[رغدة]

المنزل منبطح أرضا ، يسهل عليه استنشاق الزهور ، حتى أنها تلامسه من كل ناحية فتضفي نقشا على جدرانه فريد، فتجد الحائط بألوان الزهور الواضحه ومن ثم تختلط الزهور لتكوّن لون جديد

القطة بيضاء اللون ، كثيرة النوم، عيناها عسلية ، ذات شعر طويل ، تسكن في منتصف أغصان شجرة التوت ،
تستيقظ على تساقط حبيبات التوت عندما تزورها العصافير، فتأكل بعضها وتعاود النوم من جديد بين حفيف الأشجار ومواء القطة وزقزقة العصافير هدير الماء المار أثناء سفره بين السماء والأرض ، فينهمر من قمة الجبل المحيط للمنزل ، متسللا بين صخيراته الآزوردية ، فيبقى الكثير من رذاذه عالقا في الهواء ، ويعكس بريقه في كل اتجاه

أنغام الطبيعه الغناء تزيد القطة نعاسا الى أن يشرق القمر من نافذة السماء ، فتستيقظ القطة في منتصف الشهر وتسامر القمر بلا ارتواء ، وتشرب من ضوءه ومن ثم ينبثق ذلك الضوء من عينيها ليلا بقية الأيام ، فيعينها أثناء زيارتها لذلك الكهف المختبئ خلف المنزل وتحت الجبل وأمام شجرة التوت

يوما تلبدت الغيوم في السماء وانهمر المطر ،وتعالى صراخ الدنيا وقت المخاض، فخافت القطه أن تبتلع السماء القمر ، فعاودت االنظر ، وحدقت النظر ، ووثبت لتنقذ القمر ، فأرتطمت بتلك النافذه الزجاجيه التي تعكس دوما ضوء القمر

تبسم الطاووس وفرد ذيله الجميل، ونفض الببغاء ريشه الطويل ،وتسلقت القطة شجرة التوت وغيرت اتجاه النظر وصارت ترى القمر وليس ظل القمر

شكرا لكم
رغده عيد
22/5/2000