عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 08-03-2004, 05:20 AM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

إقتباس:
من مشاركة الأخ الكريم (( abbud ))
رغم احترامي الى كل فئات الشعب العراقي بدون تميز شيعه, سنة, اكراد عرب, مسيح ,تركمان ,الا انهم كلهم خطائون والمصائب التى جاءت لهم من ايديهم ومن سياساتهم والاصلاح ياتي على ايدهيم جميعا والسمعه السيئة او الجيد تطالهم جميعا بدون تفريق.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(( الشيعة )) الذين نالهم ظلــم كبير طوال سنوات النظام المقبور ، الذي لم يكن على الاطلاق ( سنيا ) ، لم يخوضوا صراعهم معه لنيل " حقوقهم الطائفية " لأنهم في الأساس كانوا يرفعون شعار " الحرية والعدل " و " الحكومة الأسلامية " لكل العراقيين !.

حزب الدعوة الاسلامية ( الشيعي ) ، على سبيل المثال ، الذي قاد مسيرة صراع الشيعة ضد أنظمة الحكم المتعاقبة منذ سقوط الملكية في العقود الماضية وانفرد بها ، سنوات طويلة منسقا ومتفاهما ( بشكل أو بآخر ) مع المرجعية الدينية ، قبل ظهور أحزاب اسلامية منافسة ! كانت معظم أدبياته السياسية في قيادة الصراع ، تنطلق من أفكار وضعها أقطاب من ( السنة ) وعلى رأسهم أبو الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب وعبد ا لقادر عودة والآخرون الكبار الذين كانت كتبهم تدرس بعناية في الحلقات الحزبية !
بل وأن قادة الدعوة الكبار وأخص بالذكر ( عبد الهادي السبيتي ) كان أتهم من قبل البعض في التنظيم ( وخارجه ) بأنه كان منحازا لفكر( السنة ) في كتابته النشرات السرية التي حملت آنذاك اسم( صوت الدعوة ) !!


وكذلك كان الأمر مع ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق ) ، الذي كان توجهه اسلاميا عراقيا وليس طائفيــا على الأطلاق !
وقد شارك في تأسيسه ، قيادات سنية بارزة ، بينها شخصيات كردية معروفة !

مايؤكد أن الشيعة خاضوا صراعهم مع النظام لتغييره ، لصالح كل العراقيين ولم يكونوا يوما ما طائفيين، أو قوميين .. وقد دفعوا نتيجة ذلك مئات الآلاف من الشهداء وبينهم عدد كبير من العلماء الكبار رضوان الله عليهم جميعا .



(( السنة )) أيضا لم يكونوا أبدا منحازين للنظام السابق ، وقد نالهم من الضيم مانالهم ، وليس أدل على ذلك أن النظام بدأ بهم عندما اغتال غيلة وغدرا وقتل صبرا الشيخ الجليل عبد العزيز البدري والذي نهل منه الشيعة فكرا سياسيا وضاء عن " اصول الحكم " تكاد تكون متطابقة تماما مع نظرية ولاية الفقيه لدى الشيعة في أصل تولية العلماء أو من يفوضونهم ، مقاليد الحكم الاسلامي !!.

أما الحرب التي خاضها الأكراد في شمال العراق ، فقد فرضت عليهم من قبل أنظمة لم تكن تمثل العراقيين العرب على الاطلاق ..
وقد أفتى كبار مراجع الدين بحرمة قتال الأكراد وأمامنا فتوى الامام الخالد( الشيعي العربي ) محسن الحكيم ، التي كانت الفيصل في تحديد إطار ذلك الصراع بل وفي تحجيمه لصالح حقوق الأكراد !

وأيضا وبعد أن دخل الصراع مع النظام السابق شكلا مباشرا منذ شنه الحرب الظالمة على الجمهورية الاسلامية ، فان احتضان أكراد العراق لأشقائهم من المناطق الأخرى وتحويل الكوردستان العراقي الى مأوى للجميع ، يعكس شمولية الصراع وعلمانيته ( إن صح التعبير ) ، أي أنه لم يكن من أجل طائفة أو قومية بل كان من أجل الوطن ومن اجل الجميع.


المشكلة التي نشاهدها هذه الأيام في حرب خفية تجري خلف الكواليس على أسس طائفية وقومية ، تعود أسبابها في رأيي الى سنوات الكبت والقمع الطويلة، والمخاوف التي يثيرها أعداء الشعب العراقي داخل الطوائف التي تمثل الأقليات الدينية والعرقية على قاعدة " فرق تسد " ، حيث سمحت بنمو بذور الفرقة في الوسط العراقي ( ولو بشكل محدود ) ما يستدعي التحذير منه بكل قوة والمناداة بوقف أي عملية تصفية تتم في العراق تحت أي مسمى وبأي غطاء خصوصا ماينقل هذه الأيام عن تصفية من يسمونهم بالتكفيريين ، أو أتباع المدرسة الوهابية !.


ويجب أن نؤكد هنا أن القراءات المختلفة للدين ( وهي بالمناسبة عنصر قوة يسمح للاسلام أن يتعاطى المستحدثات في كل عصر ومصر بحيوية ) .. تسمح ببروز مدارس عدة تمثل اجتهادات دينية مختلفة : من أخطأ له أجر ومن أصاب فله أجران .



المسلمون الشيعة يا أخوان يمثلون في منشأ مصدرهم التشريعي ( القرآن الكريم والسنة التي يرفقونها بمدرسة أهل البيت عليهم السلام ) ..
بينما يضيف أهل السنة والجماعة،الصحابة الكرام رضي الله عنهم الى مصادر التشريع ،
وبين هؤلاء وهؤلاء تتوزع الامة على سبل عدة كلها تؤدي الى الصراط المستقيم مادام الجميع يقر بالشهادتين وبقوله تعالى " وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " .

ولذلك علينا أن نقر بواقع الاختلاف ولانسمح له لكي يتحول الى خلاف ، يسخط الله علينا ويزيح نعمه عنا إذا حولناه الى خلاف دموي ... بأي ذريعة كانت !!

ويجب أن نؤكد أن الشيعة هم سنة في الواقع والعكس صحيح لأن الشيعة يعتبرون السنة النبوية المطهرة مصدرا للتشريع أساسيا الى جانب القرآن الكريم ، فيما السنة يشايعون أهل البيت عليهم السلام ويحبونهم ولايكفرون بهم .



كلمة أخيرة : الطائفية والقتل على الهوية فتنة بائسة ومقيتة ... وملعون من أيقظها بين المسلمين.



تحياتــي