عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 28-06-2000, 10:58 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Post

تكملة ( حوار أخير حول ارفعي العتبا )

1) علاقة البيت الأخير بالقرآن وبيت الفرزدق :
تقول – يا أخي – في البيت الأخير :
يا دوحة قد جئت أنشدها
.............ها قد هززتك. فاسقطي الرطبا!!!
ومعلوم يا أخي أن معنى هذا البيت ( مقتبس ) من قوله تعالى : ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) من سورة مريم .
ولا شك أن الاقتباس من القرآن في مثل هذا الموضع لا يليق باحترامنا للقرآن ، وقدسيته ..
ولم أفهم علاقة ما نحن فيه بقول الفرزدق ، إن كان القول للفرزدق أو لحسان في مبلغ علمي ، فإنما هو يمدح الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يقتبس شيئا من القرآن ( أين الاقتباس ) . ثم إني لم أقل بعدم جواز الاقتباس من القرآن مطلقا ، وكيف يقول بهذا عاقل ؟! وإنما قلت : لا يجوز في هذا الموضع ، حيث خرج الغزل عن حده العفيف إلى الأحضان ...
ومعلومة هامة : ألف الإمام السيوطي رحمه الله رسالة في جواز الاقتباس والتضمين من القرآن والحديث سماها ( رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس ) ، وهي رسالة قيمة جدا ومفيدة في هذا الباب .
والاقتباس هو أخذ معنى من القرآن واستعماله في معنى آخر من شئون الحياة .
أما التضمين فأن يتضمن بيت الشعر آية أو بعض آية بالنص من القرآن .
وكلاهما كما قلت جائز ، ومن أراد أمثلة وأدلة فعليه بكتاب السيوطي ، ولكن علينا أن نراعي الأدب مع كتاب الله ، فلا نستخدمه في ما لا يليق .

2) طلبكم ألا أنقد مرة أخرى بطريقتي هذه قصائدكم :
يا أخي : غفر الله لي ولك :
أنا أفهم أن شاعرا يطلب أن تنقد قصائده ليصقل موهبته ، وليتقدم في صنعته ، ومن منا المعصوم من الخطأ ، أو السالم من النقد .
ولكني لا أفهم أبدا أبدا أن يطلب هذا الشاعر من ناقد التوقف عن نقده ، لأن النقد في الأصل لا يحتاج لدعوة وطلب ، وما دام هناك إنتاج نشر على الناس ، فهو معرض للنقد ، والكلمة حرة ، ما دامت في حدود الأدب والاحترام والشرع ، سواء كان الناقد على خطأ أو صواب ، فالحوار قائم ، وبه يرد الخطأ إن وجد ، ولكل واحد وجهة نظره .
لذلك فإني أعتب عليك – يا أخي – طلبك هذا ، وأقول لك بصراحة : سأتوقف بالتأكيد عن نقدك ونقد غيرك ، ولكن ليس قبولا لطلبك ، أو تنفيذا له ، ( فإن ذلك ليس إليك ) ، وإنما لأسباب عندي قائمة – أحتفظ بها لنفسي ، وقد سبق واعتذرت للأخ الفاضل سلاف عند دعوته للنقد ، وبينت هناك بعض الأسباب ، وأن النقد ليس من أهداف وجودي بالخيمة .

وأخيرا :
كنت أتمنى أن يكون ردك على نقدي يتسم بالموضوعية ، ودفع الحجة بالحجة ، وقبول الصواب من نقدي ، ولكن للأسف وجدت غير ذلك ، وكأني بك كنت تطلب تقريظا لقصيدتك ، فأخطأت العبارة فطلبت نقدا ، وللأسف فإنني أفرق بين النقد والتقريظ .

وعموما :
لك تحياتي ، واعتذاراتي ، وأرجو السماح فيما نبا فيه قلمي .
وتحياتي لكل أخ في هذه الخيمة ، واعتذاري لكل من وجد من كلامي حرجا ..
وإلى الملتقى مع المثاني – إن شاء الله – حكمة الشعراء – والحكمة ضالة المؤمن ..


الرد مع إقتباس