عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-02-2001, 05:25 PM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post تنبيه ذوي العقول الحائرة إلى حقيقة السادة الأشاعرة

من أخي في الله حسن الحداد :
تنبيه ذوي العقول الحائرة إلى حقيقة السادة الأشاعرة :
الحمدالله المنعم علينا بنعمة الإسلام بواسطة خير الأنام على نهج الرجال الأعلام والذي تكرم علينا بعقيدة التوحيد وأرشدنا إلى المنهج الرشيد والقول السديد الذي عنه بفضل الله لا نحيد والصلاة والسلام على شفيع الأمة وكاشف الغمة وماحي الظلمة الذي طهر الأرض من أرجاس الوثنية فأرسى فيها قواعد التوحيد المبنية على كتاب الله وسنته الزكية التي سار على منهجها السادة الأشاعرة سيرة مرضية فأما بعد فعقيدة الأشاعرة قد أوضحها الشيخ أبو حسن الأشعري حيث قال : [ وقولنا الذي نقول به , وديننا الذي ندين به : التمسك بكتاب ربنا – عزوجل- وسنة نبينا – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ] .
ولما توفي رحمه الله تعالى سنة 324 قال ابن خلكان : ونودي على جنازته : (( اليوم مات ناصر السنة )) رحمة الله تعالى .
أهل السنة والجماعة هم ( الأشاعرة والماتريدية ) ويحاول بعضهم يائسا إخراج الأشاعرة من ملة الإسلام باتهامه مذهب الأشاعرة بأنه تعطيل وأن الأشاعرة حينما اثبتوا الصفات السبع نفوا عن الله بقية صفاته التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية فهذا تلبيس واتهام باطل لأن الأشاعرة أثبتوا ما أثبت الله سبحانه لنفسه ونفوا عنه ما يستحيل عليه إن كان بطريق التفويض أو بطريق التأويل, حيث أقاموا قواعدهم على أصول ثابتة راسخة فأثبتوا الصفات السبع المعنوية المتعلقة بالذات لأنها تعني العموم , والعموم أولى في إثباته للباري من الخصوص مما يطلق على المخلوق وما خص المخلوق فهو ناقص لا يطلق على الباري سبحانه الذي ليس كمثله شيء , وحل الأشاعرة هذه المشكلة رحمهم الله- أعني صفات الممايزه – كاليد والوجه وغيرها والتي تعني في لغة العرب الجوارح بإرجاعها إلى لوازمها والتي لا نعلم حقيقتها وهي السمع والبصر وغيرها من الصفات المعنوية التي تتشارك مع صفات الباري لفظا وتختلف حقيقة لأن صفات المخلوق نقص وصفات الخالق صفات كمال .
ويمتاز منهج الأشاعرة في المسائل المتشابه بالقول بالتنزيه والتفويض . أي أنهم ينزهون الله تبارك وتعالى عن كل معنى لا يليق بذاته المقدسة .
وتفويض أمر معنى المتشابه إلى الله تعالى وحده والإيمان بهذا واجب مع إعتقاد أن الظاهر غير المراد , وبهذه الطريقة في التنزيه والتفويض بالنسبة للآيات المتشابه يكون الأشاعرة سلكوا طريقة السلف الصالح ونهجوا منهجهم .
وسوف ننقل لكم الآن أقوال أهل السنة في الأشاعرة ليستيقن المرء حقيقة ما تقدم من القول السابق :
1 – سئل الإمام ابن رشد الجد المالكي رحمه الله تعالى الملقب عند المالكية بشيخ المذهب عن رأي المالكية في السادة الأشاعرة وحكم من ينتقصهم كما في فتاواه 2 \ 802 وإليكم نص الموضوع : [ ما يقول الفقيه القاضي الأجل أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ونهج إلى كل صالحة طريقه في الشيخ ابي حسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكر بن فورك وأبي المعالي .. ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟ أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية؟ وما تقول في قوم يسبونهم ينتقصونهم ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ويكفرونهم ويتبرأون منهم وينحرفون بالولاية عنهم ويعتقدون أنهم على ضلالة وخائضون في جهالة فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم أم يكف عن غلوائهم؟..
