أخطأت في محبتي
فاستشهدي المشاعرا
أمنحك العذر على
جريمة الحب الذي
لا يشترى
فمن يحب – غادتي –
في ذا الزمان شاعرا ؟
ألف قبيلة هنا
قد سحبت خناجرا
وهيأت مقابرا
تطلب رأسي وهي لم
تقرأ يوماً دفترا
أو تقرأ الشعر الذي
يفتتح الدوائرا
فمن يحب – غادتي –
في ذا الزمان شاعرا ؟
قضيتي أكبر من
صحيفة وتختفي
بين ركام الزمن اللاهث
فوق الصحف
قضيتي مكتبة
وما لها من أرفف
قضيتي كالجلد لا يمكن
أن أنزعها كمعطفي
قضيتي
وحدي بها متهم
وأنت يا حبيبتي
مرسومة بأحرفي
موصومة بأحرفي
لا يمكن النكران لي
ولا أريد أن أكون ناكرا
أخطأت في محبتي
فمن يحب – غادتي –
في ذا الزمان شاعرا ؟
لم تعرفي عني سوى
قصائدي المنمقة
لم تعرفي الحزن الذي
أنجب تلك المحرقة
لم تقرئي الحرف الذي
لامس حبل المشنقة
لم تفهمي الشعر الذي
يعبر كالضوء ثقوباً ضيقة
لم تفهمي الشعر وكيف
الشعر يأتي
مهجة ممزقة
وكيف وقعت مع الليل
اتحادا
ومع الحزن اتحادا
ومع الشمس اتحادا
كلما انهار
جعلت الحرف للشمع مدادا
كيف أنصاع لأمر الشعر
في الليل انقيادا
إن وجه الشعر وجه ظالم
أكبر من ليلك صمتاً وسوادا
وسياط الشعر لو جربت
يوماً
لتمنيت ابتعادا
أنت حتى الآن يا سيدتي
لم تفهمي قضيتي
أو تفهمي الخواطرا
فمن يحب – غادتي –
في ذا الزمان شاعرا ؟
كريم معتوق