الموضوع: رسالة مفتوحة
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 30-01-2007, 11:51 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

6. في حزيران من عام 1983، تقرر طرد الرئيس ياسر عرفات من دمشق، فاقتاده ضابط سوري الى الطائرة التي اقلته الى تونس باعتباره شخصا غير مرغوب فيه عائدا الى فندق سلوى ( المقر المؤقت للقيادة الفلسطينية ) بالقرب من حمام الشط، انها الخطوة الوقحة بهذا السلوك السافر المتجاوز لكل الخطوط الحمراء، انه الامعان في التامر والصلف السوري الذي لم يخف ولو للحظة رغبته في احتواء المقاومة، واذا اقدم النظام السوري يا ولدي، على طرد ابو عمار، فهل تعتقد انه سيتوانى عن طرد اي مسؤول فلسطيني مهما علا شأنه و طالت لحيته، أو اي مسؤول آخر تابع له، او حتى اعتقاله وابعد من ذلك بتصفيته واغتياله، هم هذا النظام كان ولا يزال احتواء المقاومة، فتحاوية ام حمساوية، لا فرق بين الرايتين بالنسبة لهم، كيف لا يكون له هذا ؟ وعرفات ورفاقه المخلصين لا زالوا القابضين على الجمر، والكرامة الوطنية دونها الكرامة الشخصية، ومكث عرفات عدة شهور يعد العدة، واستمر في تنظيم عودة المقاتلين الى طرابلس بلبنان فردا فردا حتى يستكمل الجيش عدده، وهم الذين أخرجوا بالامس جماعات على السفن من ميناء جونيه ببيروت بعد الحصار الكبير موزعين على كل العواصم.

7. في ايلول من عام 1983، كان التحدي الكبير، يأبى عرفات ان يستسلم، القرار الوطني الفلسطيني المستقل يسكن عرفات، وعرفات يسكنه، ومن له ان ينزع هذا من ذاك، فينسل من حضنه الدافيء تونس دون ان يعلمه بوجهته، ويعود متخفيا، متنكرا، متسللا الى طرابلس - شمال لبنان - للحاق برفيق الدرب ابو جهاد، الصامد المرابط مع ثلة من العرفاتيين، و"الشباب الجيدين تنظيميا" - وهو الشرط اليتيم الذي تضمنته برقية من ابو جهاد - تحضيرا للمواجهة الكبرى، المفروضة عربيا بتمويل ليبي، وادارة ميدانية سورية، تلك المواجهة، التي اطلق عليها عرفات الاسم الشهير "معركة القرار الوطني الفلسطيني المستقل" وقد كانت بالفعل كذلك، انني اعترف يا ولدي، ولست اخجل من هذا، لعله يساعدني عند الله، ويساعدك على الاعتبار وتعديل المسار قبل فوات الاوان، فهل من معتبر ؟ بالفعل لم يستسلم عرفات، بالسلامة وصل الى طرابلس، ودخلها متسللا متخفيا، ويزج بنفسه بين جموع المصلين، وبعد انتهاء الصلاة، يتفاجأ به الجميع، فلسطينيون، ولبنانيون، مصليا صلاة عيد الاضحى معهم في مسجد الزاهرية، بطرابلس الشمال، الامر الذي أذهل الجميع واصيب البعض بالصدمة، وخاصة اؤلئك الذين لم يتمرسوا على السلوك والمفاجئات العرفاتية، فلم يحتملوا الموقف، هذا لم يعجب هذا حلفاء الشر، استفزهم التحدي فاطبقوا الحصار عربيا (سوريا) فلسطينيا برا، واسرائيليا بحرا وجوا، واحتدمت معركة الدفاع عن القرار الوطني المستقل، والتي استمرت ما يزيد عن ثلاثة شهور متواصلة، ولم يتمكنوا بكل ما اوتوا من قوة ودعم من مصادرته، واستشهد دونه خيرة ابناء فتح وحلفائها، وفي أواخر ديسمبر 1983، وبتدخل فرنسي مصري، تم التوصل الى اتفاق للخروج من طرابس على البواخر اليونانية مرة اخرى وبحراسة دولية، فخرج الرئيس عرفات، ومن تبقى معه من العرفاتيين الى المنافي ظافرا بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل.

