عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 13-05-2003, 02:13 PM
الـــــــــدانه الـــــــــدانه غير متصل
((سلوى))
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 568
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة)

اولا لفظ (كل) من الفاظ العموم وقد جزم اهل اللغة بان فائدة هذا اللفظ هو
رفع احتمال التخصيص اذا جاء مضافا الى نكرة او جاء للتأكيد(1)

ثانياًمن احكام لفظ (كل)عند اهل اللغة والأصول انها لاتدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الاجزاء(2)

ومن أحكامها أيضاً عندهم أنها إذا أضيفت الى نكرة كقوله تعالى ((كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)) وقوله سبحانه وتعالى ((وكل شيء فعلوه في الزبر))
وقوله جل وعلا ((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ ))وقوله تعالى ((إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))وقوله تعالى ((كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ))

فانها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات وتكون نصا ً في كل فرد دلت
عليه تلك النكرة ,مفرداً كان او تثنية او جمعاً ويكون الاستغراق للجزئيات
بمعنى ان الحكم ثابت لكل جزء من جزئيات النكرة , وقد يكون مع ذلك الحكم
على المجموع لازماً له (3)
وعند تطبيق هذا الحكم اللغوي الاصولي على الحديث النبوي (كل بدعة ضلالة)
نجد ان (كل) اضيفت الى نكرة وهو لفظ بدعة فيطبق عليها المعنى الذي ذكره
اهل الاصول واهل اللغة , وعليه فلا يمكن ان تخرج اي بدعة عن وصف الضلال
,و(كل) الواردة على لفظ بدعة هي نفسها الواردة على لفظ امرئ وشيء وإنسان
ونفس ,في الآيات السابقة فهل يستطيع المحسن للبدع ان يزعم وجود فارق بين
لفظ (كل)في قوله ((كل بدعة ضلالة ))ولفظ (كل) في الآيات السابقة وما شابهها
وهل يستطع ان يقول بخروج شيء من عموم قوله سبحانه ((ان الله على كل شيء قدير))كما يقول بخروج البدعة الحسنة-على حد زعمه -من عموم قوله صلى الله
عليه وسلم ((كل بدعة ضلالة))


(1)تحذير المسلمين ص76,والقواعد والفوائد الاصولية لابن اللحام 178
(2)الابهاج في شرح المنهاج 2/94,والتمهيد لابي الخطاب 2/17-26
(3) الابهاج في شرح المنهاج 2/94



من كتاب حقيقة البدعة واحكامها

--------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
__________________
قال الله تعالى (((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )))