عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-12-2002, 01:45 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي حين يتحرك العملاء ضد الرئاسة!

http://www.assafir.com/iso/today/opinion/17.html

جريدة السفير-بيروت من سلفادور الليندي إلى هوغو شافيز


بقلم: زياد منصور




منذ أن انتُخب الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وتسديد الضربات اليه لم يتوقف، الضربة تلو الضربة من خلال توليفة من المؤامرات وتحريك مظاهر الاحتجاج والهجمات المنظمة بواسطة أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها وممثلي الشركات النفطية في البلاد، بحيث يبدو الأمر وكأنه سعي لإطاحة الرئيس المنتخب ديموقراطياً والذي يلقى عطفا كوبيا وتوددا لدى الحركات الثورية في مختلف أرجاء اميركا اللاتينية. ويبدو ان الاضراب الحالي والذي تطالب المعارضة من خلاله بإجراء استفتاء وانتخابات مبكرة، وتحريك شركة النفط الوطنية يأتي ضمن سياق الخطة الموضوعة والمرسومة في أروقة البنتاغون ودوائر البيت الأبيض والسي آي آي للاطاحة بالرجل الذي يذكر الأميركيين بشخص سلفادور الليندي في تشيلي.
اتهام شافيز من أسماهم بالفاشيين ومدبّري الانقلابات بالتخطيط لاغتياله والاطاحة به، وتحريك بعض ضباط الجيش والقوات المسلحة والمراهنة على تفتيت وحدة القوات المسلحة التي أعلن بعض منها انه في حالة تمرد شرعي احتجاجا على النظام الحالي، تحت حجة ان شافيز يدفع البلاد نحو نظام شيوعي واستلهام النماذج الاشتراكية في الحكم، يشير ايضا الى حجم المخاطر التي تتهدد اليوم خامس دولة مصدرة للنفط في العالم، ويشير ايضا الى دوافع من يقف خلف هذه التحركات، والى من يدبرها، ولأية أهداف وضعت في الأساس.
عناد شافيز الذي تنتهي ولايته في عام 2007 يؤكد ثقة الأغلبية الساحقة من الفنزوليين بحكمه ووقوف رموز أساسية في الجيش الى جانبه كوزير دفاعه خوسيه لويس بريتو. ويبدو ان الادارة الاميركية التي لم تبد تأييداً للنظام الذي انتخب بطريقة ديموقراطية انها لا تمانع في تكرار تجربة الزعيم اليساري التشيلي سلفادور الليندي الذي أطاحه انقلاب الجنرال اوغيستينو بينوتشيه بعد استثارة حالة مماثلة في التشيلي تشبه الوضع القائم اليوم في فنزويلا من خلال تحريك التظاهرات الشعبية وتعميم الفوضى والعبثية.
واللافت يكمن في الموقف الذي أعلنته مستشارة الأمن القومي في الادارة الاميركية كونداليزا رايس التي قالت إن سبب ما يحدث يقع على عاتق شافيز وليس هناك من مسؤولية على معارضيه، مما فسر وكأنه ضوء أخضر للمعارضة للتحرك الى الأمام في حملتها المنظمة هذه. وشافيز يعتبر خصما حقيقيا للولايات المتحدة الأميركية، أصر على زيارة العراق في عام 2000 وتحدى الحظر الدولي المفروض على العراق، اضافة الى ادانته للعملية العسكرية الاميركية في افغانستان ووصفها بالمجزرة، وانتقاده للوجود الأميركي في كولومبيا، وتدشين علاقة جديدة مع خصوم اميركا في <<محور الشر>> ايران وكوريا الشمالية، وتعزيز العلاقة مع الصين، مما أضفى على العلاقة الاميركية الفنزويلية مزيدا من التوتر وصل الى حد اقتناع واشنطن بضرورة خروج الأخير من السلطة.
وما يعيق هذا الطموح الأميركي الى الآن، هو سيطرة شافيز وإمساكه بالقطاع النفطي في البلاد السلاح الأمضى بين يديه، حيث تعتبر فنزويلا البلد ذا المخزون الأكبر للنفط في اميركا اللاتينية (نحو 43 مليون برميل في اليوم الواحد) ويصل نفطها الى اميركا خلال ست ساعات على الأكثر، فيما نفط السعودية والعراق يستغرق وصوله الى الأسواق الاميركية حوالي الخمسين يوماً، مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع في التكاليف.
وإذا كان الأمر كذلك، وإذا كان شافيز بمثابة العدو الأبرز للسياسة الاميركية ومطامعها في فنزويلا، فإن مسألة الإطاحة به تصبح امراً ملحّاً، خصوصا وأن الأخير يقف حجر عثرة امام مشاريع اميركية في حقل الغاز الطبيعي وأمام استثمارات اميركية تقدر بأربعة مليارات دولار سوف تؤتي ثمارها عائدات كبرى للشركات والبنوك الأميركية.
() كاتب في الشؤون الدولية