8. تتواصل الحملات والضغوط السياسية والمضايقات ضد منظمة التحرير الفلسطينية، بعد ان فشلت كل المحاولات العسكرية الدموية للانقضاض عليها بالتآمر على حركة الشعب الفلسطيني، حركة فتح بهدف مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ولم تقبل اية دولة عربية ان يعقد المجلس الوطني الفلسطيني على اراضيها، وكما كانت الحالة دائما، الورقة الفلسطينية هي الهدف، فكيف ينعقد المجلس الوطني دون دفع الثمن ؟ او كيف يكون لعرفات ما يريد دون ضريبة ما بشكل من الاشكال، وكيف ندفع الاثمان ؟ ونحن المر لحمه، لم نتنازل امس تحت النار، فكيف بنا اليوم والضغوط والمساومات كبيرة تعجز عن تحملها الجبال ؟ ولكن عرفات تحملها وحمل معها الجبال، متحديا الريح إن كان يقوى على هز شعرة، فكيف له ان يهز الجبل، وفي النهاية كان له ما اراد، وتم في عمان عقد الدورة السابعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني بتاريخ 22111984، وتم انتخاب لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير لتستمر وطنا معنويا ومظلة لكل الفلسطينيين، على ارض الوطن وفي الشتات، منتمين ومستقلين، وهي المظلة التي حملت الهم الفلسطيني ولا زالت تدافع عن كل القضايا بما في ذلك وجودها.

9. ولازال الشر يتربص بالانجاز، كيف يسمح لعرفات الاستمرار بما حققه، واللجنة التنفيذية بعضوية فهد القواسمه - رئيس بلدية الخليل الاسبق - ها هي تقف وبلا منازع ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، منتخبة من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات منتخبا من المجلس ذاته، كل هذا لم يعجب حلفاء الشر الذين هزموا بالامس في طرابلس، فعادوا الى ديدنهم، وامتدت يد الغدر لتغتال فهد القواسمه عضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون الارض المحتلة، وذلك باطلاق الرصاص عليه وهو يهم بدخول منزله في جبل الحسين في عمان في 29/12/1984، الاسئلة نفسها تعود لتطرح نفسها: فمن اغتال فهد ؟ ولماذا فهد القواسمه ؟ ولمصلحة من ؟ انها الاسئلة المطروحة دائما، وهو الذي لم يكد يمض على عضويته في اللجنة التنفيذية شهرا واحدا، ليسدد فاتورة موقفه الوطني الملتزم، بالموافقة على العضوية في اللجنة التنفيذية، والسير في الركب العرفاتي حاملا راية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ومواصلا المسيرة التي ارتضاها لنفسه مناضلا على ارضه في مواجهة الاحتلال، ومنفيا ليواجه بجسده العاري كل الذين اخذوا على عاتقهم الانجاز والتنفيذ بالوكالة عن الاحتلال، انه الطريق ذاته، وليس غيره، على نفس الخط والخطى كان ماجد، وكان سعد، واستمر فهد، والذين اداروا معركة الدم بالامس، هم انفسهم ما غيروا وما بدلوا، وما افلحوا في مصادرة الورقة الفلسطينية، يطلون علينا بالدم أيضا ليصادروا او ليعطلوا، نعم يا ولدي، يا خالد، هم السوريون، الذين استمرأوا الحالة وبكل وقاحة وصلف، فقد اوغلوا النصال ولا هم لهم الا انفسهم حملوا الشعار وعملوا به "نحن او لا احد، ومن لا يعمل معنا فتحت الارض مكانه أو المزة مأواه"، انها القوة الاقليمية التي تجاهد بالمجان، على حساب الدم الفلسطيني تارة، وعلى حساب الدم اللبناني تارة اخرى، والجبهة السورية في سبات عميق، كيف لا يكون ذلك والمتبرعون منا كثر، وابوك يا خالد خير مثال على الحالة، ارجو منك يا ولدي الانتباه لحالتك، فلا ارى امامي الا الحالة نفسها تتكرر من خلالك، فما اشبه اليوم بالامس، بالامس ابو خالد واليوم خالد، نحن عائلة من المتبرعين، ليتنا ما كنا ولا كانت الحالة.



يتبع...
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا