الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 04-09-2006, 11:00 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

الفصل الأول
إيران قبل الإسلام

_ تمهيد
_ مزدا
_ الزردشتية
_ المانوية
_ المزدكية
_ نتائج البحث

-19-

تمهيد
كانت بلاد فارس مهد الحضارات في شعاب الزمن إلى قرون مضت قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، ولقد بالغ الفرس في تمجيد تاريخهم ، والتعصب لعرقهم فاعتقد بعضهم أن ملكهم الأول ( كيومرث ) هو ابن آدم الأول ، وأنهم أصل النسل ، وينبوع الذرء .

وطائفة ثانية قالت أن (كيومرث ) هو أميم بن لاوذ _ بن ارم بن سام بن نوح "1" .
وطائفة ثالثة كانت تعتقد أن ( كيومرث ) نبت من نبات الأرض وهو ( الريباس ) ، وتحول هذا الرأي إلى مذهب اعتقادي اسمه (الكيومرثية) خلاصته الصراع ما بين الظلمة والنور "2" .

واهتم الفرس منذ القديم بالدين ، وأحلوه المرتبة الأولى في حياتهم ، ويدلنا على ذلك تسلسل الطبقات الاجتماعية عندهم :

1_ طبقة رجال الدين .
2_ طبقة رجال الحرب .
3_ طبقة كتاب الدواوين .
4_ طبقة الشعب من الفلاحين والصناع .


(1) مروج الذهب ومعادن الجوهر ، المسعودي ، ج1 ، ص 220 .
(2) الملل والنحل للشهرستاني ، ج1 ، ص 572 .


-20-

ومن طبقة رجال الدين : الحكام ، والعباد ، والزهاد ، والسدنة ، والمعلمون .

ولما كان الدين أهم انتاج حضاري ابتكره الفرس _ كما يزعمون _ ، وكانت الفرق الباطنية التي تهدد المسلمين اليوم مرتبطة أشد الارتباط بعقائد الفرس القديمة .. لهذا وذاك نستعرض أهم أديان الفرس تلك :
-21-

المبحث الأول
مزدا
يتفق معظم العلماء على أن مزدا (الحكيم) هو إله القبائل المستقرة والمتمدنة في إيران ، بل يعتقدون أنه إله العالم والناس جميعا .
وجوهر المزدية يقوم على ركنين : الصفاء أولاً ، والعموم ثانيا .
ومن الصفاء الدعوة إلى الأخلاق والعمران ، وتقف المزدية على نقيض مع عقيدة الشياطين التي يؤمن بها اللصوص والمحابون والقبائل الرحل .
ومنذ الوقت الذي دخل فيه الايرانيون التاريخ (ومزدا أهورا ) "3" هو الإله الأعلى عندهم ، وهو الذي يتولى ارسال الأنبياء إلى أهل الأرض ومن رسله : (كيومرث ) و (زرادشت).
و(مزدا أهورا) أو (أورمزد ) هو الذي رفع السماء ، وبسط الأرض ، وخلق الملائكة وأول من أبدع من الملائكة بهمن"4" ، وعلمه الدين ، وخصه بموضع النور مكانا "5" .

(3) أهورا أي آلهة العهد والقانون .
(4) من الجدير بالذكر أن اسم (بهمن) تحمله عائلة كبيرة في ايران ، وتمكنت هذه العائلة الفارسية من الوصول إلى بلاد الخليج العربي ، وحصل بعض أفرادها على الجنسية ، وكان لهم عضو في مجلس الأمة الكويتي ، ومعظم أفراد هذه العائلة من كبار تجار الكويت .
أليس في احتفاظ هذه العائلة باسم (بهمن) دليل على التعب للمجوسية رغم زعمهم بأنهم مسلمون ؟؟.
(5) انظر الملل والنحل ، ج1 ، ص 238 _ وايران في عهد الساسانيين ، ص 19
.

-22-
المبحث الثاني
الزردشتية
في القرن السابع قبل الميلاد ادعى (زرادشت) أنه نبي أرسله (مزدا) ، ومن عقيدة زرادشت:
_ الصراع بين الروحين : روح الخير ، وروح الشر .
_ النور والظلمة أصلان متضادان وهما مبدأ وجود العالم ، وحصلت التراكيب من امتزاجهما ، كما أن الصور حصلت من التراكيب المختلفة .
_ الباري تعالى هو خالق النور والظلمة ومبدعهما وهو واحد لا شريك ولا ضد ولا ند له ، ولا يجوز أن ينسب إليه وجود الظلمة كما قالت الزروانية "6" .
_ انبثق عن امتزاج النور مع الظلمة : الخير ، والشر ، والصلاح ، والفساد ، والطهارة ، والخبث ، ولولا هذا الامتزاج لما وجد العالم ..
ولسوف يستمر الصراع بينهما حتى يغلب النور الظلمة ، ويغلب الخير الشر ، ثم يتخلص الخير إلى عالمه ، وينحط الشر إلى عالمه وذلك هو سبب الخلاص "7" .

(6) الزروانية مذهب من مذاهب المجوس ، ويعتقد أتباع هذا المذهب أن الشيطان من مصدر ردئ وأنه كان مع الله .
(7) الملل والنحل للشهرستاني ، ج1 ، ص 236 ، طباعة دار المعرفة .

-23-

والزردشتيون يقدسون الماء إلى درجة أنهم لا يغسلون به وجوههم ، وهو عندهم لا يستعمل إلا للشرب أو ري الزرع .
وللإنسان عندهم حياتان : حياة أولى تحصى فيها أعمال الانسان ، وحياة أخرى ينعم الانسان أو يشقى فيها ، وفي الحياة الثانية يتحدثون عن جهنم والصراط المستقيم (8) .
والزردشتيون ينتسبون إلى قبيلة ( المغان ) ، وقبل اكتساح الزردشتية منطقتى ميديا وفارس كان رجال الدين ينتسبون الى قبيلة (ميديا) .
والقبيلة (المغان حق الاشراف على بيوت النار التي يقيمون فيها شعائرهم الدينية ، ومن أهم معابد الزردشتية أو بيوت نارهم :
معبد ( يزد ) ، وقد حول إلى مسجد كبير بعد الفتح الاسلامي (9) .
والشمس إله من آلهة الزردشتيين لأنها مصدر النور ، كما أن الجدب عندهم من مصارد الظلمة .
وزردشت الحكيم هو زردشت بن يورشب ولد في أذربيجان وأمه من الرى ، ويعتقد الفرس بأن روح زردشت كانت في شجرة أنشأها الله في أعلى عليين وأحف بها سبعين من الملائكة المقربين ، وغرسها في قلة جبل من جبال أذربيجان .
ولزردشت كتاب اسمه ( زند أوستا ) يقسم العالم فيه إلى

(8) فجر الاسلام لأحمد أمين ، ج1 ، ص 124 .
(9) قادة فتح بلاد فارس عن معجم البلدان ، ج8 ، ص506 .

-24-

قسمين : مينة ، وكيتى ، يعني الروحاني والجسماني وبلغة أخرى : اللاهوت والناسوت .

والزردشتية جماعة منظمة ولها درجات ومراتب ، وتطور أمرها بعد أن آمن بها ازدشير الأول وابنه سابور واتخذا منها دينا لدولتهم (10) .

(10) الملل والنحل للشهرستاني ، ج1 ، ص 236 ، طباعة دار المعرفة .