عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 11-07-2005, 01:13 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

تابـــــع عقيدة أهل البيت في توحيد الله جل جلاله:


يقول محمد بن جرير الطبري (الشيعي) في كتابه دلائل الإمامة ص 24:

وقد فصل الإمام الرضا ( ع ) القول في ذلك أجمل تفصيل وأدقه، وهو يقول: " إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة:

أحدها: الغلو، وثانيها: التقصير في أمرنا، وثالثها: التصريح بمثالب أعدائنا.

فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا. وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله ( عز وجل ): وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ."

وقوله (إن مخالفينا) يعني بهم الغلاة ممن أظهر الحب والولاء لأهل البيت رضوان الله عليهم، ويظهر هذا جليا فيما أخرجه المجلسي في الجزء الخامس والستين من بحاره، ص: 166 نقلا عن الكشي:


20-كش: خالد بن حماد قال: حدثني الحسن بن طلحة رفعه، عن محمد بن إسماعيل عن علي بن يزيد الشامي قال: قال أبو الحسن (ع): قال أبو عبد الله (ع): " ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع ".

وقوله (إلا وهي فيمن ينتحل التشيع) يعني أنه ما من آية نزلت في المنافقين إلا وهي تصدق على من ينتحل التشيع، وذلك لولعهم في الكذب على أهل بيت النبوة لإثبات فضلهم ورفعتهم مع غناهم رحمهم الله عن هذا الكذب وهذا الوضع.

فإليك أخي الشيعي طرفا من هذا الغلو مما هم منه براء:

(1) ما أخرجه الكليني في الجزء الأول من أصول الكافي، في كتاب التوحيد، باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم، الرواية الأولى:

1- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَيُّ إِمَامٍ لَا يَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.

فانظر أيها العاقل مقالة الرضا رحمه الله آنفا حين قال: (فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا) لترى صدق ما يقول قديما وحديثا. فليس من شيعي يقول بربوبية الأئمة، لكن الناس تنسب إليهم هذا القول لما رأوا من الغلو المفرط في حقهم وإضفاء صفات الله تعالى عليهم، وهم من هذا براء براء براء.

(2) ما أخرجه الكليني في الجزء الأول من أصول الكافي، في كتاب التوحيد، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء، الرواية السادسة:

6- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( ع ) يَقُولُ لَا وَاللَّهِ لَا يَكُونُ عَالِمٌ جَاهِلًا أَبَداً، عَالِماً بِشَيْ‏ءٍ جَاهِلًا بِشَيْ‏ءٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَجَلُّ وَأَعَزُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ يَحْجُبُ عَنْهُ عِلْمَ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا يَحْجُبُ ذَلِكَ عَنْهُ.

وهذا غيضٌ من فيض، وقليلٌ من كثير مما كذب به على لسانهم. كيف، والله تعالى يقرر في كتابه (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) النمل 65.

فانظر أيها الفاضل إلى تعبير الله تعالى حين استعمل (لا) النافية في كسب النفع أو دفع الضر ثم علق المسألة على مشيئته ليعلم الإنسان أن ما اكتسب من خير أو دفع من ضر إنما حصل له بمشيئة الله تعالى. فأما قوله (ولو) فتعليق على الممتنع، لأن (لو) حرف امتناع، فكأنه يقول: وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ (ولكني لا أعلم الغيب).

وقال سبحانه: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) الأعراف 188.

أي لا يعلم من في السماوات والأرض من ملائكة أو جن أو إنس علم الغيب سوى الله. واستخدم سبحانه وتعالى (من) لتفيد العاقل، لأن (ما) تفيد غير العاقل، وغير العاقل مفروغ من جهله الغيب، فكأنه يقول ما من عاقل في السماوات أو في الأرض يعلم الغيب، وهذا نفي قاطع فاصل، ثم استثنى سبحانه وتعالى ذاته فقال: إلا الله. أتراك بعد هذه الآيات المحكمات والشواهد البينات تنسب للأئمة رحمهم الله علما خص الله تعالى به ذاته القدسية؟ أتراهم يتجرؤون على الله تعالى بهذا الكفر الصراح؟ أخي الشيعي ... فكر .. تأمل .. ثم حكم عقلك.

أخي الفاضل .. هذه صفحات نضعها بين يديك، وكلمات مشفق نلقيها إليك، كي تراجع نفسك، وتفكر في أمر آخرتك، فإن أحسنت فلنفسك، وإن أسأت فعليها .. فالحق الركب قبل فوات الأوان، ولتسرع بالتوبة قبل أن يفجأك الموت، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وعد نفسك في الموتى". وإليك أهدي هذه الكلمات:

ماذا أقول لخاطري وفؤادي ... والعمر آذن بالرحيل الغادي
والدهر يطرق باب قلبي معلنا ... ودع حياتك في تقى ورشاد
فهتفت يا نفسي هلمي استدركي ... ما فات واغتنمي ليوم تناد
قرب الرحيل وما لنا من زاد ... ودنا النذير وما أخذت عتادي
قرب الرحيل وما لنا من مؤنس ... والقبر داج موحش بسواد
قرب الرحيل فما النجاة وهذه ... صفحات أعمالي غدت كرماد
قرب الرحيل وكيف حالي إن غدا ... هذا الثرى في القبر خير وساد
قرب الرحيل وأين أين مفرنا ... إلى الله الكريم الهادي
قرب الرحيل وكيف ألقى خالقي ... وأنا المقصر ليس لي من زاد
قرب الرحيل وقد مضى العمر الذي ... قد طال فيه بالذنوب سهادي
قرب الرحيل عن الديار وأهلها ... وغدا أودعهم ليوم معادي
المال والأهلون سوف أراهمو ... في معزل عني إلى الآباد
الكل ينأى طالبا أو كارها ... عن صحبتي متناسيا لودادي
إلا الذي قدمته وعملته .... بيدي وخالص نيتي وجهادي
هذا مصير الكل في تلك الدنا ... ما إن لهم في الخلد أي مراد

هذا وصلى الله على نبي الورى وآله أئمة الهدى وصحبه مصابيح الدجى وسلم تسليما كثيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


منقووول
__________________