عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18-04-2005, 06:42 PM
خبيـب خبيـب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 603
إفتراضي

ومقال ثالث.

على جزئين


انقاض خيم عمال سوريين في العبدة في عكار (عمر ابراهيم

تصفيات جسدية، ومحاولات قتل، وتهديدات خطية وشفهية، وتهويل، وترهيب، وإطلاق نار، وإلقاء قنابل، وطعن بالسكاكين، وإحراق خيم وسيارات، وإتلاف بسطات الاسترزاق من الكعك وربطات الفجل وكيلو البندورة، وضغوطات متنوعة، وممارسات أخرى كثيرة تعرّض لها العمال السوريون في لبنان منذ الاهتزاز الأمني الكبير الذي تمثّل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوسّعت على نطاق خطير، مع انسحاب القوّات العربية السورية من لبنان، من دون أي ملاحقات جدية لمرتكبيها ومن دون أي توثيق جدي لعددها وطبيعتها مما يصعب عملية إحصاء الضحايا والخسائر.
في ما يلي نماذج عن اعتداءات تعرض لها السوريون في لبنان، مع الاشارة إلى أن عددا كبيرا من الضحايا لم يبلغ حتى عما تعرض له، مما يجعل عملية الاحصاء شبه مستحيلة:
استيقظت محلة الطريق الجديدة صباح يوم السبت في 12 آذار على جريمة ذهب ضحيتها السوري يوسف موسى موسى (43 عاما) إذ عثر عليه جثة هامدة ومصاباً بأربع عشرة طعنة من آلة حادة في أنحاء مختلفة من جسمه في وجهه وصدره وبطنه، وممدّداً على الرصيف أمام محله. وتبيّن أنّ المعتدين سرقوا من القتيل مبلغاً من المال مقداره 800 ألف ليرة لبنانية هي <<غلّة>> محلّه وهربوا. وادعى شقيق القتيل عماد موسى موسى (36 عاما) على مجهول بالقتل أمام فصيلة الطريق الجديدة التي أحالت الملف على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، فقضاء التحقيق.
استفرد مجهولون بالسوري إياد جهاد صالحة (31 عاما) المولج بحراسة <<فيلا>> في بلدة بعلشميه في قضاء بعبدا، وقتلوه من دون أن يسرقوا ليرة واحدة أو تحفة واحدة أو يعبثوا بمحتويات هذه الدار الفخمة، واكتفوا بالتفتيش عن ضالتهم الذي كان غارقاً بدمائه أمام أعينهم بعدما أثخنوه بثماني رصاصات من مسدس من عيار 6 ملم، توزّعت على أنحاء مختلفة من جسمه وذلك يوم الثلاثاء في 12 نيسان.
إلى ذلك، سجلت حوادث إطلاق نار عدة لم تكن ترمي إلى التخويف فقط، بل الأذية ولو بنسب متفاوتة. ففي بلدة عنقون (قضاء الزهراني) تهجّم ثلاثة أشخاص يحملون أسلحة حربية وأسلحة صيد على عمال سوريين داخل معمل سجاد، وذلك عند الساعة التاسعة من مساء يوم الأحد في 3 نيسان وأطلقوا النار عليهم ولكنهم أخطأوا هدفهم ففرّوا إلى جهة مجهولة. وأثناء مرور تظاهرة في محلة الحازمية جسر الباشا عند الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم الأحد في 13 آذار، أطلق أحد المتظاهرين عياراً نارياً من مسدس حربي باتجاه السوري علي شعبان عبودي (36 عاما) فأخطأه وهرب ضمن موكب المتظاهرين.
ومن نجا من الطلقات النارية أصيب بالآلات الحادة، كما هو حال السوري محمود محمد همّام (22 عاماً) الذي طعنه ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون سيارة من نوع <<هيونداي>> من دون لوحات بسكين في جسمه في محلة باب الرمل البحصاص في طرابلس عند الساعة التاسعة من مساء السبت في 2 نيسان، وشهروا بوجهه مسدّساً حربياً وسلبوه مبلغ 350 دولاراً أميركياً. ولم يكن حال السوري كمال أسعد الحسيني (23 عاما) أفضل مساء السبت في 2 نيسان أيضا، بعد تعرّضه للطعن بسكين على يد مجهولين في محلة سدّ البوشرية (قضاء المتن الشمالي)، وقد فرّوا على متن درّاجات نارية إلى جهة مجهولة، مما حتّم نقله ليس إلى أقرب مستشفى، بل إلى مستشفى بعيدة هي مستشفى الرسول الأعظم على طريق المطار، حرصا على سلامته.
