الموضوع: أحمد ديدات
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-11-2005, 02:26 AM
محمد العاني محمد العاني غير متصل
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
إفتراضي نبذة عن حياته

ولد الشيخ أحمد حسين ديدات ، بالهند عام 1918م ، وبعد ولادته بفترة قصيرة هاجر والده إلى جنوب إفريقيا ، ولذلك لم يعرف أحمد ديدات والده حتى رآه عام 1927م ، حين لحق به في جنوب إفريقيا بعد عراك ٍ طويل ٍ مع الحياة والفقر ، وكان وداعه لوالدته هو الوداع الأخير .. إذ توفَّاها الله بعد هجرته بشهور ٍ قليلة …

وفي تلك البلدة الغريبة عليه، غدا الطفل ذو التسعة أعوام وحيدا ، لم يلتحق بالتعليم الأساسي .. و لم يكن ملما ً بالإنجليزيَّة ..

ورغم ذلك فقد بدأ الإعداد لدوره الذي آتى ثماره بعد ذلك بسنين طويلة لم يتغلَّب الطفل على حاجز اللغة فقط، بل أصبح متفوِّقاً دراسيّا ، وقد دفعه نهمه الشديد للقراءة والتعلُّم إلى الحصول على منحةٍ مجانيَّةٍ للتعليم حتى وصل إلى المستوى السادس ، ولكنَّ ضيق ذات اليد وقف حائلاً مرَّةً أخرى دون استكمال دراسته ، وفي السادسة عشرة من عمره بدأ أول عمل ٍ له كبائع في متجر …

ثم عمل أحمد ديدات في عام 1936 في متجرٍ يملكه مسلم ، وكان بالقرب من معهد تعليمٍ نصرانيٍّ على ساحل ناتال الشمالي ، وقد أشعلت الإهانات المستمرَّة ضدَّ الإسلام من قبل المنصِّرين في نفسه الرغبة في إبطال ادعاءاتهم الباطلة وقدراً عثر أحمد ديدات على كتاب اسمه ” إظهار الحق ” ، وقد سجَّل هذا الكتاب الانتصارات الهائلة للمسلمين بالهند على المنصِّرين خلال الاستعمار والحكم البريطانيِّ للهند …

فكان لفكرة إقامة المناظرات أثر عميق عند شيخنا أحمد ديدات - يرحمه الله - وبروح الحماس والعمل لإظهار الحق اشترى ديدات أوَّل إنجيلٍ له ودرسه جـــيِّـــدا ً ، وبدأ يقيم المناظرات والمناقشات مع المنصِّرين المتمرِّنين بالمعهد القريب ولم يتوقَّف أحمد ديدات عند ذلك ، بل تعدَّاه لدعوة معـلميهم و القساوسة في المناطق المحيطة …

وجهت هذه النجاحات المتتالية أحمد ديدات إلى طريق الدعوة ، ولم يؤثِّر زواجه ، ولا إنجابه ثلاثة أطفال ، ولا سفره إلى باكستان بعد استقلالها على قوة رغبته في استكمال طريقه في الدفاع عن الإسلام ، فعقد محاضرات في دراسة الإنجيل وأسَّس مؤسسة السلام لتمرين وإعداد المبشِّرين للإسلام وقد قام هو وأسرته -بمفردهم- بإنشاء المباني ، وكذلك المسجد الذي ما يزال علامةً بارزةً حتى اليوم …

نشر الشيخ أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا ، ووزَّع ملايين النسخ منها مجَّانا .. كما ألقى الآلاف من المحاضرات ، فضلاً عن نجاحه في المناظرات مع القساوسة حول الإنجيل ، والتي كان من أبرز نتائجها إسلام آلاف البشر ومن هذه المؤلَّفات: المسيحيَّة والإسلام ، ماذا يقول الإنجيل عن محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم؟ ، هل عيسى عليه السلام هو الله؟ ، هل الإنجيل كلمة الله؟ ، من حرَّك الحجر؟ ، الإله الذي لم يكن
ومن أبرز من ناظرهم : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش …

نال الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل عام 1986 على جهوده لنشر الإسلام ، غير أنَّ جوائز الدنيا لا تكافئ سلاحاً أُشهِر للدفاع عن الحقِّ وإزهاق الباطل بكلِّ حماس ، أُطلِقت العديد من الألقاب على الشيخ أحمد، منها: قاهر المنصِّرين ، و الرجل ذو المهمة ، من أبرز تلاميذه الشيخ زاكر (الذي يطل على قناة إقرأ بين فترة وفترة) ، والذي قال عنه ديدات : “ما قمتُ به في أربعين سنة، قام به زاكر في أربع سنوات”

ظلَّت حالة الشيخ ديدات الصحيَّة منذ 1996 صعبةً وحرجة ، وتوفاه الله يوم الاثنين 08/08/2005 وقد أسلم على يده الآلاف ، فرحمة الله عليه.


المصدر
__________________


أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