عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 28-12-2003, 07:11 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

ان من الحمق القول ان من الأفضل لكل من الدول العربية حصر مساعيها الوطنية ضمن كياناتها المنفصلة - سواء كانت تلك مصر أو سورية أو الكويت أو الأردن - بدل مخطط للتعاون العربي في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية. واذا كنت، بالتأكيد، لا أرى حاجة الى اندماج كامل، فلا بد أن أي نوع من التعاون والتخطيط المشترك سيكون أفضل من مؤتمرات القمة المشينة التي شوهت حياتنا القوميـــة، كمـــا رأينا خلال الأزمة العراقية على سبيل المثال. ويطــــرح كل عربــــي، مثلما الكثيرين من الأجانب، السؤال: لماذا لا يوحد العرب قدراتهم للقتال في سبيل القضايا التي يدعون رسمياً دعمها، من بينها تلك التي تساندها شعوبهم بكل طاقاتها وجوارحها مثل القضية الفلسطينية؟

لن أضيع الوقت في القول بأن كل الخطوات التي اتخذت دعماً لقضية القومية العربية مبررة على رغم مما صحبها من انتهاكات وقصر نظر وتضييع للجهد وقمع وحماقة. ان السجل هنا ليس جيداً. لكن أريد أن أؤكد على ان العرب منذ بداية القرن العشرين لم يستطيعوا التوصل الى استقلالهم الحقيقي الكامل أو الجزئي بسبب مطامع القوى الخارجية في أراضيهم وأهميتها الاستراتيجية والثقافية. ولا نجد اليوم دولة عربية حرة في التصرف بمقدراتها أو اتخاذ المواقف التي تراها ملائمة لمصالحها، خصوصاً اذا بدا ان المصالح تهدد سياسات الولايات المتحدة. وفي السنين الخمسين أو أكثر منذ توصل الولايات المتحدة الى موقعها العالمي المسيطر قامت سياستها تجاه الشرق الأوسط على محورين لا ثالث لهما: حماية اسرائيل وضمان تدفق النفط، وكلاهما يتعارض في شكل مباشر مع القومية العربية. وقد عاملت واشنطن تطلعات الشعب العربي - مع استثناءات قليلة - بكل ازدراء وعدوانية، على رغم أنها لم تلق تحدياً يستحق الذكر من قادة العرب منذ وفاة عبد الناصر، بل ان الكل يتهافت على القيام بكل ما تطلبه.


V
V