عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-05-2005, 07:42 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post تتمة الحـــــــــوار ( 2 )


إقتباس:
* تميزت بالنقد المباشر أو الهجومي ضد فكر القاعدة، بينما لوحظ قلة نجاعة الشيوخ الآخرين في ذلك، البعض يقول ان سبب هذا الهزال هو احد أمرين: إما أنهم في العمق يرون نفسهم في مرآة خطاب بن لادن، وبالتالي لا يقدرون على مهاجمة انفسهم، أو أنهم يريدون النقد ولكنهم لا يقدرون بسبب ضعفهم الفقهي، ماذا تقول؟
ـ أقول بالنسبة للذين يؤمنون بفكر القاعدة التكفيري، فإن بضاعتهم مزجاة، ولهذا تحديتهم اكثر من مرة في وسائل الاعلام وفي غير وسائل الاعلام، وهناك من جلس معي اما في منزلي او في المسجد او في اماكن اخرى، وما استطاع احد منهم ان يأتي بحجة مقنعة ابدا...
جاهز لمناظرة بن لادن والمقدسي وآل شويل
* لماذا لا تحصل مناظرات من داخل الخطاب الديني، مع المنتمين لفكر القاعدة او المتعاطفين مع طروحاتهم، مناظرات صريحة ومفتوحة على كل الاشكالات المعقدة مثل: الولاء والبراء، وتحكيم الشريعة الاسلامية، والموقف من الانضمام لهيئة الأمم... ثم توثق هذه المناظرات «الآمنة» وتنشر للجمهور، وفي حد علمي فإن شيئا من هذا قد حصل في مصر. ألا ترى أن هذا أفضل من الوعظ المكرر عقب كل حدث إرهابي؟ـ الحق أن ما عرضته في سؤالك أمر مهم جدا، وقد تحدثت مع المشايخ والعلماء، وأنه لا بد من ايجاد وتوفير مثل هذه المناظرات، ودعوة من يقتنع بالقاعدة او يتعاطف مع فكرها الى المناظرة، ولكن الى الآن لم اجد تلك الاستجابة...
* لو دعيت إلى مناظرة اسامة بن لادن علنا، هل تناظره؟
ـ نعم أناظره، وأناظر غيره علنا، مثل ابو محمد المقدسي، وانا قد فتحت الباب في برنامج تلفزيوني اسمه «الحوار الغائب» وهو مباشر على الهواء، وقد اتصل علي في البرنامج شخص كويتي يراه البعض طالب علم شرعي هو حامد العلي (مسجون في الكويت الان بتهمة تمويل الإرهاب والتحريض عليه) ورد علي ورددت عليه. ثم ذهب يكتب في الصحافة الكويتية عن ذلك.
* فارس آل شويل احد اعضاء اللجنة الشرعية، في تنظيم القاعدة السعودي، كان قد طلب قبل اعتقاله، سفر الحوالي للمناظرة حول تكفير الحكومة السعودية، إلا أن الحوالي لم يستجب له، هل لو طلبك للمناظرة ستستجيب؟
ـ أنا مستعد للمناظرة في كل وقت ومع اي شخص كان ممن يدافع عن فكر القاعدة او يسوغه.
العبيكان القديم والجديد
* انت الآن من أبرز المنادين بإصلاح الجهاز القضائي، كما انك من ابرز الشيوخ المتصدين للفكر الارهابي حاليا، الا ان البعض يقول ان العبيكان لم يكن بذات الصورة الحالية قبل اكثر من عقد، وتحديدا بعد حرب تحرير الكويت عام 1991 فقد كنت، ومن خلال مسجدك الشهير «جامع الجوهرة» بالرياض، نقطة تجمع لمن يمارسون الانكار العلني في الاسواق واصبحت عامل جذب للاعتراض الديني... فما الذي غيرك الآن؟
ـ وفي ماذا تغيرت، وعن ماذا تغيرت؟! كل الذي حصل مني هو تغير في «الاسلوب» اعني اسلوب الانكار العلني، وقد ادركت ان اسلوب الانكار العلني خاطىء شرعا وعقلا، ولا تترتب عليه مصالح ظاهرة، ولكن المناصحة ما زالت مستمرة، ولم تنقطع.
