عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 21-10-2005, 12:06 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي


لم
نُصدم
بصدام






وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين



بحمد الله تعالى لم نصدم عندما سقطت بغداد سريعاً دون مقاومة تذكر؛ سواء أكان سبب السقوط هزيمة منكرة أم صفقة وخيانة، فلم نصدم كما صدم الكثيرون ممن لم يستبينوا سبيل المجرمين.


لم نصدم بصدام لأننا لم نكن نعقد عليه وعلى جيشه الآمال


كما كان حال غيرنا.. فقد كنا نعرف ونعلن أن المعركة التي خاضها جيشه ومنذ اللحظة الأولى ليست بمعركتنا ومن ثم فهزيمته ليست هزيمتنا، ولم يكن شيء من معارك الطواغيت وجيوشهم - ولن يكون في يوم من الأيام - معركة لنا حتى وإن كانت في وجه أعدائنا اليهود أو الصليبيين أو غيرهم، وعليه فهزائمهم لا تعنينا وليست هزائم لنا.. فالبراءة من هؤلاء الطواغيت وأنصارهم وجيوشهم وأعمالهم من لوازم وأركان التوحيد عندنا، ونحن نفقه ما جاء في كتاب ربنا ونقول كما علمنا:


أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون




لم نصدم بهزيمة جيش صدام
لأن نظام البعث نظام طاغوتي كافر نعرف حكمه وحاله من قبل، ولم تتغير نظرتنا إليه في يوم من الأيام أو في حرب من الحروب التي خاضها تبعاً لاستصلاحات كان يغيّر كثير من الناس نهجهم وعقيدتهم لأجلها.. نظام صدام نظام مجرم طاغوتي وجيشه جيش كافر وقد كان هذا النظام كافراً عندنا قبل أن يبيد إخواننا المسلمين الأكراد في حلبجة وغيرها بالكيماوي، وكان كذلك عندنا يوم كان يقاتل رافضة إيران وقبل ذلك وبعده، ولم نشاهد وجه طاغوته على صفحة القمر ليلة البدر كما شاهده غيرنا في أحلام اليقظة، ولم نكن بحمد الله ممن طبّل له وزمّر يوم كان يقاتل الرافضة لأننا كنا نعلم أنه ما كان يقاتلهم لسواد عيون السنة بل ليحفظ عرشه وطغيانه.

لم نصدم بكفر صدّام وجرائمه وباطله

الذي لم يكتشفه بعض الناس إلا بعد تسلطه عليهم واحتلاله لبلادهم ولم يكتشفه آخرون إلا بعد سقوط نظام حكمه؛ فهذا ليس بجديد بل هو بيّن معروف لكل صاحب بصيرة استبان سبيل المجرمين، وإنما صدم به من كان ينهى عن تعلم أحكام التكفير أو الخوض بها ويقولون: ماذا تستفيدون من تكفير الحكام؟ ونحو ذلك من سقيم الأقوال والأفهام.. ولذلك لم نطبل من قبل لصدام أو نزمر كما طبّل ورقص وزمّر غيرنا ممن يبنون مواقفهم ومناهجهم على اليافطات المزخرفة والعناوين البراقة التي يرفعا الطواغيت في مناسبات شتى ليموّهوا بها على الطغام؛ فيغتر بها السفهاء، بل يغتر بها ويا للأسى كثير من المنتسبين للدعوة والعلم؛ أليس قد زعم بعضهم آنذاك أن في رقبة كل مسلم دين للعراق الأبي وقيادته الفذة!

أو ليس قد سئل رأس من رؤوس
العلم عن كفر صدام فقال


لا نقدر على تكفيره

أليس يسمي شوارعه ومدارسه ومعاركه بالأسماء الإسلامية ولم يعلن برائته من دين الإسلام في يوم من الأيام
ومن كفّره من رؤوس الدعوة والإفتاء ممن يشار إليهم بلبنان لم نسمع بتكفيرهم له إلا بعد اجتياحه للكويت وتهديده للنظام السعودي أما قبل ذلك فأمثلهم طريقة من كان يراه وغيره من طواغيت الكفر يطوف ببيت الله الحرام
فيزعم الإنكار بقلبه ولا ينبس ببنت شفه ما
دام ولاة الأمر والخمر راضين.. فيا حسرة
على علم يُباع ويشترى



