[عمر الشادي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أهل الخيمة العربية
أرجو أن يكون هذا الموضوع وهو ختام مشاركتي في الخيمة العربية مفهما للوجه الذي أعتزل فيه الخيمة على رغم الألم الذي يعتصر فؤادي فلكم من أخ في الله تعرفت إليه عبر حوار الخيمة ولكم من ليلة بتُّ فيها والأنس مقيم على رغم الراحلين والظاعنين ولكم من ضحكة ارتسمت على محياي بسببكم أنتم أعضاء الخيمة العربية

وهنا أرجو ممن لا يوافقني الرأي ان يسمح لي بكلماتي الأخيرة فإنني راحل غير مقيم هذه المرة وأسأله أن يتجنب الدخول إلى موضوعي للتشويش ولو لمرة واحدة

نعم أحببت الخيمة وجاهدت في سبيل إيصالها إلى مستوى يليق بحوار تزينه القيم والمبادئ العروبية والإسلامية ولكن ... أبى البعض إلا أن يحولوا الخيمة إلى ميدان لتكفير المسلمين وأحكموا قبضتهم على ذلك التكفير ولم يهملوا حجة - كانت واهية أو واهية كانت - إلا و أبطلوا فيها بزعمهم إيمان أهل التوحيد من أهل الأمصار لا سيما في بلاد الشام ومصر والعراق والمغرب على تعداد انتماءاتهم الفقهية المذهبية ومدارسهم العريقة في الدعوة إلى الله كالأزهر الشريف والقيروان والزيتونة وما إلى هنالك من مدارس أهل السنة
وكانت أن أغلقت الخيمة الإسلامية لهذا السبب

ثم عمد الأشخاص أنفسهم إلى بث ءارائهم التكفيرية في الخيام على اختلاف اختصاصاتها الأمر الذي استدعى وقوفنا في وجوههم لمنع التكفير عن أمة وصفها القرءان بقوله (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وهكذا كان وصارت الأسماء المتبدلة تدخل وتخرج لتشتم وتسب فتمنع تارة وتوقف أخرى ويتساهل معها أحيانا وأعيد الأمن إلى الخيمة بجهد جهيد وجهاد وسهر وتعب

هنا عادت الخيمة لتنعم بالصفاء أياما لم يكد ان بخل بها عليه التكفيريون ليعودوا مجددا إلى تكفير الأمة الملايين من المسلمين الموحدين المؤمنين لمجرد موافقتهم على وجود لوحات في مساجدهم مكتوب عليها (يا محمد) صلى الله عليك سيدي يا رسول الله

أبرزنا الاستدلال الشرعي من كتاب الأدب المفرد للبخاري الغمام البخاري سماه الأدب وهو أفهم منهم جميعا بالأدب رضي الله عنه وأثبت فيها البخاري عن ابن عمر قوله يا محمد وهذا ليس عبادة لمحمد مجرد النداء ليس عبادة له صلى الله عليه وسلم وابن عمر رضي الله عنهما لم يكن مشركا بالله فكيف يسمي البعض قوله هذا عقيدة شركية وقد اتبعت الأمة خلفُها سلفَها في ذلك فلا تكاد تجد مسجدا في بلاد الشام والعراق ومصر والكثير من مساجد المغرب إلا وفيه لوحة علقت على جدرانها لوحة كتب عليها يا محمد وزدنا في الإيضاح لهم من كتاب ابن تيمية واسمه الكلم الطيب هو سماه كذلك لأنه ضمنه ما رىه طيبا من الكلام واورد ابن تيمية الكلمة هذه في كتابه الكلم الطيب (يا محمد) مع ياء المناداة

كل ذلك لم يجدي نفعا في إيقافهم عن تكفير الأمة بغير حق والعياذ بالله تعالى حتى بلغ السيل الزبى بقيام المراقب الجديد ( البكري) بحذف المواضيع التي التزمنا فيها الواجب الشرعي في الرد بكل أدب واحترام وتهذيب ومراعاة لأصول الحوار ولكن ساءه أن نأمر ونطالب بمنع تكفير المسلمين على صفحات الخيمة بينما أبقى على الموضوع الذي كفر فيه صاحبه ملايين المسلمين وسمى عادتهم الحسنة هذه بالعقيدة الشركية بالرغم من أن الكل كانوا متفقين على منع التكفير في حوار الخيمة وبالرغم من جموع الاعضاء الذين دخلوا مستنكرين مثل ذلك الطعن في إيمان الأمة وتوحيدها للباري عزّوجلّ

وحيث يكون تكفير الأمة المحمدية لا يكون ثمة عمر الشادي فعمر الشادي والحمد لله نشا بين ابوين مسلمين على شهادة لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها يعيش منذ مولده أي منذ ما يقارب 28 سنة لم يحدْ عنها في يوم ولن يحيد عنها بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد بفضل الله ومنه وكرمه وفيض رحمته وفي كل يوم انطق بالشهادتين مرات ومرات فعليها سالقى ربي يوم القيامة وليس في صحيفتي ما يسودها من تكفير المسلمين وهذا موقف يستوجبه علي الشرع الحنيف ولا محيد لي عنه ما حييت ولو ألفا

أما بخصوص الموافقين على ذلك فشأنهم وما يرونه في صالح دينهم ودنياهم وكل نفس بما كسبت رهينة وعند الله لا تضيع الحقوق وإن غدا لناظره لقريب يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا والأمر يومئذ لله

كتب عمر الشادي - طرابلس - لبنان