عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 15-09-2003, 07:48 AM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي

هذه مقالة بقلم ياروسلاف تروفيموف من صحيفة وول ستريت جورنال
تحت عنوان: الشيعة السعوديون يعلقون الآمال على غزو العراق

الملفت للنظر في المقالة هي تصريحات الناشطين الشيعة التي ظللتها باللون الأحمر و التي ترحب بالتدخل الأمريكي و بمشروعهم بتقسيم المملكة.

الأغرب أن أحد هؤلاء الناشطين (محمد محفوظ) له مقالات في جريدة الرياض الرسمية يدعوا فيها الى الوحدة الوطنية, لكنه في الجرائد الأمريكية يدعوا الى التدخل الأمريكي و تقسيم المملكة.

أهدي هذه المقالة و ما فيها من تصريحات تفوح منها رائحة الخيانة و التآمر للتاريخ, حتى لا ينسى الناس (ابن العلقمي) الجديد أو بالأصح (العلاقمة) الجدد الذين يحيكون المآمرات على مرأى و مسمع من الجميع.



القطيف- المملكة العربية السعودية:

على امتداد المساحة المُدمّرة التي كانت في يوم من الأيام أقدم أحياء هذه المدينة، يقوم جامع جديد فوق ميدان من بقايا الأبنية المنهارة. لكن حين يحين وقت الصلاة ترى معظم المصلين يمرون بموازة الجامع ليحتشدوا في مسجد صغير عتيق قائم على حافة الميدان. الجامع الجديد بنته وزارة الاوقاف الخاضعة للمؤسسة الدينية الرسمية السنية، في حين ينتمي كل من في المدينة تقريبا إلى المذهب الشيعي، الذي يشكل أتباعه الغالبية هنا في المنطقة الشرقية من المملكة الغنية بالنفط.

يتسائل محمد النمر، رئيس تحرير إحدى المجلات الثقافية المحلية، قائلا "لماذا يبنون هذا الجامع الجديد؟ فلا أحد يذهب إلى هناك" و يجيب هو على السؤال بقوله: إنهم الزعماء الدينيون السعوديون الذين يتقاسمون السلطة من العائلة المالكة السعودية، وينظرون إلى الشيعة باعتبارهم منحرفين يجب إعادتهم إلى دين الدولة، أي المذهب التطهري من مذاهب الإسلام السني والمعروف بالوهابية. وهكذا فان الشيعة السعوديين الذين يصل عددهم إلى مليوني شخص من أصل مجموع السكان البالغ 19 مليونا اصبحوا محرومين من الحصول على الوظائف الحكومية الحساسة، كما يحظر نشر وتوزيع كتبهم الدينية، ويُمنَعون من إقامة العديد من احتفالاتهم الدينية التي تجاوز عمرها الألف عام.

على امتداد عقدين من الزمن، كان الناشطون الشيعة يستمدون الدعم، بما في ذلك تمويل المجموعات النضالية، من حكومة إيران الشيعية الراديكالية التي كانت تدعو لثورة إسلامية تقطع ارتباطات المملكة السعودية بواشنطن. أما الآن وقد تراضى الإيرانيون مع الرياض، فإن بعض الشيعة السعوديين بدأو يتوجهون بآمالهم صوب الولايات المتحدة الأمريكية.



نقطة ساخنة:

المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية - والتي تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة بريطانيا العظمى- هي موطن الأقلية الشيعية في البلاد ومستودع ثروتها النفطية بمجموعها تقريبا.

يعتقد هؤلاء الشيعة أن غزوا أمريكيا للعراق، سوف يحرر الغالبية الشيعية في العراق التي استبعدها صدام حسين من السلطة كما فعل حكام العراق الذين سبقوه. ومع أن عددا قليلا من السعوديين يتوقعون بروز حكومة شيعية في العراق إذا أطيح بصدام حسين، فإن هؤلاء يعتقدون أن أي تحرك باتجاه الديموقراطية هناك سوف يمنح شيعة العراق قوة لا سابق لها - وقد يستطيعون استخدامها لمساعدة اخوانهم السعوديين في انهاء الاضطهاد المسلط عليهم.

يقول السيد حسن العوامي ، و هو محام شرعي يدير مركزا لخدمة المجتمع في القطيف "من الصعب جدا تغيير الوضع هنا ما لم نتمتع بدعم قوة خارجية" ويضيف "مع أننا نختلف من الولايات المتحدة حول إسرائيل، فإن الشيعة ليسوا على صراع مباشر معها، انهم يتعرضون للاضطهاد والقمع على أيدي آخرين ولهذا فإن التعاون مع الولايات المتحدة سيكون خيارا صحيحا"

حتى الآن لم يتوفر ولم يتحقق أي تنسيق رسمي بين الشيعة السعوديين والولايات المتحدة. لكن السيد العوامي، مثله في ذلك مثل العشرات من الزعماء الشيعة البارزين في المنطقة الشرقية يقول إنه تحدث مع دبلوماسيين أمريكيين في مناسبات اجتماعية، وقد لاحظ بارتياح أن تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوية الخاصة بحقوق الإنسان لم تهمل المعلومات المتعلقة بانتهاك الحقوق الاساسية لشيعة المملكة.