لم نصدم بهزيمة صدام وجيشه
ولم نحزن لذلك لأن نظام البعث نظام كافر ذاق منه المسلمون الويلات، وأعرف الناس به إخواننا مسلمي العراق العرب منهم والأكراد، وحقد هذا النظام وجلاوزته على الإسلام وعداوتهم للمسلمين الدعاة والمجاهدين أمر لا يجادل فيه إلا جاهل أو معاند؛ وأمريكا كذلك نظام صليبي حاقد على الإسلام والمسلمين والمجاهدين في كل مكان، وما دامت المعادلة هكذا؛ كافر في مواجهة كافر فالنتيجة أن المنتصر هو الأكثر أخذاً بالأسباب المادية فهي معادلة محسومة ولا دخل للموحد فيها من قريب أو بعيد ما دام ليس من الطائفتين

وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون


لم نصدم بتخلي الشعب العراقي عن حكومته


وضربهم تماثيل وصور قيادتهم بالأحذية فهم أعرف الناس بإجرامها، وإنما صدم بذلك من كان يصف تلك القيادة بالفذة وقائدها بالبطل الصنديد.. بل ولم نصدم باستقبال كثير من جهلتهم للأمريكان بالأحضان، فما ذلك إلا ردود فعل للقرف الذي عايشوه والإجرام الذي ذاقوه من قيادتهم الطاغوتية سنين طوال، والحصار الظالم وطويل الأمد الذي ضرب عليهم ويريدون الخروج منه بأي حال، ولكن يجب أن يعلموا بأن الصليبيين الأمريكان كذبة دجالون ما جاؤوا لتحريرهم من طغيان صدام فكم في بلادنا من حكام شر من صدام أقرهم ورضي عنهم هؤلاء الأمريكان.. وإنما جاؤوا لنهب نفطهم وتثبيت قواعد لهم.. وليعلموا أن العراقيين القادمين معهم فوق الدبابات التي دكتهم أو على متن الطائرات التي قتلت نسائهم وأطفالهم ليحكموهم أنذال أذناب ليسوا أقل سوءاً من صدام.

حزنّا وتألمنا كثيراً شأننا في ذلك شأن كل مسلم

لضحايا المسلمين المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ممن سقطوا في هذه الحرب القذرة، وتقززنا من استغلال نظام البعث الكافر لصورهم كورقة تهييج لعواطف الأمة كي تهب لنصرة نظام الكفر هناك، ولم ننخدع بهذا الإستغلال البشع كما انخدع به من ساقته العاطفه إلى خنادق صدام؛ فنحن لم ننسى جرائم نظام صدام في حق نساء ورجال وأطفال المسلمين قبل ذلك في حلبجة وغيرها.


لم نصدم أو نفاجأ عندما سمعنا أن كثيراً من الشباب

المتحمس المتطوع لقتال الأمريكان في العراق، قد رجعوا من هناك مصدومين بمواقف البعثيين والروافض وغيرهم؛ ابتداء من معاملتهم في الحدود عند دخولهم إلى العراق وإصرار الضباط على ختم جوازات سفرهم بل ومهرها بعبارة "متطوع لمعركة الحواسم"، رغم محاولات أولئك الشباب اليائسة لإقناعهم أن ذلك يسلط عليهم مخابرت بلادهم عند عودتهم، ولما رجعوا إلى الحافلات وجدوا حقائبهم قد نهبت، ولم يسمح لهم بالتحرك من المركز الحدودي إلى داخل العراق لنصرته! إلا بعد أن دفعوا "المقسوم" لضباط المركز الحدودي، هذا كله عند عبورهم للحدود؛ أما عند وصولهم إلى بغداد فقد ألقوهم في العراء دون سلاح وأشغلوهم بحفر الخنادق والهتاف لصدام وأعطوا كل واحد منهم بطانية! وظل أكثرهم بلا سلاح حتى صار السلاح يعرض عليهم بيعا بثمن باهظ وبالدولار.. فيالها من حواسم!

