الموضوع: تقرير هام
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-09-2003, 11:25 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Arrow تتمة الموضوع ..

كما انتشر خطاب العداء للإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق خاصة من قبل بعض القيادات اليمنية الأمريكية المتشددة التي تجرأت على الإساءة للإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق، كما تعرض بعض القيادات السياسية – المعروفة بتوجهات اليمنية – للإسلام بإساءت بشكل مؤسف.

فعلى سبيل المثال طالبت بعض المنظمات المسلمة والعربية الأمريكية وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت في فبراير عام 2002 بتوضيح موقفه من عبارات مسيئة للإسلام نسبت إليه على صفحات أحد المواقع الإلكترونية، إذ نشر الصحفي كال توماس مقابلة مع وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت على صفحات موقع يسمى (crosswalk.com) نسب فيها إلى جون أشكروفت القول بأن "الإسلام هو دين يطالبك فيه الرب أن ترسل ولدك ليموت من أجله (الرب). والمسيحية هي عقيدة يرسل فيها الرب ولده ليموت من أجلك".

وفي أكتوبر 2002 ذكر رجل الدين المسيحي الأمريكي المعروف جيري فالويل في حوار أجراه معه برنامج سيكستي منتس أو ستون دقيقة (Sixty Minutes) الأمريكي المعروف - والذي أذيع في 6 أكتوبر 2002 - يتهم فيه جيرى فالويل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي".

كما تعرض مذيعو قناة فوكس الإخبارية الأمريكية وضيوفها بالإساءة للإسلام وللرسول (صلى الله عليه وسلم) في برنامج (هانيتي أند كولمز) وهو أحد برامج القناة المعروفة والذي أذيع مساء الأربعاء 18 سبتمبر 2002، إذ استضاف المذيع شون هانيتي القائد الديني اليميني المتشدد بات روبرتسون والذي تعرض لشخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بإساءات بالغة، في الوقت الذي لم يواجهه المذيع شون هانيتي بأية تحدي يذكر لأرائه المتطرفة والتي تمثل إهانات واضحة ومليئة بالكراهية للإسلام والمسلمين.

فقد وصف بات روبرتسون خلال البرنامج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقوله "هذا الرجل كان مجرد متطرف ذو عيون متوحشة (تتحرك عبثا من الجنون). لقد كان سارقا وقاطع طريق. وتقول أن هؤلاء الإرهابيين يحرفون الإسلام !! إنهم يطبقون ما في الإسلام".

وبدلا من أن يتحدى المذيع شون هانيتي هذه الإساءات الصريحة توجه إلى بات روبرتسون بسؤال يقول "إلى أية مدى تعتقد أن هذه التفسيرات المتشددة (للإسلام) منتشرة (بين المسلمين)؟ هل تعتقد أنها التيار العام؟ هل تعتقد أنها غالبية المسلمين؟".

فأجاب عليه بات روبرتسون قائلا أن الإسلام هو "خدعة هائلة"، ثم رد عليه شون هانتي قائلا "إذن الإسلام هو تهديد أكبر مما يريد أن يقول به غالبية الأفراد علنا؟ .... هل تعتقد أنه من الحتمي أن يدخل العالم في صراع – ربما حرب – مع الإسلام لعقود قادمة؟". وفي نصف البرنامج الثاني ذكر بات روبرتسون أن القرآن "هو سرقة دقيقة من الشريعة اليهودية … أنا أعني أن هذا الرجل (الرسول محمد) كان قاتلا. التفكير في أن هذا (الإسلام) هو دين سلام هو احتيال كبير".

(3) على المستوى السياسي أقرت الحكومة الأمريكية العديد من القوانين والسياسات التي رأى مسلمو أمريكا أنها تستهدفهم، بما في ذلك سياسات تسجيل آلاف المهاجرين المسلمين والعرب واعتقال المئات منهم على ذمة التحقيقات بدون توفير أدلة تدينهم والتوسع في التجسس عليهم ومراقبتهم.