تُعارض حكومة العربية السعودية الهجوم الامريكي المتوقع على العراق. وفي أحاديث خاصة قال دبلوماسيون غربيون في العربية السعودية إن القيادة السعودية دأبت في الأسابيع الأخيرة على الترويج لفكرة استبدال صدام حسين بزعيم سني يكون أكثر قبولا واستساغة كبديل عن الحرب.



ازدياد حدة التوتر والقلق :

يعكس استعداد ورغبة الشيعة السعوديون للحديث علنا عن انتقاداتهم القاسية لحكومة العربية السعودية الضغوط المتزايدة التي باتت تتعرض لها العربية السعودية في الأشهر الأخيرة، الضغوط التي مصدرها العالم الخارجي أو تلك التي تتفاقم في داخل البلاد. كما يُظهر هذا الاستعداد أن الحرب على الإرهاب قد يكون لها عواقب أبعد بكثير مما تصوره بعض مهندسي هذه الحرب.

وفي حين تاتي أقوى الدعوات المطالبة بالاصلاح في السعودية من وسط الشيعة، فإن دعوات مماثلة تتعالى هذه الأيام من مختلف انحاء المملكة حيث يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي إلى تعميق الأزمة بين الحكومة ومواطنيها. إن الاقتصاد المعتمد كليا على البترول غير قادر على مواجهة أعباء النمو السكاني، ولهذا فإن الفقر والبطالة في تنام متواصل رغم أسعار البترول العالية حاليا. وهذا ما يقلل من قدرة آل سعود على ضمان الولاء السياسي عن طريق المال، من جهة اخرى فإن العالم قد وضع الحكومة تحت المراقبة منذ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، مما يحد من قدرتهم على قمع المعارضين السياسيين، وتتزايد الضغوط حاليا من أجل إعادة صياغة جذرية لنظام الحكم السعودي وهو طريق يرى فيه الكثيرون البديل الوحيد عن انقلاب مسلح يقود إلى سيطرة الأصوليين أو انفراط وحدة المملكة وانهيار نظامها.

يقول جعفر الشايب، وهو رجل أعمال قطيفي كان يعيش لفترة في واشنطن وساهم من هناك في إدارة شؤون المعارضة الشيعية في المنفى، إن إمكانيات انفراط وحدة المملكة موجودة.. إنها قنبلة موقوتة، وفيما يتعلق بالحرب على العراق أضاف الشايب قائلا: "الناس هنا يكرهون نظام صدام حسين وسيرحبون بأي عمل يجري لتغييره."

لقد دعا ولي العهد الأمير عبد الله الذي يدير الأمور اليومية بدل الملك فهد المريض، دعا علنا للإصلاح لكن لم يقدم سوى القليل من التفاصيل بهذا الخصوص حتى الآن. وفيما يتعلق بانتهاك الحقوق الاساسية للشيعة يُصر توفيق السديري وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، وهي الهيئة المشرفة على المؤسسة الدينية الرسمية في البلاد، يُصر على أنه لا وجود لأي تمييز طائفي ضد الشيعة، فهم مسلمون ومواطنون سعوديون. وإن التمييز في السعودية أمر غير مقبول منذ تأسيس المملكة حتى يومنا هذا.

لكن الأمر مختلف في الواقع، فحتى بعض أفراد العائلة المالكة يعترفون بوجود هذه المشكلة، إذ يقول الأمير طلال بن عبد العزيز شقيق الملك فهد، الذي يتمتع بصراحة غير معتادة، "إن الشيعة يعانون، وهم يعتبرون أنفسهم مواطنين من الدرجة الثانية، وهذا صحيح .... فهم محرومون من حقوقهم."

بعض رجال الدين الوهابيين مثل الشيخ عبد الله السعدون من مشايخ الرياض يتحدثون بصراحة أكبر من المسؤولين الحكوميين. فهو يقول "الشيعة ؟؟ إنهم العدو رقم واحد .. هل يجب علينا أن نعامل الشيعة بالحسنى لا لشيء إلاّ الخوف على الوحدة الوطنية؟ النصر سيكون حليفنا قطعا لأن الله معنا." رجال الدين الوهابيون الآخرون ليسوا أقلّ تحاملا على الشيعة، فهم يعتبرون التشيع ارتدادا عن الإسلام أو حتى مؤامرة يهودية هدفها تخريب الأمة الإسلامية. يقول السيد النمر رئيس التحرير الذي يعمل أيضا في قطاع البناء إنه حين يتوجه لزيارة المحاكم، فإن القاضي وهو رجل دين وهابي يرفض الرد على تحيته له وعلى تحية جميع الشيعة الآخرين، كما أنه يضطر لطبع مجلته التي تتحاشى المواضيع السياسية في لبنان ثم تهريبها إلى قرائها السعوديين وذلك لأن الحكومة السعودية لا تسمح للشيعة بطباعة أي من منشوراتهم في البلاد.

مع مرور السنين كان الغضب الشيعي يتفجر أحيانا على صورة عنف معاد للحكومة في المنطقة الشرقية، وقد تمثل أشد الصدامات دموية في انتفاضة اندلعت في الفترة من 1979 الى 1980، وهي الانتفاضة التي دفعت الحكومة إلى هدم وتدمير الحي القديم في القطيف على ساحل الخليج العربي وتسويته بالأرض بواسطة البلدوزرات.


( يتبع )
__________________
لطيف جداً مع التمساحات