عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 31-05-2006, 09:02 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

جزاك الله خيرا اخي الكريم الحجاز وجعله بموازين حسناتك آمين..

***********

الأخ الفاضل محمد فاضل

لغة اخي الكريم عندما نقول هذا شريكي..فقطعا إننا لا نريد بذلك ان نعني انه شبيه لي أو مضاد..فعندما أقول مثلا هذا شريك حياتي..أو هذا شريكي في العمل..أو هذا شريكي في المزرعة..او هذا شريكي في الشقة..فإنه من البديهي أننا نقصد بذلك انه له نصيب كذلك إما في عملنا أو في حياتنا أو في مالنا وهكذا وليس انه شبيهي..فالشرك لا ينحصر فقط بكونه مثيل بل متى ما شاركني احد في شيء أقول عنه شريكي..فإذن الشرك بالله تعالى ليس هو فقط الإعتقاد بأن هناك رب سوى الله سبحانه وتعالى وإنما كذلك إن اعطينا نصيبا ولو صغيرا جدا لغيره في عبادة من احد العبادات او الصفات او الأسماء وغير ذلك التي لا تكون إلا له سبحانه..فقد أشرك..فهو المعبود وحده وكل ما دونه عبيد له..( إياك نعبد وإياك نستعين )..وليس له مثيل ( ليس كمثله شيء)

هذا من جهة اما من جهة اخرى..فنحن حتما عندما نتكلم عن الدعاء فإننا نتكلم عنه بالمعنى الشرعي وليس غيره..وإلا فإن الإستغاثة باحد الأشخاص حيا في شيء يستطيعه طبعا لا غبار عليها ولا تسمى أصلا عبادة والأمثلة لذلك كثيرة..لكن نحن نريد ان نتكلم عنه بنظرة شرعية..نتكلم عنه على انه عبادة.. كما لايخفى على احد والله اعلم..جاء في الحديث الشريف أن الدعاء هو العبادة..كذلك دلت عليه الأدلة القرآنية..وبما انه عبادة..فكل عبادة تكون محددة بشروط لقبولها ولها صفتها وجنسها ومكانها ووقتها وطريقة إتيانها على الوجه الاكمل الذي دلنا عليه الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم ودلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة..ومن زعم ان لعبادة ما مشروعة طريقة اخرى أو صفة اخرى ما دلنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدم بين يدي الله تعالى ورسوله الكريم ونسأل الله العافية.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
وإن هذا الدين مكتمل ولله الحمد:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )

نأتي للدعاء..سبق وأن قلنا أن الشرك بالله ليس هو الإعتقاد ان هناك إلاه آخر غيره فقط..تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..هو الله احد..ولكن إن صرفنا شيئا من العبادة لغيره فهو كذلك يسمى شرك..فإن قلتم انكم تؤمنون بالله انه واحد وليس شرك قلنا هذا..

نأتي الآن للدعاء ومن يدعو الله ويستشفع بولي صالح او يستغيث به أو بالرسول صلى الله عليه وسلم أو..
فإن قلتم انكم لا تدعون الشرك بالله بذلك وإنما فقط لمنزلتهم عند الله وصلاحهم ترجون أن يتقبل الله منكم إذا استغثتم بهم إليه ويقربكم إليه..قلنا..قال الله تعالى:
لاحظوا هنا النفي >> (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ))
ولاحظوا ان هنا قورن الشرك بالله بالدعاء >>( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ))
قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا))

إذن لما تدعون مع الله احد والله امركم بأن لا تفعلوا؟ هل هذا معقول والآية صريحة واضحة امامنا؟؟

وقال الله تعالى:
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا

هل يخفى على احد ان هذه الآية آية ذم؟؟

فإن انتم قلتم..إنما ندعو الله فقط ونستغيث بأسماء أولائك اصلاحهم..قلنا..قال الله تعالى:
( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )

هذه صفة الدعاء التي أمرنا الله بها فلما تغيرونها و تجعلون له شريكا في السؤال بأسماء عبادا له أيضا؟؟
وقال الله تعالى:
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )

فإن قلتم نحن لا نعبدهم بل نحن نعبد الله قلنا اجيبونا على هذه الأسئلة:

ما هو حق الله عليك؟؟
المطلوب ان تكون الإجابة : ان لا تشرك به شيئا وتعبده حتى ياتيك اليقين

لماذا خلقك الله؟؟
الإجابة : لنعبده..