فقد أشارت جماعات الحقوق والحريات المدنية الأمريكية إلى أن بعض نصوص قانون مكافحة الإرهاب الذي أقر بعد أحداث سبتمبر 2001 والمعروف باسم (باتريوت آكت) سمحت للسلطات الأمريكية بالتوسع في عمليات التفتيش والمراقبة بشكل غير مسبوق وبدون توافر أدلة على ضلوع الأشخاص المراقبين في أنشطة خاطئة. كما رصد تقرير كير عن الحقوق المدنية لمسلمي أمريكا في عام 2002 بعض السياسات الحكومية التي ألحقت أضرارا بالغة بحقوق وحريات مسلمي أمريكا منذ أحداث سبتمبر، ومنها:

- ذكر تقرير أعده المفتش العام بوزارة العدل الأمريكية أن السلطات الأمريكية اعتقلت 738 مسلما وعربيا في الفترة من أحداث سبتمبر وحتى أغسطس 2002، وأن المعتقلين اخضعوا لمعاملة مسيئة وتمييزية مثل إعاقة عملية اتصالهم بمحامين يدافعون عنهم أو الاتصال بأسرهم، واعتقالهم بناء على أدلة سرية، والاعتداء عليهم لفظيا وجسديا.

- قيام وزارة العدل بعقد مقابلات استجوابية مع حوالي 8000 مسلم وعربي.

- إغلاق ثلاثة من أكبر مؤسسات الإغاثة الإسلامية الأمريكية، وهي الآن تخوض معارك قضائية ضد الحكومة الأمريكية.

- حملات تفتيش ومداهمة أعمال ومنازل بعض المسلمين والعرب النشطين سياسيا.

- إخضاع حوالي 50 آلف إلى 70 آلف مهاجر مسلم وعربي إلى عمليات تسجيل إجبارية لدى إدارة الهجرة الأمريكية.

- مطالبة مكتب التحقيقات الفيدرالية بعض المساجد بالإطلاع على قوائم عضويتها.

- إخضاع 11 آلف مهاجر عراقي إلى عمليات استجواب منذ بداية الحرب على العراق.

كما نشطت مجموعة صاحبة نفوذ من الكتاب السياسيين ذوي التوجهات اليمينية المتشددة من أمثال دانيل بيبس وتشارلز كروثهمر وفرانك جافني في التشكيك في ولاء المسلمين الأمريكيين ومنظماتهم وقياداتهم تجاه الولايات المتحدة، وتصوير أية انتقادات قد يوجهوها نحو سياسة الحكومة الأمريكية على أنها تعبير عن عدم ولائهم لأمريكا أو عن طبيعة الإسلام المساندة للإرهاب، كما سعوا بقوة لتشويه صورة غالبية المؤسسات المسلمة الأمريكية العاملة على الساحة ونشر نبوءة متطرفة ينادون بها تقول بأن 80 % من المؤسسات المسلمة الأمريكية باختلاف أنواعها يسيطر عليها متطرفون ومن ثم نشطوا في المطالبة باستبعاد القيادات والمنظمات المسلمة النشيطة على الساحة حاليا وإحلالها بمؤسسات جديدة تتناسب مع تعريفهم للإسلام المعتدل.

وقد كشفت بعض وسائل الإعلام الأمريكية مساعي بعض الجماعات السياسية الأمريكية المتشددة لعزل مسلمي أمريكا سياسيا، فعلى سبيل المثال ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في تقرير نشرته في الثالث من نوفمبر 2001 أن مجموعة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية – مثل عصبة مكافحة التشويه ورابطة الدفاع عن اليهود ومركز أبحاث الشرق الأوسط (الذي يرأسه دنيل بيبس) – نظمت في الأسابيع التالية لأحداث سبتمبر "حرب فاكسات" ضد المنظمات المسلمة والعربية الأمريكية وقادتها بعد لقاءهم بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وكبار مسئولي الإدارة الأمريكي، وقد تضمنت الحملة إرسال "حزم من الوثائق المضادة" للقادة المسلمين والعرب لوسائل الإعلام الأمريكية بهدف التشكيك في نواي المسلمين الأمريكيين تجاه بقية المجتمع الأمريكي وفي مصداقية المنظمات المسلمة والعربية وقياداتها.

كما نشرت مجلة ناشيونال ريفيو المحافظة مقالا في السابع من أبريل الماضي يتحدث عن وجود انقسامات في أوساط المحافظين الأمريكيين بخصوص التعامل مع مسلمي وعرب أمريكا بسبب سعي بعض صقور المحافظين الجدد إلى تشويه صورة مسلمي وعرب أمريكا وقياداتهم ومعارضة جهود الإدارة الأمريكية في التواصل معهم.

