عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-08-2002, 07:48 AM
راجي عفو ربه راجي عفو ربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 25
إفتراضي

5ـ هناك أسترالي واحد في هؤلاء الأسرى اسمه "ديفد" ومع ذلك شكلت مجموعة من أهل بلده جماعة خاصة للدفاع عنه اسمها جماعة [ العدالة لديفد ] للدفاع عنه والمطالبة بحقوقه ، وقالوا هو محتجز في قفص يرفض معظم الأستراليين أن يستخدموه لكلابهم فضلاً عن أولادهم .وكذلك الإخوة الكويتيون شكلوا لجنة سموها لجنة الأسرى ، وفي عدد من دول الخليج سعى البعض إلى تأسيس لجنة اسمها لجنة {الدفاع عن المعتقلين في سجن غوانتانامو} وهذه اللجنة تسعى لتحقيق عدد من الأهداف الطيبة مثل الدفاع عن هؤلاء المعتقلين ، والدفاع عن أسرهم ، واستكمال إجراءات الوكالة عنهم ، والاتصال بهم وبأسرهم في كل مكان ، وجمع التبرعات وشرح القضية من الناحية الإعلامية ، والمساعدة المادية لهم ولأسرهم ، وتلك لاشك أهداف طيبة نبيلة .
6 ـ إن أمريكا تمارس حرباً نفسية واضحة لابد أن نكون يقظين لها فيما يتعلق بهذا الموضوع ، فالحركة التي تعملها ذات مردود إيجابي داخل الشعب الأمريكي ، فإنه من خلال الأسر والنقل والتغطية الإعلامية عملوا ترويجاً إعلامياً أوجد كثيراً من الطمأنينة أن الحكومة فعلت ووصلت وحققت إنجازاً ، وإن كان الأمر قد يتعلق بأشياء لا حقيقة من ورائها ، ومن خلال هذا الأمر أحبوا أن يوصلوا رسالة إلى غيرهم من الأمم والشعوب على طريقة عنترة الذي يقول : إنني آتي الضعيف فأضربه ضربة يطير لها قلب الشجاع . وربما كان هؤلاء الأسرى ليسوا أكثر من وسيلة إيضاح ، أريد أن يؤدب بهم غيرهم ، ولهذا فالأمريكان بدءوا يتظاهرون بالصبغة الإنسانية ، ويسمحون لوسائل الإعلام أن تأتي لهذا السجن ، وسمحوا بالتصوير ، وروجوا كثيراً من الأخبار عن الطعام الطيب الذي يُقدم لهم ، وعن الصلاة وعن توزيع المصاحف عليهم ، وعن حسن المعاملة ، وصور المعتقلين أصبحت توزع على عدد من وكالات الأنباء ، وهكذا بدأ الكلام يشاع عن إمكانية إعادة بعضهم إلى بلادهم كما جاء في عدد من التصريحات , وعن إمكانية إطلاق سراحهم ، ولماذا بدأ الكلام الآن عن الجوانب الإنسانية ؟في أحد الاحتمالات أنهم أدركوا أنهم لم يظفروا بشيء ، فأحبوا أن يكسبوا من الجهة الأخرى ، وأن يظهروا بمظهر الإنسانية ، ولذلك يحق لنا أن نتساءل لماذا لا تسمح أمريكا مثلاً بتغطية صور وجثث القتلى الذين يقتلون في أفغانستان ؟ حتى من المدنيين ؟ وقد تم خلال هذا الأيام إلقاء القنابل على عُرس ، وقتل أكثر من مائة وخمسين من الأطفال والنساء والأبرياء ، ومع ذلك يتم التكتم على مثل هذه الأشياء ، ولا يُسمع بتغطيتها بشكل صحيح .
7 ـ هناك صمت عربي وإسلامي إزاء ما يجري ، وكأن كل أحد يخشى أن يتهم بالإرهاب ، فلا يرفع رأسه ولا يحرك لسانه .
إن هؤلاء الإخوة يحملون جنسيات دول عربية وإسلامية ، وكما قال أحد المسؤولين في مجلس التعاون الخليجي : " لا يمكن لأي دولة أن تتخلى عن رعاياها هم أبناؤنا ، ولا يمكن أن يتركوا تحت رحمة الأمريكان " .فنحن ينبغي أن نسعى لأن نعزز الأقوال بالأفعال ، وأن يكون هناك جهود صادقة للوقوف معهم ، وهناك مسؤوليات كبيرة على عواتقنا تجاه هؤلاء الشباب :
أولاً : الدعاء لهم ، وأذكر هنا قصة ملخصها أن امرأة كان لها ولد أسير عند الروم فجاءت لأحد علماء السلف ، وقالت له ، وهي تبكي : إن ولدي أسير ، وهو وحيدي ، فأرجو أن تسعى في فكاكه ، فوعدها خيرًا ، وطلب منها أن تأتيه بعد أسبوع ، وخلال هذا الأسبوع اجتهد وابتهل إلى الله بالدعاء الصادق ،وتضرع إليه حتى كاد أن يكون وقف الدعاء على هذا الأسير ، حدث أن جاءت المرأة إلى الشيخ وهي تدعو له وتقول : فرج الله عنك كما فرجت عن ولدي ، فقد وصل ولدها ، وكان يحدثها عن طريقة خلاصه من الأسر ، وكيف كانت تظهر العناية الإلهية فيها ، فينبغي أن ندعو لهؤلاء الإخوة ، ولو لم يكن من هذا الدعاء إلا أداء بعض حقهم ، والشعور بمشاركتنا في ألمهم وكربتهم وغربتهم . وقد كتب أحدهم لأهله في الكويت رسالة يقول فيها : إنه بلغ بنا الأمر مبلغه ، ونحن نعمل إضراباً عن الطعام ، ولا يمكن أن نصبر على هذا الأمر ، فإما أن يطلقونا أو يحاكمونا أو يقتلونا ، لا صبر لنا وراء ذلك .
