عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 22-08-2006, 10:41 AM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي


بين النـار أو النار !!

وكيف يُقارن ، طاغية مأفون ، وملعـووون .. بابن رسول الله ، وسيد الشهداء ، وسيد شباب أهل الجنـة ؟!! .


لا أدري حقا ..
لماذا يصـرُّ البعثيون ، والقوميون ، والعنصريون ، والطائفيون ، والسفسطائيون ، والشعاراتيون ، وعشاق المستبدين .. أن يضـعوا العراقيين بين خيارين غير منصفين ، لاثالث لهما :
نار طغيان صدام والبعث ، ونار الإحتلال الأمريكي ..
وبالتالي ، فإنّ عليهم أن يقبلوا بأحد الخيارين ، وبالخيار الأول ، تحديـداً ! ..
على اعتبار أن الخيار الثاني ، هو إحتلال أجنبي غاشم ..
بينما الخيار الأول ، رغم أنّه أعتى وأقذر إحتلال عرفه التاريخ ، هو إحتلال وطني .. !!.

وكأنّ العراقيين ، لايستحقون نظاما آخر ، أكثر حرية وعدلا ، يصون حقوقهم ،وكرامتهم ، وثرواتهم ، ومستقبلهم !!.

الحقيقة الأكيدة ، التي يؤمن بها العراقيـون ، أنّ الإحتلال ، وتوابعـه ، سوف يذهب ، مثلما ذهب إحتلال البعثيين السوقة للعراق الطاهر ..

الإحتلال لن يبقى .. وهذه مهمة أبناء العراق المخلصين .. وليس أيتام صدام ومرتزقته ، أو الأرهابيين التكفيريين ، القادمين من وراء الحدود !.

ولكن ..

سيذكر التاريخ ، أيضاً ، أنّ فترة حكم صدام ، هي الأسوأ في تاريخ العراق الحديث ، لأنها هي التي تسببت في إحتلال العراق ، ووصول العراق إلى ماوصل إليه من خراب وفوضى ودمار وسفك لدماء الأبرياء .

وكيف لاتكون فترة حكم صدام هي الأسوأ بل والألعن ، بل والأكثر حلكة وقهرا ..
والنظام السابق ، قاد العراق وشعبه في أتون حروب مدمرة لا معنى لها ..
خسر فيها العراق خيرة شبابه ورجاله ..
وبعثر ثرواته وطاقاته السابقة واللاحقة ..
وأعاده إلى العصور المتخلفة والبعيدة عن الرقي الحضاري والأنساني ..
وجعل الأنسان العراقي ، يعيش تحت خط الفقر ، بالوقت الذي كان من أغنى دول العالم ..
فضلا عن أنه ، قد دمَّر قيم وأعراف المجتمع العراقي الجميلة ..
وأغرق البلاد بالدم والدمار والموت والتخلف .... !!!.

لقد جر َّ الطاغية صـدام ، على شعب العراق المظلوم .. الكثير من المآسي والويلات ..
وسامهم القهر والعذاب ..
ولم ينجو من ظلمه حتى الأطفال والنساء ورجال الدين ..
بل وحول عراق الحضارة والخير إلى سجون وأوكار تعذيب ، وأنفاق سرية ، ومقابر جماعية ، وخرائب .. وووو .. !!!

وهل يمكن للعراقيين أن ينسوا حمامات الدم والقتل المنظم ، التي بدأت تحصد أرواح العراقيين ، منذ مجيء البعث وحتى سقوطه ..
وقد طال الموت ليس من في داخل القفص العراقي وجحيم الداخل ، بل طال الموت كل الذين فروا بأرواحهم خارج العراق ، فذبحتهم شفرات السكين ، ووصلتهم المواد السمية ، واخترقت صدورهم طلقات المسدسات الملقمّة بكواتم الصوت .. فحصدتهم ..!.

وكيف لاتكون ، فترة حكم صدام ، هي الأسوأ والألعن ..
والطاغية المقبور ، ملأ سجون وأقبية ودهاليز مؤسسات التحقيق والأمن والمخابرات والأستخبارات والأمن الخاص ووووووو ... بمئات الآلاف من العراقيين الشرفاء ..
وتفنن في وسائل التعذيب ، ليس فقط الوسائل المتطورة للموت ..
بل اختلطت بالوسائل البدائية والمبتكرة في قتل وتعذيب الأنسان ، والتلذذ بتعذيبه وموته !!.
بل كان هو وزبانيته مولعين ، باستيراد الآلات والمعدات الخاصة بالتعذيب وفرم الأجساد ، وبتر الأطراف والأقدام ، وقطع الأصابع والآذان واللسان وفصل الأعناق .. واذابة الناس في الحوامض ، وجعلهم تجارب للمواد السمية والكيمياوية القاتلة ...!!! .

وكيف لا تكون فترة حكم صدام هي الأسوأ والألعن ...
والطاغية المقبور ، قام بقتل ودفن مئات الآلاف من المعارضين والأبرياء في مقابر جماعية .. طرزت كل أرض العراق ، وهي تضم بقايا جثث الشباب والشابات والمدفونين بملابسهم ، مقيدو اليدين ومعصوبو العينين ، وآثار الضرب على عظامهم وآثار البتر والقطع شاهدة أمام الله ..!.

وكيف لا تكون فترة حكم صدام هي الأسوأ والأكثر مأساوية ..
و النظام السابق ، قام بتهجير آلاف العوائل العراقية .. وتغييب أبنائها .. ومطاردة العلماء والطاقات والكفاءات والرموز الثقافية والسياسية والدينية تحت شتى الأسباب ..!!.

وكيف لاتكون فترة حكم صدام هي الأسوأ والألعن ..
والشعب العراقي المظلوم عانى طويلا من فجور الطاغية وظلمه وظلم أولاده ، وطغيانه وطغيان أولاده وزبانيته ، وترفه وفسقه وخموره ورذائله وتبرقعه بالدين .. وكابد كثيرا من جرائمه ، التي يندى لها جبين الأنسان في العصر الحديث .. وجاع طويلا ، وهو يسبح فوق بحار من النفط والذهب ، بينما حاكمه الجائر .. يشيد القصورالخرافية والمنتجعات الساحرة يمتع بها نفسه وأهله .. !!!



كان الله في عون العراقيين .



نهر الحكمـة




نهر الحكمة


__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )