[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

" أنا عندي كرامة ... كرامتي فوق كل شي ... كله ولا كرامتي ... عزة نفسي ماتسمحلي .."

وغيرها الكثير من الشعارات التي يرفعها البعض كلّما احتاجوا أن يشعروا بانهم مازالوا يحتفظون بذرة من الكرامة .. وهم يعلمون انهم فقدوها في اكثر من موقف او انها جُرحت في احسن الاحوال .. ومهما علت اصواتهم .. تبقى مجرد شعارات بعيدة عن حقيقتهم وعن الواقع الذي يعيشونه ..

كثيرا ماتغنّى العرب عن مواقفهم الشُجاعة والتاريخية في رفض المذلة والإهانة.. ولدينا الكثير من القصص والاشعار التي تؤكد ذلك بل وتصوّرنا كجبل شامخ لاينحني .. هل ولّت تلك العصور ؟! .. ام أن الإنسان تغيّرت مبادئه واصبحت كلمة المبادئ كلمة مطاطة قابلة للتشكيل على حسب المواقف؟!

أشعر اننا نعيش في عصر الفرص والانتهاز … ومن يضيّع على نفسه فرصة ما .. فكانما اضاع نصف عمره كما يقولون .. لذلك يضطر البعض أن يضعوا غشاوة على اعينهم لكي لا يروا الامور على حقيقتها ..

فالموظف يتنازل عن ابسط حقوقه بهدف الاستمرار في وظيفته دون ان يتعرض لمشاكل .. والمعلّم يقبل الإهانة من تلميذه بل ويبتسم له لانه "مدعوم" وقد يطيح به وبأسرته كاملة .. والشاعر "وهو ليس بشاعر" يسرق اشعار غيره ليشتهر ويُقال عنه شاعر الاغنية الاول .. والفتاة تقبل أن تصبح سلعة تجارية بحجة ان الزمن تغيّر والعصر تطوّر أو بحجة ان فرص العمل اصبحت ضئيلة .. والمراجع الذي يرغب في إنهاء معاملات له على استعداد لان يدفع رشوة في سبيل تخليص تلك المعاملة .. والزوج الفحل يقضي يومه مادحا في عزة نفسه أمام الآخرين .. ولكنه ككثير من الازواج .. لايملك ان يرفع صوته على زوجته ليأمرها بالاحتشام .. والخادم المسكين يقبل الإهانات التي يوجهها له المخدوم.. بل إنني اتعجب من حال بعض الحراس المرافقين لبعض المسؤولين وقد أصبحوا مجرد آلات تنفذ مايطلب منها دون اعتراض تماشياً مع مبدأ " سم طال عمرك" .. فهذا يحضر "البشت " لرئيسه مع ابتسامة عريضة تنم عن غباء .. وآخر يحضر كوب الماء لمديره مع انه أقرب له منه.. ولا بأس أن يفتح باب السيارة لـ "طويل العمر" ..

مواقف تحز في النفس .. ولكننا نراها يوميا .. فهل أصبحت عزة النفس قصيدة نتغنى بها كلما احتجنا أن نرفع معنوياتنا المحطّمة؟

تحياتي