- الأزمة ألحقت ضررا بالغا بحلم آلاف المسلمين بالبقاء في أمريكا وبناء حياة كريمة لهم. فقد أضرت الأزمة بحقوق بعض مسلمي أمريكا وتصوراتهم نحو الحياة المسلمة الأمريكية بشكل يصعب إصلاحه، ونعنى بهؤلاء ثلاث مجموعات على الأقل، المجموعة الأولى أضطرت للرحيل عن الولايات المتحدة بسبب الضغوط المتزايدة التي تعرض لها الإسلام والمسلون في أمريكا بعد أحداث سبتمبر، والمجموعة الثانية رحلت عن الولايات المتحدة بسبب بعض السياسات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر والتي استهدفت المهاجرين المسلمين والعرب، وتقدر أعداد هؤلاء الأفراد بالآلاف وبأكثر من 13 ألف مهاجر مسلم وعربي على أقل تقدير، أما المجموعة الثالثة فهي الأسر التي تضررت حياتها ضررا بالغا بعد أحداث سبتمبر بسبب اعتقال بعض أفرادها ضمن التحقيقات التي تلت التفجيرات، وقد طالت الاعتقالات مئات المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا ولم تؤدي إلى إدانة إلا عدد قليل جدا منهم بتهم تتعلق بالإرهاب.

- زيادة الضغوط التي يتعرض لها المسلمون الأمريكيون من العالم الإسلامي بسبب التوتر المتزايد بين بلدان العالم الإسلامي والولايات المتحدة خلال الفترة الراهنة بسبب بعض سياسات الحكومة الأمريكية تجاه المسلمين والعرب وخاصة في فلسطين والعراق.

وبالطبع أدت هذه الضغوط على الرغم من أنها لم تتحول إلى مطالب مباشرة - من قبل العالم الإسلامي إلى مسلمي أمريكا - بالانعزال عن المجتمع الأمريكي إلى تعقيد البيئة والظروف المحيطة بالمسلمين في أمريكا.

خاتمة وتعقيب

أزمة سبتمبر 2001 أنتجت خلال العامين الماضيين العديد من الفرص الإيجابية على صعيد تفاعل المسلمين مع مجتمعهم الأمريكية، كما أنها أدت إلى تفاقم العديد من التحديات والضغوط الخارجية التي يتعرض لها المسلمون في أمريكا لكونهم مسلمين، كما أوضح التقرير أن مسلمي أمريكا يتعرضون لبعض التحديات القادمة من داخل المجتمع المسلم الأمريكي ذاته والتي ترتبط بطبيعة المسلمين الأمريكيين كمجتمع ناشئ.

ويدعو التقرير في نهايته إلى توعية المسلمين والعرب بأدوات العمل السياسي والإعلامي والثقافي المختلفة اللازمة للدفاع عن قضاياهم وصورتهم بأمريكا، وخاصة الجديد والمطلوب منها والذي أصبح استخدامه يعد ضروريا لحماية وجود مسلمي وعرب أمريكا ومصالحهم كالمنهج القضائي، وذلك حتى يتكاتفوا مع بعضهم البعض في وجه التحديات الصعبة التي تفرضها الظروف الراهنة.

كما يدعو التقرير إلى توعية مسلمي أمريكا بفرص وتحديات وجودهم وحياتهم في أمريكا على المستويين الداخلي والخارجي بشكل موضوعي بعيد من المبالغة في تقدير السلبي أو الإيجابي من الأمور.

ويؤكد التقرير على أن نجاح المسلمين في أمريكا في استغلال الفرص العديدة التي إتاحتها أزمة سبتمبر 2001 أمام مسلمي أمريكا خلال العامين السابقين - والتي رصدها التقرير في بدايته - سوف يتوقف على قدرة مسلمي أمريكا على الوعي بتلك الفرص، وعلى النظر بشكل موضوعي إلى تحديات الأزمة المختلفة على المستويين الداخلي والخارجي، وعلى رغبتهم في تحدي الظروف الراهنة وبناء مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم في أمريكا.
__________________
معين بن محمد