عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-02-2006, 01:50 PM
القاضى الكبير القاضى الكبير غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 337
Thumbs up من قصــيدة ( قمر فى بغــــــداد ) -

من قصـيدة : ( قـمـر فى بـغــداد ) - لابن زريـق البغـدادى
================================================== =
لا تعذليه فان العـذل يؤلمــهُ قد قلت حقـا ولكن ليس يسمعــهُ
جاوزت فى لومـه حدا اضرَ به من حيثُ قدرتِ أن اللوم ينفعـهُ
فاستعملى الرفق فى تأنيبه بـدلا من عذله فهو مُضنى القلبُ موجَعـهُ
قد كان مضطلعا بالخطب يحمله فضيقت بخطوب الدهـر أضلعـهُ
يكفيه من لوعـة التشتيت أن له من النوى كل يومٍ ما يروعــهُ
كأنما هو فى حِل ومرتحــلُ موكلٌ بفضـاء الله يذرعــــهُ
وما مجاهـدة الأنسـان توصـله رزقـا ولا دِعـة الانسـان تقطعـهُ
قد وزع الله بين الخلق رزقهمـو لم يخلق الله من خلق يُضــّيعـهُ
لكنهم كلِفوا حرصاً فلست ترى مسترزقا وسوى الغايات تقنعــه
والحرص فى الرزق والارزاق قد قُسمت بغىٌ ألا ان بغى المــرء يُصرعهُ
والدهر يُعطى الفتى من حيث يمنعـه ارثا ويمنعه من حيث يُطمعــه
**************************
استودع الله فى بغداد لى قمـرٌ بالكرخ من فلك الأزرار مَطلعـهُ
ودعته وبودى لو يودعـنى صـفو الحياة وأنى لا أودعــهُ
وكم تشبث بى يوم الرحيـل وأدمعى مسـتهـلات وأدمعـهُ
لا أكذب الله ثوب الفراق منخرقٌ عنى بفرقتـه لكن أرقـعــهُ
رُزقت مُلكا فلم أحسن سـياسته وكل من لا يسوس الـمُلك يخلعـهُ
ومن غدا لابسـاً ثوب النعيم بلا شـكرٍ عليه فان الله ينـزعـهُ
******************************************
كم قائل لى : ذقت البين , قلت له: الذنب والله ذنبى لسـت أدفعـهُ
انى لأقطع أيامى وأنفـدهـا بحـسرة منى فى قلبى تقطُعـــهُُ
بمن اذا هجع النوام بِتَ لــهُ بلوعة منه – ليلى لسـت اهجعهُ
لا يطمئن لجنبى مضجعٌ وكـذا لا يطمئن له مذ بِنت مضجـعـهُ
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعنى بـه ولا أن بى الأيـام تفجُـعـه
حتى جرى البين فيما بيننا بيـدٍ عسـراء تمنعنى حظى وتـمنعــهُ
*******************************************
قد كنتُ من ريب دهرى جازعاً فلم أوقَ الذى قد كنت أجزعـه
بالله يامنزل العيش الذى درَسَـت آثاره وعَفّت مُذ بِنتَ أربعـهُ
هل الزمان معيدٌ فيك لذتنــا أم الليـالى التى أمضته تُرجعـهُ
فى ذمـة الله من أصبحت منزله وجادَ غيثٌ على مرعاك يـُمرعـهُ
من عنده لى عهدٌ لا أضيعـهُ كما له عهـد صدقٍ لا أضيعـهُ
ومن يُصَـدِع قلبى ذِكرَهُ واذا جرى على قلبه ذكرى يُصـدِعهُ
********************************************
لأصـبرن لدهر لا يمتعـنى به ولا بى فى حال يـُمتـعــهُ
علما بأن اصطبارى معقبٌ فرجا فأضيق الأمـر ان فكرت أوسعهُ
عسى الليالى التى أضـنت بفرقتنا جسمى ستجمعُنى يوما وتجمعـهُ
وان تغلُ أحـداً منا منيّتــهُ فما الذى بقضـاء الله يصـنعـهُ
==================================================
معانى الكلمات :
لا تعذليه : لا تلوميه = النوى : الفراق = يروعه : يذهله = موكل : معنى ومسئول
يزمعه : يعتزمه = يذرعه : يقطعه = الحل والمرتحل : الأقامة والترحال
المجاهدة : مواجهة المصاعب = الدعة : الأمان والأطمئنان = كلفوا حرصا : اطمعهم الحرص
والرغبة فى المزيد = الكرخ : اسم حى فى بغداد = من فلك الأزرار : من ثنايا الثوب الذى يرتديه = تشبث : تمسـك = مستهلات: تسيل متدفقة = انفدها : امضيها وانهيها= هجع : نام
بنت : غبت ورحلت = يد عسراء : يد باطشة قاهرة من العسر والضيق
ريب الدهر : احداثه وتصاريفه = فرقا : خائفا متوجسا = درست : زالت ومحيت
أربعه : الأربع جمع ربع : وهو مكان الأقامة أو الدار = مغناك : منزلك = يمرعه : يخصبه وينضره
ويكسوه بالخضرة = يصدعه : يهده = معقب فرجا : يتبعه فرجا ويسرا = تغل منيته : يحين موته
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعريف بالشـاعر :-
شاعر عباسى , ارتحل من موطنه فى بغداد قاصدا بلاد الأندلس عله يجد فيها سعة الرزق فيعوض فقره , وترك زوجته فى الكرخ ببغداد وكانت تحبه ويحبها , ويخلص لها وتخلص له كل الأخلاص
ومن أجلها سافر ليحقق لهارغد العيش والحياة الهانئة , رغم أنها نصحته بالبقاء , وتحمل العيش فلم يستمع لها , وسـافر لكنه لم يوفق , ولا يبتسم له الحظ , فيشتد به المرض , ويموت فى الغربة
وقد وجدت هذه القصيدة معه عند وفاته ,يخاطب فيها زوجته ومحبوبته . التى فارقها , مؤكدا لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته , ولم يعرف له شـعر سواها .
==================================================
مع اطيب تمنياتى بالمتعة والفائدة

اخوكم / القاضى الكبير
الرد مع إقتباس