[الحنين]

مع دوي الانفجارات .. وفي خضم التصريحات .. ألسنة النيران تلتهم الأبنية .. ووابل الرصاص يخترق الأجساد ..
ظلمة الدخان ملأت المكان .. وحل الصمت ضيفا..
في ذلك المنزل البعيد .. المزين بأشجار النخيل الباسقة .. والذي انتشرت حوله حبات الزجاج المهشمة..
دموع احتبست في المحاجر.. و رؤوس دفنت في صدر حنون دافئ .. وشفاه ترتعش بالسؤال ..
( أمي.. لمــــــاذا ؟؟)
وتزداد الحيرة .. .. ..
تتوقف الكلمات .. تسيل العبرات .. ويرن صدى الآهات ..
ويبقى السؤال بلا إجابة .. .. ..

في ذلك الوقت بالذات .. تتبعثر الأحرف.. وترحل الأفكار.. وما من كلمات تضيف جديدا لما يحدث..
عندها نقف .. وبأقصى ما نملك من قوة نوجه سؤالا إليهم..
مالفائدة من التفجير ؟ و ما ثمرة التدمير ؟
كلاهما يخلفان دمارا.. وتزهق من ورائهما الأرواح ..
دماء ..جثث تفحمت.. و العذر جهاد وإسلام ..
رجال أمن استشهدوا .. أطفال يتموا.. و نساء ترملوا..
و تتوقف الأنظار تشاهد الدمار.. تقطع معها الأنفاس وتختنق بالغبار ..
وفي النهاية ..
يخرج المجرمون .. بالأسلحة مدججون .. وبدماء الأبرياء يرفلون ..
يفتخرون .. يتسابقون .. على الاعتراف بالجريمة يتهافتون ..
" نحن ندافع عن الدين .. وننفذ فيهم حكم رب العالمين "
أي دين هذا ؟ و أي شرع أمروا به وفي أي كتاب ؟
ليس الظفر بالجنة بقتل الأبرياء.. وسفك الدماء .. وقبل ذلك كله مخالفة أمر الإله " وَلاَ تَقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق "..
نعلم أطفالنا أن الإسلام دين السلام .. و هم في كل يوم يرون أصدقائهم جثثا هامدة ومنازلهم بالقنابل تهدم..
حين يصرخ اليتيم.. أين أبي ؟
وحين تتساءل الطفلة.. أين أخي ؟
أليسوا مسلمين ؟ هل سنقتل مثلهم ؟؟
ألا يحب الإرهابيون أرضهم وبلادهم .. ؟
ألا يرددون كل صباح..
سارعي للمجد والعلياء .. مجدي لخالق السماء
بمــــــاذا نجيب حينها ؟؟

** ** ** **
أعذب تحية..
الحنين