عرض مشاركة مفردة
  #60  
قديم 28-04-2007, 10:38 AM
منسق لقاءات الخيمة منسق لقاءات الخيمة غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 689
إفتراضي

((قــالــوا فـمـــاذا تــقول فــيما قــالوا ))


فـكــان قـــــــــــول الـــوافـي

\
/

\
/

\


1 / ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )



أصاب الإمام الشافعي في قوله هذا - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته - ، ولا أقول إلا كما قال أبا حنيفة النعمان رحمه الله تعالى : ( كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ) عليه الصلاة والسلام



2 / ( إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا...... ألا تفارقهم فالراحلون هم)



مع أنني قد أميل إلى ما جاء في هذا البيت في مواقف محددة ومخصوصة بعينها ، إلا إنني في المقابل أجد أن فيه أنانية وحب ذاتٍ مفرطة ، فالإنسان يظل بحاجة إلى الآخرين مهما بلغت مكانته وعلمه وقدره ، وقد تعلمت أن الحياة كعربات القطار تسير دائما إلى الأمام دون أن تنظر إلى من يصعد إليها أو من ينزل منها
.


3 / ( من ينكح الـحــسناء يُـعـطِ مهرهـا )



الحُسن إن أخذناه على أنه [ الجمال ] فإن ذلك مزيّة واحدة من المزايا التي تُنكح بها النساء ، وهي بالتأكيد ليست أول المزايا ولا أفضلها ، ولكنني أنظر إلى الحسن على أنه أمر أكبر من مجرد الجمال فحسب ، لأننا حينما ندعو الله أن يؤتينا في الدنيا ( حسنة ) فقد قيل أن المقصود بذلك هو المرأة الصالحة التي تملك المزايا التي بها تُنكح النساء جميعها وهي : الدين والمال والجمال والحسب والنسب ، فإن اجتمعن في امرأة كانت عندها ( حسناء ) وكان إعطاء المهر آن ذاك لازم وواجب مهما كلّف الأمر .

4-وما تبصر العينان في موضع الهوى .. ولا تسمع الأذنان إلا من قلب



ما جاء في هذا البيت هو حقيقة لا تنكرها إلا من كان خارج ( الهوى ) ، فالعاشق لا يرى في معشوقته ( والعكس صحيح ) إلا ما يريد أن يراه من مكامن الجمال فقط ، وأما ما عدا ذلك فهو خارج نطاق التفكير أو الاستيعاب ، وقد صدق الشاعر في ما ذكره في ( عجز ) البيت حين قال : ( ولا تسمع الأذنان إلا من قلب ) ، وكأني به قد أجاد وصف العاشقين وما يصيبهم ، فكأني بهم قد حولوا كافة الحواس والأحاسيس إلى القلب ليحركها كيف شاء ، ومن الطريف أن هذا البيت تحدث عن ( الحب ) فقط ، مع أن ( السخط ) له ذات المزية عند الساخطين ، وفي هذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :

وعين الرضى عن كل عيبٍ كليلة ... لكن عين السخط تُبدي المساويا




5-(رب سـكوت أبـلغ مــن كـلام)

عبارة بلغت من اليقين عندي مبلغا كبيرا ، ولعلها قاعدة أحاول أن أتنتهجها في كل أمر يعن لي أثناء مسيرة الحياة ، وقد قرأت أن دراسات أجريت في بريطانيا عام 1970م حول تأثير الكلام على الآخرين فوجد أن نسبة التأثير في الآخرين كانت كالتالي : ( الكلمات والعبارات 7% ، نبرات الصوت 38% ، أما تعبيرات الجسم الأخرى كالعيون والوجه والأيدي والجسم فكان نصيبها 55% من التأثير ) وهذا ما يسمى بثلاثية الاتصال ، وعليه فإن السكوت قبل أن يكون مطلبا فهو في حد ذاته فضيلة ، فالكلمة كالرصاصة إن بقيت في مخزنها ملكناها ، وإن أطلقناها ملكتنا ، وقد قال بعض الحكماء :

ولئن ندمت على سكوتي ساعة ... فلقد ندمت على الكلام مرارا




6-(انـــا والــطـــوفـان مـن بـعدي )



هذا القول يمثّل " قمة الأنانية وحب الذات " عندي ، لأنها مقولة قبيحة لا يعمل بها إلا من كان مثلها ، فنحن ببساطة متناهية مأمورون – كمؤمنين - أن نكون معا في السراء والضراء بنص الكتاب والسنة ، ومن يؤمن بما ورد في هذا القول فإنه على خطر عظيم ، وأخشى عليه من الوقوع في ما لا يحمد عقباه .



7-(لــيـس كـل مــا يـلمـع ذهـبـا)


قول حكيم إذا وضع في موضعه ( فقط ) ، ولكن إن تجاوزه إلى غيره كان قولا فاسدا جملة وتفصيلا ، فإن أخذناه على أنه دعوة للحذر من الانخداع بما يُعجبْ كان قولا حكيما ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( حفت النار بالشهوات ) .

وإن أخذناه على أنه حُكم مطلق على الحالة الخارجية لمن نراه أو نتعامل معه ، فذلك هو ما عنيته بالقول الفاسد سابقا ، لأن الحكم على الأمور والناس بالتحديد من خلال مظاهرهم لا يكون عادلا أبدا ، فالناس ليسوا إلا مخابر قبل أن يكونوا مظاهر ، وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن صاحب المظهر الحسن سيء المخبر والعكس كذلك ، وعليه لا يجب أن لا نحكم على الآخرين إلا من خلال التعامل معهم وتجربتهم ، وهذا الأمر ينسحب على كافة الأمور والأحوال التي قد تصادفنا ، ومن باب اللطائف في هذا الجانب أورد قولا حكيما جاء فيه " إذا أردت أن تعرف مكانتك عند من تحب فأغضبه ، فإن أنصفك وهو غضبان كان نعم الصديق ، وإن لم يفعل فاتركه " .