عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 13-09-2001, 11:43 PM
قلم الحق قلم الحق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 114
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداء، [##### - تجنب هذا الأسلوب في تناول مخالفيك - البكري] للحكمة.
وبعد: فأنا قد قلت بالحرف: (( وأما ما نقلت عن الإمام الترمذي، فأحب تنبيهك أن الإمام من أهل التأويل ))، فمن أين لك أن تلصق بي مسألة النزول بعينها؟!!!
ومن الدليل على ذلك: أنه أوّل قول( لهبط على الله ) في حديث موضوع رواه في سننه، فقال: ( لهبط على عِلم الله ).
وقد قال بالنّصِّ فيما نقلت أنت عنه: ( قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من الصّفات، ونزول الرب ): نثبت هذه الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا يُتوهم، ولا يُقال كيف )، وهذا تأويل؛ لأنه صرف للفظ عن معناه الحقيقي.
ومن المعروف: أن التأويل قسمان:
الأول: نفي المعنى الحقيقي، والاكتفاء بذلك من دون التفسير بمعنى من معاني المجاز. وهذا يُسمى تأويل إجمالي.
الثاني: نفي المعنى الحقيقي، مع التفسير بمعنى من معان المجاز. وهذا يُسمى: تأويل تفصيلي.
والإمام الترمذي نفى المعاني الحقيقية، ونزه الله عنها، وهو واضح فيما نقلت لك.
وإنكار الإمام على التأويل التفصيلي ليس غريبا، فلا شك أن المفوّضة وإن كانوا مؤولة تأويلا إجماليا، فكثير منهم ينكر على من يؤول بالتفصيل.
وهنا أكتفي من مسألة الإمام الترمذي، فنحن لا نتحاور حول مذهبه، بل حول الصفات.
وهذا يبين أنك يا محب وإن كنت تنقل الكلام بين قوسين، فإنك [##### - البكري].
وتعليقك على مسألة الاستواء، قد فعلت خيرا بتركك الحكم للقارئ، ولو أني لم أفسره بالاستيلاء، ولكني رضيت التأويل التفصيلي، فشكرا لك.
وكلامك حول النزول، واعتبارك أن كلامي فلسفة، أعجب من الذي قلته أولا!!
فإن ذلك ليس فلسفة [#####-البكري].
فاللفظ فيها له معنيان: الحقيقة، والمجاز.
والمجاز إما إجمالي، أو تفصيلي، وعلى الحالتين فإن تفسير اللفظ فيه تأويل.
وأنت ترفض التأويل، فلم يبق إلا المحقيقة، وهي المعاني الخلقية الحسية.
ولا يُقبل منك تفسير كلامك بغير ذلك، لأنه ليس في اللغة العربية غيره.
واستشهادك بالنزول فعلا أحب أن أشكرك عليه، لأنه من المسائل التي تثبت التأويل.
وأنا هنا أدعوك للنظر [#####-البكري].
فإن الذي قال لك ( ينزل ربنا في ثلث الليل الأخير )، قال لك ( إن الله تعالى يُمهل حتى يمضي شطر الليل، ثم يأمر مناديا أن ينادي .. ) إلى آخر الحديث، رواه النسائي بإسناد صحيح.
فبالله عليك، أليس هذا تأويلا؟ ألم يؤل رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم النزول؟
فاتقوا الله في العوام والجهال.
وأما أنك لا تريد متابعة الحديث معي، فسببه واضح لمن يستعمل عقله ويكون راشدا في النظر بالحوار بيننا، ومع ذلك، فعلى الرحب والسعة، أنت ابتدأت وأنت أنهيت.
هذا آخر ما أكتبه في هذه المقالة إن شاء الله.
اللهم بدّد الظلمات والغشاوة عن قلوب عبادك لِيَروا الحق حقا ويتّبعونه، والباطل باطلا ويجتنبونه.

[ 14-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: البكري ]
__________________
كرّمنا بالعقول الراشدة للتمييز بين الحق والأقاويل الفاسدة
الحق أحق أن يُتّبع