عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 16-09-2001, 10:12 AM
معتدل معتدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 138
Post

الأخ البكري
معاذ الله أن يكون المنحى شخصيا ولا أدري كيف ظهر لك هذا فأنت المتكلم وأنت المطالب بالدليل وأنا المتكلم وأنا المطالب بالدليل وهذا واضح فلا خلاف شخصي في المسألة. فاقرأ معي هذا الكلام حرفا حرفا لو سمحت

لم تظهر بعد أي دليل على صدق دعواك من كون المسألة سياسية وابن عابدين والأمير الصنعاني والصاوي وغيرهم إنما يفتون فيما يوافق شرع الله – ومحاربة الخلافة ضلال – لقوله صلى الله عليه وسلم بتحريم الخروج على الخليفة إلا أن نرى كفرًا بواحا.

فابن عبد الوهاب حارب الخلافة لاحتمالين لا ثالث لهما:

الأول: أن يكون اعتقد كفر الخلافة (وهذا هو المشهور عنه ولذلك استباح مقاتلتهم)
الثاني: أن يكون فسقا من أكبر الكبائر بلا عذر شرعي، إن لم يكن يعتقد كفر الخلافة فلا يجوز له مقاتلتهم وذلك بالنص النبوي.

فأيٌ من السببين مصيبة. والخلافة العثمانية خلافة أسست على التقوى وما هان المسلمون إلا بعد زوالها، وفي هذا يقول صاحب تحفة الأنام في تاريخ الإسلام: إن الخلافة العثمانية خلافة أسست على التقوى. وكذلك صاحب تهذيب تاريخ الدولة الإسلامية.

والخلافة أو السلطنة إذا أمرت بمحاربة جماعة أو شخص فلأي سبب؟ فمن أراد محاربة الخلافة فهو المقاتَـل بالنص لأنه يؤدي إلى منكر أعظم وأي منكر أعظم من إضعاف شوكة المسلمين وقت تكالب الدول الكافرة على الخلافة الإسلامية؟ لا عذر شرعي في هذا، فابن عبد الوهاب إما أنه كان يكفر من خالفه وإما أنه لم يكن لكنه حارب من لا يستحق المحاربة فيدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. رواه البخاري ومسلم وغيرهما

أما سبب حكمهم عليه بالضلال فواضح من قول القنوجي: (((وتعدى ذلك إلى تكفير جمهور المسلمين وقد قاتلهم بهذا الوجه الذي أبداه وقد وقفت على رسالة لهم في هذا الشأن)))

وما قاله الجبرتي في عجائب الآثار: …. ووقع بينهم القتال والوهابية يقولون (((( هاه يا مشركون)))) وانجلت الحرب عن هزيمة الوهابية.

وقول الإمام الثقة الحجة ابن عابدين الحنفي: اعتقدوا أنهم هم المسلمون وإن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم.

وقول الأمير الصنعاني: وكان قد تقدمه في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي ووصف لنا من حال ابن عبدالوهاب أشياء (((انكر ما عليه من سفك الدماء ونهبه الأموال وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الاقطار))) فبقي معنا تردد فيما نقله الشيخ عبدالرحمن حتى وصل الشيخ مربد وله نباهة (((ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في وجه تكفير أهل الايمان وقتلهم ونهبهم وحقق لنا احواله وأفعاله وأقواله)))

أين الخلاف السياسي في هذا؟ تكفير المسلمين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا خلاف سياسي؟

وقول الإمام الصاوي المالكي: الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة (((ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية))) يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون, استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون, نسأل الله أن يقطع دابرهم. (كتاب مرءاة النجدية صفحة86)

عجيب والله وغريب أن يكون استحلال دماء المسلمين وقتلهم خلافا سياسيا، الدليل الدليل (بالمرجع والنص) يا أخ البكري لأني كما قلت لك سأذكر بعدها فتوى أبيه وأخيه وكبير مشايخه (لإبعاد شبهة الخلاف السياسي وأنهم حاربوه لأنه كفر كل من خالفه) وفتوى مفتي مكة ومفتي (الحنابلة) ونصوصهم.
كقول الأمير الصنعاني عن ابن عبد الوهاب:
ولفق في (((تكفيرهم))) كل حجةٍ ***** تراها كبيت العنكبوت لدى النقدِ

فهل ذكرت لي بالدليل ورقم الصفحة أن الخلاف كان سياسيا؟ لنكون عاملين بقوله تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
__________________
فنحن أمة وسط --- ونهجنا نبذ الغلط
ولا نكفّ فالهدى --- بخيط خيرنا ارتبط