عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 20-04-2004, 09:54 AM
خـالد خـالد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
المشاركات: 276
إفتراضي


أخي الفاضل صلاح الدين القاسمي...

مداخلتك أكثر من رائعة، وردودك موضوعية متزنة تكشف عن رغبة جادة في أن يتطور الجهاد الفلسطيني نحو آفاق أرحب. ما تفضلت أنت به هو رأي مسلم يريد العزة للإسلام والمسلمين، وكل مسلم يلتقي معك في هذا المبدأ.

ساتناول الآن بعض التساؤلات التي تفضلت بها وأرد عليها ليس من باب الجدال وتسجيل نقاط، بل من باب توضيح الفكرة وإثراء الحوار:

فأنت تسأل:
(هل تعتقد أن تلك القيادات خلو من كل إيجابيات سوى الخطاب التحريضي الإستهلاكي...؟)

القيادات الميدانية لا توزن بمثل هذه الطريقة العاطفية أخي صلاح، فمثل تلك القيادات التي تحدد قراراتها مصير شعب بأكمله لا ينظر إلى إيجابياتها، بل إلى سلبياتها، إذ أن إيجابياتها هو الواجب المطلوب منها تحقيقه، أما سلبياتها فإنها قد تودي بالشعب بأكمله نحو الهاوية وتعرض أمنه ومصالحه للخطر. ولعل اغتيال اليهود لكبيرهم رابين خير دليل على هذه النظرية، فهم لم ينظروا إلى إيجابياته وهي كثيرة ومتعددة، بل نظروا إلى سلبياته ورأوا بأنها تشكل تهديدا لأمن كيانهم.

(ما هو هامش المناورة لدى تلك القيادات في ظل حكومات عربية لا تقدم يد المساعدة لها سوى التنديد و الإستنكار، وفي ظل غطرسة أمريكية داعمة لكيان صهيوني أخطر من كل الكيانات الفرعونية السابقة كالنازية و الفاشستية و غيرها...)

لو نظرنا هذه النظرة التشاؤمية التي ينظر بها أخينا الفاضل صلاح إلى الساحة الفلسطينية، لجاز لنا أن نطالب المقاومة الفلسطينية بتسليم أسلحتها للعرص عرفات ومن معه من القوادين وإنهاء الجهاد ضد اليهود. ولكن هذا الهامش موجود رغم كل تلك الظروف السيئة، وهنا يأتي دور القيادة في تحويل تلك الظروف إلى ظروف يمكن بها مواصلة الجهاد ضد العدو اليهودي.

(هل تشك في وطنية القيادات الحالية للفصائل الفلسطينية...؟)

ليس مطلوبا من تلك القيادات أن تكون وطنية، بل مطلوب منها أن تكون إسلامية تنتهج الكتاب والسنة في جهادها ضد العدو اليهودي. أما مسألة الشك هذه فهي غير واردة، فنحن نطالب بقيادات فلسطينية ميدانية جديدة تتبنى أسلوب مواجهة جديد وفعال ومؤثر، لا قيادات خطابية بكائية.

(ما هي كيفية الخروج من بوتقة الترهل و الجهل الذي تعيش فيها الزعامات الفلسطينية...؟)

يجب أن يكون لدى تلك القيادات الإستعداد الذاتي لأن تعيد كافة حساباتها وأساليبها القتالية وكيفية إدارتها للعمليات ضد العدو اليهودي، يجب أن تقوم تلك القيادات بعملية تجديد ذاتي تشمل كل البنى الحاملة لها، من اتصال جماهيري ومن نمط التعامل القتالي ضد العدو ومن كيفية انتقاء الأهداف الحيوية التي توقع أفدح الخسائر باليهود.

(هل ترى أخي خالد أن بين من يحارب بالحجارة و بين من يقابله بالدبابات المصفحة والطائرات المقنبلة، هل ترى أن الموازين متساوية...؟)

قطعا لا... ولكن هل ترى أنت بأن الشعب الفلسطيني عليه أن يقنع بقيادة خاملة لا تجيد سوى الخطب الحماسية البكائية؟ لو سألناك الآن أخي صلاح، هل ترى بأن من المستحيل التكهن بأن اليهود سوف يقدمون في يوم ما على اغتيال الشيخين ياسين والرنتيسي، وقد اغتالوا من قبل عددا من قياديي حماس من الصف الثاني؟ فهل تستطيع أن تقول لي ماذا عملت القيادة الفلسطينية لمواجهة تحقق مثل هذهين الإحتمالين وقد تحققا بالفعل؟

نسأل الله الهداية والرشاد لنا جميعا.