ثانياً : أهمية الاتصال بالجهات الرسمية ، وفي دول الخليج على وجه الخصوص ، والتأكيد على أهمية ممارسة الضغوط ، ومطالبة الأمريكان بإعادة هؤلاء إلى بلادهم لتتولى هي النظر في أمرهم .
ثالثاً : تكوين اللجان المتخصصة لمتابعة قضيتهم من الناحية القانونية ومن الناحية الإنسانية .
إن حرب أمريكا على أفغانستان لم تخضع لقانون ، ولم تستفت أمريكا القانونَ الدولي حينما ضربت المدنيين وغير المدنيين في أفغانستان ، وإنما هي فعلت ما تقتضيه مصالحها وسياستها ، واستخدمت لغة القوة عندها فقط ، ولم تستفت القانون الدولي حينما قتلت الأبرياء والمدنيين ولم تعتذر عن هذا الأمر .وأمريكا في اعتقالها لهؤلاء أيضاً لم تستفت القانون الدولي ، وإنما كان هذا عملاً اعتباطياً غير مدروس لمجرد استعراض القوة ، وربما كان ذنب هؤلاء أنهم لم يستطيعوا الفرار ، وهي تعاملهم الآن بطريقة غير نظامية ولا قانونية ، فلذلك ينبغي أن يدخل الناس من هذا المدخل ، وأن يكشفوا الغطرسة الأمريكية ، وأن هؤلاء أسرى ، وربما كانوا مختطفين من بعض الوجوه ، وينبغي الوقوف إلى جانبهم .
رابعاً : الدعم المادي السخي ، سواءً تمثل في فداء بعض الأسرى ، أو تمويل الدفاع عنهم ، أو المساعدة في إبراز قضيتهم إعلامياً ودولياً ، أو خلافتهم في أهلهم ومن وراءهم بخير ، فهذا من الإنفاق في سبيل الله ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
خامساً: القيام بحملات إعلامية متواصلة لحمايتهم ، وكشف مصير غيرهم ممن لايعرف أين انتهى بهم المطاف ؟ فإنني أعتقد أن في باكستان وأفغانستان أعداداً ربما تكون كبيرة جدًا ، وأنا أعرف كما يعرف غيري عددًا من أبناء بلدنا ممن انتهت بهم الطرق إلى مصير غامض ، فهم ليسوا في القتلى ، وليسوا في كوبا ، ولا أحد يعلم إلا الله سبحانه مصيرهم ، فينبغي أن يكون هناك تدخل عاجل من الجهات الرسمية والشعبية ، ومن كل القادرين ، ومن المؤسسات واللجان الحقوقية في كشف مصير هؤلاء وحمايتهم وضمان العيش الكريم لهم وإعادتهم إلى بلادهم .
سادساً : ضرورة التعامل مع هذه الظواهر التي حصلت ووقعت بصورة هادئة متعقلة تنظر للمستقبل أكثر مما تنظر للماضي ، وتسعى في معالجة الأسباب وتهيئة الظروف المناسبة والمناخ الملائم الذي يستوعب طاقات الشباب ويصرف جهودهم بطريقة صحيحة وبطريقة شرعية ، ويؤمن لهم العيش الكريم والاحتياجات الضرورية الفطرية ، ويساعدهم على أن يشقوا طريقهم في الحياة ، وأن يتغلبوا على المصاعب والمتاعب .إن هذا واجب على كل القادرين ، علينا أن نسعى جاهدين لأن تتحول المجتمعات الإسلامية إلى بيئات خصبة للعيش الكريم للإبداع وللإنجاز ، ولتحقيق الإنسان ذاته ولتحقيق الإنسان مطالبه سواء كانت مطالب ذاتية أم مطالب شرعية ، والمؤسسات الحكومية والشعبية والجماعات الإسلامية وأفراد العلماء والدعاة وسائر المعنيين بقضايا الأمة عليهم تبعة كبيرة ومسؤولية ضخمة تتجاوز حدود المعالجة الآنية إلى الرؤية المستقبلية وتستحضر الرقابة الربانية على من ولي شيئاً من أمر هذه الأمة دق أو جل ، والله المستعان .
والحمد لله رب العالمين ، صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
__________________
اللهم إستخدمنا في طاعتك