فأجاب : تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ووقفت عليه, وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير وهدى وممن يجب بهم الإقتداء لأنهم قاموا بنصر الشريعة وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة وأوضحوا المشكلات وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة لعلمهم بالله عز وجل وما يجب له وما يجوز عليه وما ينتفي عنه إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ويقر لهم بسوابقهم فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بقوله ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق وقد قال الله عز و جل: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا } فيجب أن يبصر الجاهل منهم ويؤدب الفاسق ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده من ضربه إياه حتى قال :يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ,فخلى سبيله , والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته .قاله محمد بن رشد]
2 – قال الإمام الحافظ التاج السبكي في كتابه معيد النعم ومبيد النقم ص62 (وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة ولله الحمد في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله لايحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الإعتزال ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم..).
3- قال الشيخ أبو إسحق الشيرازي إمام الشافعية في وقته وصاحب كتاب المهذب الذي عليه وعلى شرحه للإمام النووي رحمه الله تعويل الشافعية : ( فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه فهو كافر ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال ( ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما..) انظر شرح اللمع للإمام الشيرازي 1/111 .
4 – قال الشيخ المعروف بابن كزرة وقد سئل عن الإمام الأشعري : (الأشعري شيخنا وإمامنا ومن عليه معولنا … ولما ذكر رجوعه عن الإعتزال قال :ألف كتابا في الرد على المعتزلة وتقرير معتقد أهل السنة ,حتى قال فمنها كتاب اللمع وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب كشف الأسرار وهتك الأستار وغيرها فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحلوا واعتقدوا تقدمه واتخذوه إماما حتى نسب مذهبهم إليه ) من كتاب تبين كذب المفتري لإبن عساكر ص 39 .
5 – قال الإمام السبكي رحمه الله : ( إعلم أن أبا الحسن لم يبتدع رأيا ولم ينشيء مذهبا وإنما هو مقرر لمذهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فالإنتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدى به في ذلك , فالسالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا ) طبقات الشافعية للسبكي3 \ 361-367 .
6 –وقد قال الشيخ المجمع على إمامته عز الدين بن عبد السلام رحمه الله : (أن عقيدة الأشعري إجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة ووافقهم على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب و شيخ الحنفية جمال الدين الحصيري ) . طبقات الشافعية للسبكي 3\ 361-367 .
وبعد التحقيق وما نقلناه لك من النصوص حول الأشاعرة تبين لك أنهم أهل السنة والجماعة وهم أعلام أئمة الهدى الذابين عن حمى العقيدة الإسلامية الصحيحة والفقه الإسلامي وحياض الكتاب والسنة المطهرة وهم جماهبر الحفاظ والمحدثين وشراح الصحيحين والسنن وعلى رأسهم الإمام الحافظ النووي رحمه الله تعالى شارع صحيح مسلم والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى شارح صحيح البخاري وغيرهم الكثير الكثير كالأئمة الشيرازي وأبي إسحاق الإسفراييني وابن فورك وابن دقيق العيد وصفي الدين الهندي والخطيب البغدادي والمناوي والدارقطني وجمال الدين الأسنوي والحافظ المزي أبو إسحاق الطوسي والبيهقي وأبي والوليد الباجي وابن رشد الجد و البيهقي والقسطلاني والعز بن عبد السلام والسبكي والعراقي والسخاوي والسيوطي والقاضي عياض المالكي والفخر الرازي والباقلاني وحجة الإسلام الغزالي والحافظ ابن عساكر وإمام الحرمين الجويني وأبي بكر ابن شهبة وابن عطية المالكي والقرطبي وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وعلي ملا القاري الحنفي الماتريدي وابن حجر المكي وغيرهم من الأعلام الذين لهم الأيادي البيضاء في تصنيف المسائل وتحقيق العلوم الشرعية في كافة الفنون ,فلا تلقي بالا لمن يسبهم أو ينتقصهم ويجعلهم من الفرق الضالة فقد جانب الحق وعمي عن الصواب لأنهم أئمة الدين وعليهم المدار و المعول ,والعلماء عالة على كتبهم ,فليتق الله من تجرأ عليهم فهم ورثة الأنبياء وحملة العلم فجزاهم الله خير الجزاء عنا وعن جميع المسلمين ,
و صلى الله على سيدنا محمد و آله وصحبه وسلم أجمعين.