* ما هو خطأ «الصحوة» الاسلامية في السعودية، وانا هنا استخدم مصطلحا مشهورا، ولماذا تسببت بإحداث تأزم اجتماعي داخلي منذ حرب الخليج الثانية؟
ـ انا رأيي في مسألة «الصحوة» انها بدأت قبل حرب الخليج الثانية، لكنها كانت صحوة بريئة، واعتقد ان من يسمون الآن برموز الصحوة، انما انتجتهم الصحوة، وليسوا هم من انتجها! وأعني بالصحوة هنا غير المسيسة، والتي بدأت في المجتمع السعودي بأشياء بسيطة ابرزها كثرة الاستماع الى اشرطة القران الكريم، في السيارات او في البيوت... لم يكن هناك اي كلام سياسي.
* هل كان هذا قبل حركة جهيمان عام 1979؟ـ بل بعد جهيمان بسنوات قليلة، وكانت مظاهرها مقصورة على الاستماع للقرآن والاهتمام بالصلاة، ولم يكن هناك محاضرات او تجمعات على الرموز الذين يلقون الكلمات ويتحدثون في الشأن العام...
* اين بدأ الخلل اذن؟
ـ بدأ الخلل عندما بدأ البعض بالتصدر، والقاء المحاضرات واخراج الأشرطة، فقد وجدوا ساحة قابلة للاستماع لهم، اصبح لدى الناس استعداد لسماع الاشرطة الدينية والمواعظ والمحاضرات، فاستغلت هذه القابلية، وأصبح التوجيه توجيها سياسيا، وعلى وجه الأصح: اصبح التوجيه دينيا سياسيا، وهنا بدأ الخلل، وانشق الفتق.
* هل تتفق مع مصطلح «صحوة»؟
ـ التدين موجود في فطرة الناس بحمد الله، ولكن يجب ان ندرك انه كان هناك «عزوف» من الكثير وخاصة الشباب عن الحرص على القيام بالطاعات الالهية من صلوات وكذلك المظهر الملائم، فلما حصل تغير كبير في المجتمع السعودي، لا يوجد له سبب، الا ان الله القى في قلوب الناس محبة الخير.
انا اقول انه لا يوجد احد يستطيع القول انه سبب «الصحوة» الدينية في السعودية، العلماء والمشايخ موجودون منذ زمن قديم، وهم يقومون بواجب النصح والارشاد للخاصة والعامة، وخطب الجمعة قائمة كل اسبوع، لم ينقطع كل ذلك ابدا، ولذلك فانني اردد في تفسير هذه الصحوة: «إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا».
ولاحظ ان اول مظاهر «الصحوة» كان استماع الناس للقرآن كما اشرت قبل قليل، وهذا دليل على ان المحاضرات او الكلمات الجديدة التي ربما يرى البعض انها سبب اقبال الناس على التدين، لم تكن هي السبب، ولم تكن موجودة أصلا، بل ليتنا سلمنا من هذا النوع من الأشرطة والمحاضرات!
* هل تعتقد أنه قد تم تسييس الشعور الديني «العفوي» لدى الناس في السعودية؟
ـ نعم، هذا ما حصل. ولو تم استغلال مشاعر الناس الطيبة الاستغلال الامثل وتم توجيه حبهم للخير الى البناء، لكان لدينا مجتمع متعقل متزن في حركته.
خوارج جدد
* اذا كنت تعتقد انه قد تم الانحراف بالصحوة الحقيقية على يد صحوة مسيسة، فماذا تريد أن تقول لرموز هذه «الصحوة»؟
ـ قلت لك انا لست موافقا على انهم رموز الصحوة، بل ارى ان الصحوة الاولى هي من نفعهم ومن أنجبهم، ولكن بكل حال اقول ان هؤلاء الذين تتحدث عنهم، جعلوا من اقبال الناس على الخير والطاعة ونفورهم من الشر والمعصية ذريعة لتشويه صورة الولاة بحجة انهم سمحوا بكذا وكذا... وهناك منكرات ظاهرة، وان المسؤولين او «ولاة الامر» هم وراء هذه المنكرات، لماذا لا يزيلونها... وفي النتيجة النهائية يصل بعض الناس الى درجة النفور من الولاة ، ويحملون الحقد عليهم ، ويرون من واجبهم شن القتال عليهم لازالتهم... فمن المسؤول عن ذلك؟ انهم من يوجهون الناس نحو هذه الوجهة...
.

يتبع بإذن الله لطول الحوار و محدودية الكتابة .