الاعتداءات تُكثف ليلاً
وقد هدفت هذه التجاوزات شبه اليومية إلى الانتقام من عمّال تركوا عائلاتهم وأطفالهم وأتوا إلى لبنان بحثاً عن لقمة عيش كريمة، وإجبارهم على الرحيل الفوري و<<الجلاء>>، وإلحاق الأذى المعنوي والمادي بهم، وإلاّ ما معنى التهجّم عليهم تحت جنح الظلام وإشباعهم ضرباً، وتحطيم ممتلكاتهم وهي في الغالب عربة خضار، أو صندوق خيار، أو سلاّت تين، أو علبة خشبية صغيرة لمسح الأحذية، أو خيمة للوقاية من الأمطار والصقيع؟
عند العاشرة من مساء يوم الأحد في 13 آذار أقدم عدد من الشبان كانوا في سيارة مجهولة ويرفعون أعلاماً لبنانية على التهجّم على السوريين مصطفى وابراهيم وحمودي مقابل سنتر <<غالاكسي>> في محلة الشيّاح (قضاء بعبدا) وتحطيم صناديق برتقال موضوعة على بسطاتهم، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، فاضطر العمال السوريون الثلاثة إلى مغادرة المكان على الفور خشية الاعتداء عليهم مجدّداً، ولم يتقدّموا بأيّ ادعاء ضدّ أحد خوفاً من أنْ يتعرّضوا ثانية للضرب وخسارة رزقهم. وقد تعرض آخرون لإهانات وشتائم، فضلوا عدم الابلاغ عنها باعتبار أنّ جروحها القابلة للعلاج، تبقى أهون من القتل أو الطعن حتّى لفظ الروح.
عند السابعة من مساء يوم السبت في 12 آذار تعرّض عدد من العمال السوريين للضرب من قبل مجهولين قرب أفران <<النافورة>> الكائنة على طريق صيدا القديمة في محلة الشويفات من دون أن تعرف الأسباب. وتجرأ السوريون الثلاثة شهاب رسلان الجاسم (22 عاما) وحسين عبيد العلي (25 عاما) ومهدي صالح الحريب (27 عاما) على تقديم شكوى في فصيلة النهر التابعة لقوى الأمن الداخلي يوم الأحد في 3 نيسان الجاري بعد تعرّضهم للضرب على أيدي مجهولين في محلة جسر الفيات.
ومن أسعفه حظّه بالنجاة من الاعتداءات الجسدية، عومل بطريقة <<ألطف>>، فألقيت في وجهه، أو أمام دكانه الصغير، رسائل تهديد تحذّر من مغبّة البقاء على الأراضي اللبنانية تحت طائلة الموت، كما حصل مع عدد من العمّال السوريين في بلدة عكار العتيقة، وذلك يوم السبت في 19 آذار، إذ عثروا على رسالة تهديد موضوعة أمام منشرة خشب تطالبهم بالرحيل فوراً. فيما تهجّم شبّان في بلدة حكر الشيخ طابا في عكّار على عمّال سوريين وهدّدوهم بالموت إنْ لم يرحلوا إلى بلادهم. ولكن نصيب أبناء جنسيتهم العاملين في مصنع معدّ لإعادة تصنيع الحديد في محلة الشبرقية المرج (قضاء زحلة) كان أفظع وأشنع، وقد كتبت لهم الحياة من جديد، إذ داهمهم سبعة أشخاص مجهولين مزوّدين بقنابل <<مولوتوف>>، ليل السبت الأحد في 109 نيسان الجاري، وهم بين الصحوة والغفوة في مسكنهم <<المنيف>> في أحد <<الكونتنيرات>> القديمة، فزرعوا الرعب في قلوبهم تماماً كما يحدث في العمليات الإرهابية، وتدخّل أحد حرّاس المصنع في الوقت المناسب لإنقاذهم وأطلق النار على <<الفدائيين المهاجمين>> ثم استعان الحارس بالقوى الأمنية الرسمية التي دونت محضراً بواقع الحال.
وأبى المهاجمون أن يتركوا الساحة إلا بعد توزيع منشورات تحضّ العمّال على ترك لبنان فوراً والعودة إلى ديارهم فكتبوا عليها <<نحن أنصار الحرّية نحذّر من بقاء العمّال السوريين والاستمرار في العمل داخل لبنان، وهجومنا رسالة تحذير وسنكرّر التصدي ومهاجمة العمّال إذا لم يرحلوا>>. وخلّفت هذه <<الحرية>> أضراراً مادية فقط نتجت عن الحريق المندلع في محتويات <<الكونتنير>>، من دون أن يوقع إصابات بشرية.
الهروب بأقلّ الخسائر
__________________
لا يضر البحر الخضم ولغة كلب فيه