[ذكرى إنسان]

مشيت على أرصفة تتناسل من غير سقف ولا قرار
يتقدمه غبار الأجيال المنقرضة ويتبعة غبار جيل جديد
وكلما مرت الأيام والسنون
أتساءل لماذا يحتفلون بمثل هذا الزمان ؟؟!
وقبل أن أعثر على الإجابة انفتحت لي أبواب مدن أخرى
كانت رائحة البحر تتدفق الى نافذني
بل هي رائحة الأمل
فأنا مؤمن به ومحب له ولا أستطيع أن أعيش بدونه

ولكن للذكريات معنا مواقف
بعد أن كان هناك من الأحبة من يعطر هواءنا
والكلام معهم يزكي أنفاسنا
هناك من أخذتهم الأقدار
وهناك من نلتقي بهم قادمين من شوارع ومدن وانكسارات
تمضي أيام معهم يتجل في جانب منها الذكرى وهذيان المحبة والألفة
والأخوة ممزوجة بقسوة زمن لن يعود
نلتقي على ما يشبه مفترق خيالات الموتى في سرعة عبورهم من الصحو إلى نقيضه من الحزن
الى الغياب من الحزن
الى الفرح والجنون بصخبه ومجونه

لقاءات كأنما هي مزروعة بلغم الغياب
الذي تنفجر شظاياه أثناء الكلام مثل جُمل إعتراض قسرية
وأثناء الجلسات والشكوى
التي هي ( نوع من غناء) وعزاء للمغتربين في ليل الصحراء الكئيب
أقول


أيها الزمن المندلع كحريق
أمام نافذتي
أرجع لي ودائع طفولتي
لقد سرقتها مني
فأنا توأم البحر والغروب
وأنا سيد الحزن والشحوب
إبتسامتي لك رجاء
ودموعي معها أمل





ذكرى إنسان