وقد صُدم بذلك كثير من الشباب، ولكننا لم نصدم به بحمد الله

إذ نحن نعرف واقع الأنظمة القذرة في بلادنا ونميّز سبيل المجرمين، وكيف نصدم به وقد كنا نتحفظ من قبل على المشاركة في القتال تحت رايات وقيادات لا يصح بحال أن تقاس براية البعث أو قيادة صدام، ولم نكن لنشجع الشباب أو ندفعهم إليها كما كان يفعل الآخرون، وما ذاك إلا لغبش كنا نميّزه في الرايات هناك، وتخبّط كنا نلحظه في نهج القيادات، ولأننا كنا نرى الثمرة دوماً ليست تحت سيطرة الأيدي المجاهدة الطاهرة؛ بل يقتطفها دوماً علمانيون أو ديمقراطيون أو منحرفون تسلقوا على جماجم الأبطال وتربّعوا خلف مكاتب نصبوها على دماء الشهداء الأبرار؛ فإذا كنّا نتحفظ على دفع الشباب إلى مثل ذلك القتال مع كثرة العمائم فيه واللحى والتكبير، فهل ترانا ننخدع براية البعث وقيادة صدام وعفلق وطارق حنا ميخائيل، وكفرها أوضح من الشمس في رابعة النهار؟


وعجبنا من عودة كثير من المقاتلين المتطوعين


بعد سقوط نظام البعث وفرار قيادته وانتكاس رايته، مع أنهم يوم خرجوا كانوا يقولون إننا لا نقاتل دفعاً عن نظام صدام ولا من أجل رايته، وإنما دفعاً للصائل عن المستضعفين ونكاية في أعداء الله الصليبيين وهذا عمل صالح، كما قال تعالى:


وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا
يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ
عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
وما دام كذلك فقد صار أصلح وأنقى وأتقى بعد سقوط راية البعث واندحار قيادته، فعلام ترجعون الآن وتنسحبون؟ قالوا: بعضنا لم يعط سلاحاً، وبعضنا أمر بالهتاف لصدام، وبعضنا كان يصبح فيجد نفسه وحيداً في الخنادق لا شيء معه إلا تلك البطانية يقاسي الجوع تحت رماية الأباتشي وقذائف الدبابات دون عتاد يذكر أو سلاح، ولا يجد أثراً لجيش صدام ولا لفدائييه ولا يدري أين اختفوا أو فروا؟ والبعض كانت تأتيه الطلقات من خلفه بأيدي روافض حاقدين يرون قتل أهل السنّة أولى من قتل الأمريكان، أو بأيدي عملاء للأمريكان في جيش صدام.. والبعض كان يأسره الروافض أو غيرهم من المجرمين ليباع للأمريكان بدولارات معدودات.



لم نصدم عندما علمنا أن مخابرات بلادنا التي فتحت لأولئك الشباب


مجال الخروج بادئ الأمر لقتال الأمريكان في العراق بعيداً عن حدود بلادنا تنفيساً للإحتقان الحاصل من جراء الحرب وصور القتلى من النساء والأطفال، وتخلّصاً في تلك المحرقة من كل نشط متحمس يحب الجهاد.. لم نفاجأ أو نصدم باعتقالها لهم عند عودتهم أو تحقيقها معهم وفتح الملفات و أخذ البصمات، مع أنهم كانوا قد غضّوا الطرف أولاً عن خروجهم.. لا تناقض ولا غرابة فقد حققوا بذلك وبخبثهم فائدتين، تخلصوا من طائفة من أولئك الشباب المتحمس للجهاد.. ومن نجا من الشباب من تلك المحرقة لم ينج عند عودته من مخابرات بلده، فقد أمسى محروقاً مكشوفاً لهم بصورته واسمه وعنوانه، ليتم اعتقاله بطرفة عين عند أول طارئ يضرّ بأسياد القوم الأمريكان.


أخيراً:


فإننا لم نصدم يوم دحر نظام البعث في بغداد



ولم نصدم عندما كنا نسمع أن جيشه يستسلم بالآلاف


ولم نصب بخيبة أو إحباط شأن كثير ممن عقدوا على هذا النظام وجيشه الآمال وما ذاك إلا لأنهم لم يستبينوا سبيل المجرمين.

لم نصب بإحباط لانتصار الصليبيين المشركين على البعثيين الكفار.. كلا فالمعركة ليست معركتنا والهزيمة ليست هزيمتنا.

معركتنا مع اليهود والصليبيين وأذنابهم من المرتدين بدأت قبل ذلك بآماد ولم تنته بعد، ولا زالت مفتوحة في كل مكان وزمان، والحسم فيها إن شاء الله قادم وقريب للأهل الإيمان وأولياء الرحمن.


أبو محمد المقدسي
صفر / 1424 هـ



__________________