجيش والشرطة العراقية بدعوى حماية الأنفس ليس أمراً جديداً ، بل وقع أن بعض الجماعات الجهادية في وقت من الأوقات قد أفتتْ بجوازه لبعض أهل السنة وفي حالات خاصة وظروف ضيقة محاولة وضع ضوابط في ذلك ، فما أن تلقَّف
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات