عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 16-09-2001, 02:52 AM
البكري البكري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 569
Lightbulb

السلام عليكم

أرى الأخ ينحو بالمسألة باتجاه الخلاف الشخصي، وهي ليست كذلك.

والتثبت فيما ينقل (عن) أو (على) مطلوب في مواطن الاتفاق فكيف إن كان الأمر في مواطن الاختلاف كشخصية الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحركته؟

أما أن الخلاف كان سياسياً، فنعم، فقد جيشت الدولة العثمانية كل علماء السلطنة يومها للرد على محمد بن عبد الوهاب، وكذا فعل محمد علي باشا (والي مصر) وكان قد سيطر على مصر والحجاز والشام.

وابن عابدين -على فضله- أحد أشهر علماء الدولة العلية العثمانية، وقناعتي أنه لم يكتب ضد الشيخ شيئاً خارج قناعاته، ولكنه انبرى كغيره في إظهار خطر الشيخ وجماعته -وقتها- نصرة للسلطان لاعتبارات شرعية عند الحنفية، يعرفها كل من قرأ عن موقف المدرسة الحنفية من السلطة والسلطان، ولو كان متغلباً. وهو الذي دفع أحد المشاركين للقول بأن الشيخ ساهم في هدم الخلافة وتفتيت وحدة المسلمين، وهي مقولة السلطنة يومها.

وقولي (خلافات سياسية) لا يعني بحال من الأحوال الطعن على القائلين من العلماء المذكورين، وابن عابدين على وجه التخصيص، وإنما تبيين للمعاصرين لوضع هذا في الحسبان عند تناول المسألة.

أما خلاف الماتريدية (وجل الحنفية ماتريدية) والأشاعرة (وجل الشافعية أشاعرة) مع مدرسة أهل الحديث فمعروفة منذ العهد العباسي. وكتب التاريخ مليئة بأخبار الفتن بين المدرستين لاسيما بعد وفاة الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله)، حتى أن خصومه -لموقفهم من معاصريهم الحنابلة- عدوه في المحدثين ولم يعدوه في الفقهاء المجتهدين.
__________________
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء/53]