عرض مشاركة مفردة
  #44  
قديم 09-05-2006, 03:21 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الخامسة والعشرون
حضرت الدرس تلك الليلة وجلست في مكاني المعتاد ..
صافحت جاري العزيز !!
فبادلني السلام والكلام غير أن القلوب شواهد!!
في اليوم التالي توجهت صباحا لبيت الشيخ لكي آخذ حقيبتي ..
وكنت واعدت جاري المذكور بناء على طلبه هو !!
أن يوصلني لمنزل الشيخ..
حيث قال لي : أريدك في موضوع...!!
في اليوم التالي ضحى وفي الطريق لمنزل الشيخ بدأ يسألني أسئلة كثيرة تدور عن أصلي
وفصلي وأين كنت أعيش ..؟؟
وأين يقيم والداي ...؟؟
ونحو هذه الأسئلة الكثيرة التي ارتبت فيها!!
وارتبت في توقيتها بالذات ؟؟
أوقف سيارته أمام المنزل وتركها مدارة وبقي يسألني بوقاحة وبقصد الإيقاع بي في
مصيدة..!!
حتى ضجرت وارتفعت أصواتنا بالجدال والنقاش المرير ...
جدال بين اثنين ..
أحدهما رجل عاقل رشيد عمره فوق الثلاثين قد حصل من العلم والخير والاستقرار
والحظ مالله به عليم..
والآخر ضائع مشتت في مقتبل العمر قليل الخبرة والعلم لا أهل له ولا بيت ولا مال سوى الله سبحانه
وتعالى ورحمته وفضله ..
قلت له : يافلان ... ؟
مالذي تريده من وراء ذلك ؟ عندها كشف أوراقه
وقال : أنت كذبت في كل ما قلته !!
ولقد عرفت حقيقتك كلها!!
أنت رجل خطير ..
أنت اسم قبيلتك الحقيقية كذا ووالدك هو كذا وكذا ..
ثم أخذ يسرد حقائق ووقائع تدل على أنه قد تقصى عني حتى عرف عني كل شيء!!
ثم ختم كلامه بقوله: أنا اتصلت بوالدك بالأمس وتحدثت معه وأخبرني بأنك فار من المنزل وأنك قد أوقعته بحرج شديد بفعلك وتركك لدراستك ... الخ الكلام ..
ثم حينها : انقلبت تعابير وجهه فاسود وتساقط الشرر من عينيه .. وقال:
أقسم بالله إن لم تغادر عنيزة وتترك الشيخ سأفعل بك وأفعل ...!!
وهددني بكلام لا ينطق به عاقل فكيف بطالب علم !!
لم يكن يهمني كلامه بقدر أن أهمني أن يعلم شيخنا بذلك ...
فرق كبير أن أخبر الشيخ أنا بالحقيقة من قبل أو أن يخبره ذلك الرجل بما يريده..!!
هناك فرق شاسع لمن يعلم طبائع الناس بينهما...
ولا شك أن الحقيقة الناصعة هي سلبية مهما كان الناقل .. أنا أم هو
غير أن الأمر يختلف كثيرا حينما يفسر ولو لم يكن له تبرير منطقي!!
ثم طردني من سيارته وذهب ..
بقيت أمام باب الشيخ منتظرا لأكثر من نصف ساعة وأنا متردد ماذا سأفعل؟؟
إن رجعت للسكن وسكت فالعواقب غير معلومة..
وإن تحدثت مع الشيخ الآن فلا ادري هل سيقبل مني أم لا ؟؟
احترت حيرة لا يعلم مداها إلا الله تعالى...
لقد مرت علي في الشهور الماضية التي قضيتها في عنيزة مرت علي أيام جميلة..
ولحظات لا تنسى من الجد والاجتهاد .. هل يذهب كل ذلك سدى؟؟
هل سيضيع كل ذلك بجرة قلم أو كيد حاسد؟؟
أنا مخطئ لا شك فيما فعلته .. ولكن هل قصدت ارتكاب ذلك الخطأ؟؟
لم أكن مجرما والله أو مرتكبا لعظيمة والحمد لله ..
هي أخطاء ولو كانت في نظر البض جسيمة بنيت على السفه وعدم تقدير الأمور حق قدرها..
بنيت على عدم الناصح والمرشد الصدوق قبل ذلك ..
بنيت على الحرمان والضياع والخوف ...
هل سأحرم من ذلك العلم الجليل بسبب ذلك الخطأ ؟؟
هل سينتهي كل شيء الآن ...؟؟؟
__________________









الرد مع إقتباس