من روائع الشافعي
عن المزني قال :-
دخلت على الشافعي في اليوم الذي مات فيه ، فقلت : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟ فرفع راسه إلي وقال :
أصبحت من الدنيا راحلاً ، ولكأس المنية شارباً ، ولسوء فعالي ملاقياً ،فلا أدري أتصير روحي إلى الجنه فأهنئها ؟ أم إلى النار فأعزيها ؟
ثم بكى ، وأنشأ يقول :-
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سُلّمَا
تعاظم لي ذنبي ، فلما قرنته... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفوٍ من الذنب لم تزل ...تجود وتعفو مِنّةً وتَكَرُّمَا
فإن تعف عني تعف عن ذي إساءةٍ ...ظلومٍ غشومٍ قاسيَ القلب مجرما
وإن تنتقم مني فلست بآيسٍ.... ولو دخلت روحي بجرمي جَهَنَّمِا
__________________
|