وما العبادة؟؟
توحيده وطاعته..

وما الدعاء؟؟
الدعاء هو العبادة..

فهل توضح لك انك تعبد غيره حينما تدعوه بأسماء عبادا له وتستغيث بهم في دعائك فتجعل لهم نصيب من تلك العبادة ولا تخلصها لله وحده؟؟

ناتي لأمرين آخرين..

رسول الله صلى الله عليه وسلم اخوفنا لله..كذلك هو قدوتنا وأسوتنا التي امرنا الله بان نقتدي بها..ولم يثبت عنه قط انه دعا الله يوما بواسطة ملك مقرب أو عبد صالح أورسول مرسل أو..مع انه اخوفنا إلى الله واتقانا إليه..وما كان ليبخل على نفسه بأفضل دعاء وانفعه..فواحد من الإثنين..إما انه صلى الله عليه وسلم..كان يفعل ذلك وبخل علينا به ولم يعلمنا إياه..وإما أنه قصر في أداء الرسالة فنسي أن يخبرنا بهذا..مع انه القائل :
" ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به"
وحاشاه بأبي هو وامي عليه الصلاة والسلام من كل ذلك..

الثاني..أن الإستغاثة بغير الله وسؤال الله بأسماء عبادا له وإن كانوا صالحين او رسلا مقربين..رغبة بأن يستجاب لهم ولا يردهم..فإن هؤلاء عمدا أم لا.. يحصرون قبول الله تعالى من عدمه للدعاء بعباد له..وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..فلا هو يعجزه شيء ولا هو مستكره على شيء..يعطي ويمنع ويقبل ويرد متى شاء ولمن شاء وليس يدخل في حكمه وإرادته شيء ولا أحد..فاعتبروا يا أولي الألباب..

واخيرا قضية الدعاء بصالح الأعمال..وأنها أقل شأنا من الرسول صلى الله عليه وسلم..فأولا نقول لا مجال للمقارنة بين الشيئين أصلا..فهما مختلفان تماما..وثانيا ورب الكعبة قد اخطأت الإعتقاد..فإن عملك بإذن الله تعالى هو منجيك أو موقعك ولن يغني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلما شيئا يوم القيامة وهو حي واذن له بالشفاعة فكيف به الان عليه الصلاة والسلام وهو ميت؟؟..
عن أبي هريرة قال : لما نـزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) . دعى النبي صلى الله عليه وسلم
قرابته ، فعم وخص ، فقال { يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ، أو قال فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئا ، ويا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً، ويا فاطمة أنقذي نفسك من النار، سليني ما شئت من مالي فإني لا اغني عنك من الله شيئاً }


فهؤلاء قرابته..وهذه السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنته وحبيبته لن يغني عنها شيئا..فهل سيغني عنك شيئا انت؟؟ والله إن عملك هو الذي سينفعك او يضرك بإذن الله..( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره..ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)..

وختاما حديث العمل بالنيات..ينبغي أن يُفهم منه المقصود الصحيح ووضعه في موضعه الأنسب لا غير..فإن ذلك الحديث شأنه يتعلق بأجور العمل..وليس ترخيص لبعض أفعالنا..فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى ..ثم فسر بقوله في نفس الحديث:
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امراة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

يُفهم منه على انه ليس هناك عمل يقدم عليه بني آدم إلا وهو مصحوب بنية ..والأجر يكون بحسب تلك النية..فمن أراد به وجه الله تعالى فقد فقه وأفلح ومن أراد به غير ذلك فقد حرم نفسه..لا أقل ولا اكثر..

ملحوظة : الشرك ينقسم إلى ثلاثة أقسام..شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي..

والله اعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.