عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-05-2005, 07:46 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post تتمة الحوار : الجزء الثالث و الأخير

إقتباس:
* من تقصد بمن يوجهون الناس؟
ـ اعني بعض هؤلاء الذين تصدروا للمحاضرات والوعظ طيلة السنوات الماضية، وهم قد تأثروا بفكر سياسي خارجي، وخوارجي ايضا!
* كيف؟
ـ هم أخذوا من الخوارج القدماء ومن الخارجيين المعاصرين، وهذه هو حصيلة فكر الاخوان المسلمين الذين تأثر بهم هؤلاء الدعاة، والحق أنني اتعجب من كلمة «الدعاة» هذه، وكأنه لا دعاة إلا هم! بينما كل من دعا الى خير او قال خيرا او فعل خيرا فهو من الدعاة بالمعنى الأشمل...
بعض هؤلاء الدعاة الجدد الذين تشير اليهم، أخذوا عن خوارج عثمان بن عفان فكر ومبدأ الخروج بسبب الاستئثار بالمال والمناصب، وأخذوا عن خوارج علي بن ابي طالب فكر ومبدأ الخروج بسبب دعوى عدم تحكيم كتاب الله، هذه الدعوى التي سماها المعاصرون منهم بـ«الحاكمية».
نشاط إصلاحي قديم.. وسر مع بن باز !
* كيف يطالب الانسان بالإصلاح من دون الوقوع في الفخ الذي شرحته؟
ـ العدل في المال والمناصب واجب ولا يجوز اهماله، ولكن السبيل الى ذلك هو المناصحة والمطالبة بالتي هي احسن وبالطرق الصحيحة، كما أمر بذلك النبي عليه السلام.
اقول لك: إنني كنت من ضمن أوائل الداعين للاصلاحات، وبحمد الله ولاة الامر ينظرون لمصلحة العباد والبلاد فتحقق خير كثير، بل انني اكشف لك انني كنت من ضمن اوائل الداعين للإصلاح في نظام الحكم، بعد مشاورة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وكان الشيخ يقول لي اجعل الامر بيني وبينك ولا تفشه لأحد. وفي الاول والأخير فان القرار قد صدر عن ولي الأمر.
* هذا الكلام تم عقب حرب تحرير الكويت، اليس كذلك؟

ـ نعم هو ذاك، وقد صدر النظام الاساسي للحكم، ونظام الشورى، وكان محققا لشطر مهم من الافكار التي نوقشت وتداولتها مع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
* الغريب أنك متحمس لهذه الاصلاحات، مع أن آخرين لا يصنفونك حركيا «صحويا» بل تقليدي وابن للمؤسسة التقليدية؟
ـ أو قل وهابيا! أعرف ذلك، ولكنني أقول لهؤلاء إن هناك وهما يتردد كثيرا، وهو ان من يطالب بالاصلاح السياسي او الاداري هم فقط الاخوان المسلمون او من خرج من عباءتهم، وان السلفيين التقليديين خامدون هامدون، ولكن التاريخ اثبت خلاف ما يزعمون. هؤلاء الذين يزعمون انهم يطالبون بالاصلاح هم سبب الافساد، لأنهم تسببوا بدمار وقتل وخراب وإتلاف مقدرات وفتن... فهل هذا اصلاح ام إفساد؟! هذا هو الافساد بعينه.
مع المطالب وضد مذكرة النصيحة
* لماذا انكر الشيخ محمد بن عثيمين على الذين كتبوا مذكرة النصيحة من الاسلاميين، وتحدث عنهم بحزم وقوة، ما دام انه ليس ضد الحركة المطلبية من حيث المبدأ؟
ـ مذكرة النصيحة انا أقف ضدها، وليس فقط الشيخ بن عثيمين..
* لماذا تقف ضدها، أليست مطالب اصلاحية وفيها مضمون ديني مثل خطابكم؟
ـ لا.. ثم لا! الامر يختلف، أنا تبنيت خطاب المطالب الاول، لأنها مطالب تحقق المقصد الشرعي والمصلحة العامة...
* قل لي: ما الفرق بين مذكرة النصيحة وخطاب المطالب؟
ـ الفرق شاسع، مذكرة النصيحة مليئة بالأخطاء الشرعية والعقلية، وإنني استغرب كيف وقع عليها بعض من يوصف بأنه من علماء الشرع، فمثلا مما ورد في مذكرة النصيحة انه لا يجوز تسمية غير السعودي بالأجنبي، في اضعاف منهم للانتماء الوطني، فكيف يذهبون عن وصف الله تعالى لبعض المسلمين بالأجنبي حينما قال «والصاحب بالجنب»؟! وايضا نص الفقهاء على مسائل تتعلق بالمرأة وتعاملها مع الرجل غير المحرم لها وسموا غير المحرم «الاجنبي». إذن فمصطلح اجنبي هو مصطلح شرعي. فلماذا قبحه اصحاب مذكرة النصيحة؟! وايضا مما ورد في مذكرة النصيحة انهم قالوا يجب ان تفتح ابواب وحدود البلد امام كل المسلمين ليدخلوا البلاد! وأنا أستغرب كيف قالوا هذا! فكل بلد له اقتصاد وتنظيم وامور خاصة، ومن المعلوم ان هناك اختلافات حتى بين المسلمين في الامور التربوية والثقافية والاجتماعية، واذا كان العدد المحدود الذين دخلوا البلد قد تركوا اثرهم بالمجتمع، فكيف اذا ترك الحبل على الغارب؟! هذا من جهة، ومن جهة اخرى فالمملكة هناك رغبة عارمة من قبل كثيرين للاستقرار فيها سواء بسبب وجود الحرمين، او بسبب الوضع الاقتصادي الجيد، فماذا سيحدث لو شرعنا الابواب للجميع بحجة انهم مسلمون فقط؟! سيحدث دمار وسيأكلون الأخضر واليابس، ويبقى الجميع على بساط الفقر، والمعلوم أن لكل بلد موارده الاقتصادية، أو ما يعرف في الفقه الاسلامي ببيت المال، فكيف يشاركوننا في بيت مالنا، ولا نشاركهم في بيوت أموالهم! لا مقارنة بين الامرين، خطاب المطالب حظي بدعم العلماء والفقهاء الكبار في البلد وعلى رأسهم الشيخ بن باز، ومذكرة النصيحة جوبهت بمعارضة هيئة كبار العلماء، هذا بحد ذاته ألا يعتبر فرقا كبيرا؟!
* اذن، خطاب المطالب هو التعبير الحقيقي عن التيار السلفي المحلي ورؤيته للاصلاح، و مذكرة النصيحة هي التعبير عن التيار الديني الحركي.. هل هذا صحيح؟
ـ اعتقد ان هذا دقيق وصحيح.
محاسبة الصحوة في السعودية
* هل يعني كل هذا النقد، أنك ترفض نتائج ظاهرة الصحوة الاسلامية في السعودية؟
ـ بودي ان اسأل، بصرف النظر عن المصطلحات، ما هي ثمار هذه التي يسمونها صحوة؟ هل صلح حال الناس بسبب اشرطتهم الصوتية المليئة بالتهييج السياسي؟ انني ارى ان حال الناس قبل بعض هذه الاشرطة والمحاضرات كان اصلح وأقوم سبيلا.
* هل تقصد جميع الاشرطة والكاسيتات، لأن الجميع بمن فيهم المشايخ الكبار كما هو المصطلح السعودي الداخلي، كانوا يستخدمون هذه الوسيلة التواصلية؟
ـ لا، ابدا، انا ضد التعميم، ودعني اكون اكثر صراحة، انا اقصد اشرطة ذات سمة تهييجية سياسية، مثل شريط «رسالة الى رجل الامن» أو شريط «فستذكرون ما أقول لكم» وصاحب هذا الشريط الأخير لم يتحقق شيء مما توقعه اثناء غزو صدام للكويت، فقد توقع عدم وقوع الحرب على صدام أو إخراجه من الكويت، وعدم خروج القوات الاجنبية من البلاد، ولم يحصل شيء مما توقعه بل حصل العكس تماما!! لاسيما وان فحوى هذا الشريط، وأمثاله، الاعتراض على فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز وكبار العلماء حول هذه المسألة.
هذه الاشرطة ماذا نسميها؟! انها اشرطة ومحاضرات أضرت كثيرا. إنني استغرب كثيرا من مغالطة اصحابها، لماذا لا يقرون بأغلاطهم السابقة ؟! أنا كنت مخطئا... لماذا لا يعترفون مثلي ؟!
* أنت هل تقر أنك كنت مخطئا في السابق؟ـ نعم انا اقول انني اخطأت في اسلوب الانكار العلني، هذه نقطة غلطي. ولكني ما سمعت ابدا منهم من يقر بخطئه، اما أنا فأقول بكل صراحة: لقد أخطأت ...أخطأت ...، في أسلوب المناصحة القديم، القائم على العلنية وهو غير صحيح شرعا وعقلا، ولم أكن مدركا لهذا الخطأ في حينها حتى قمت بالبحث وتبين لي وجه الصواب.
رمتني بدائها وانسلت!
* كثير من نشطاء «القاعدة» على المستوى التنظيري مثل يوسف العييري او فارس آل شويل، كانوا يرددون بعض فتاوى وآراء دعاة، من دون ان نذكر اسماء معينة، حول مسائل الحاكمية والتكفير والجهاد... الخ ويقولون لماذا تنقمون علينا ان طبقنا بعض ما ذكرتموه سابقا، ما رأيك؟
ـ اقول ان هذا يذكرني بالمأثور العربي: رمتني بدائها وانسلت! هؤلاء الشباب لم يأتوا من فراغ، لقد ربوا على هذه المفاهيم والافكار ونموا في هذه الاجواء التهييجية، الآن نأتي وتنباكى!.
* كيف نخرج من هذه الدوامة وننقذ الشباب من التحول الى حطب في هذه المحرقة؟
ـ يجب ان يعترف الجميع بأخطائهم، وبهذه المناسبة ارى ان تشكل لجنة عليا لمحاربة الفكر التكفيري، وتقوم بدراسة معمقة وشاملة.
هل تعلم ان هناك من الوعاظ من يطلب منه ان يلقي محاضرة عن الارهاب، ويوافق على ذلك، ثم يأتي ويتكلم عن بر الوالدين فقط!
* هل تريد القول ان هناك تواطؤا؟
ـ نعم اقول ذلك، من قبل البعض، وأسأل هؤلاء لماذا تفعلون ذلك؟ الا تخافون على بلدكم وتحرصون على أمنه وقوته، التي هي قوة للاسلام، وهذا لا ينفي الاشارة الى بعض الجهود الطيبة على المستوى الاعلامي.
* هناك اتهام لشريحة من المعلمين والمعلمات في المدارس بالتعاطف مع فكر «القاعدة»؟
ـ بل اقول ان هناك افكارا تكفيرية توجد في بعض جامعاتنا، والمدارس بطبيعة الحال. هذا الآن موجود، وهناك من يتصدى للمحاضرات والدروس ويتبنى فكرا تكفيريا


ملحوظة أخيرة و للتذكير :
بالله عليكم إلا و تفاعلتم بالحوار الإسلامي المتادب بآداب الحبيب المصطفى عليه الصلاة و أزكى السلام ،

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته