عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 28-12-2004, 07:30 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي #الحلقة (2)#

#الحلقة (2)#

مشاكل التوراة(العهد القديم)

مع صديقتي وبتحمّلها لنيتي السيئة فى الغوص فى كتابها المقدّس، إستمررنا بالقفز من حقيقة إلى آخرى بغض النظر عن الظهور الزمني للنصّ المناقش في التوراة.
ساحاول هاهنا سرد تلك المواضيع انطلاقاً من ترتيبها الزمنى فى التوراة.

*1-خلق الكون:
لم أحتاج لأكثر من صفحة واحدة في العهد القديم للوقوع على تشويه مروّع فى علوم الفلك والتطور، وعلم النبات.
سفر التكوين الفصل 11 إلى 31، يخبرنا بالتفاصيل قصّة خلق العالم. بدون شكّ , هذه الرواية المفصّلة للخلق ما كان لها اهمية فى التوراة الا ان تكون أهمية تعليمية. الله يعلّمنا كيف خلق الكون. كذلك يخبرنا الله بانه خلق الكون فى ستة ايام ثم استراح فى اليوم السابع, ليس هذا فحسب, بل لاينسى الله ان يخبرنا بتفاصيل خلقه للكون مقسما اياها على تلك الأيام الست بالطبع. النتيجة اننا نستطيع ان نعلم مثلا ان الأنسان خلق فى اليوم السادس وان القمر خلق فى اليوم الرابع....وهكذا
استسمحت صديقتى النصرانية بان اقرأ لها من الأنجيل, فانا لم اجلب معى القرآن بالطبع. هى تؤمن بالأنجيل فقط وعليه فان مرجعنا الوحيد هو الأنجيل.
الفصل 1: الآية1-2. “ في البداية خلق الله السماوات والأرض. الأرض كانت بدون شكل، وفراغ، كانت ظلمة على وجه العمق، وروح الله كان يرفرف على وجه المياه “
سألت صديقتى النصرانية أن تكتشف أيّ شئ مغلوط فى الآية ولكنها إدّعت بأنّها مثالية.
أجبتها قائلا .... محتمل جدا بأنّ قبل الخلق ، كان العالم مغطّى بالظلمة لكنّه من الهراء ذكر الماء في هذه المرحلة. أثناء هذه المرحلة المبكّرة للخلق، الكون الكامل كان عبارة عن مادّة غازية ذات حرارة عالية كبيرة تتجاوز ملايين الدرجات، والأفتراض بوجود الماء هنا هو افتراض هزلى. الماء وجد بعد فترة طويلة عندما بردت الأرض. هذه حقيقة علمية لا يتجاسر أحد فى مجادلتها.
صديقتى النصرانية على أية حال لم تسعد بتفسيري للنص.النصرانيون على أية حال يجادلون بالحقائق الواضحة جدا.
إنتقلت إلى الفصل 1: 3-5 “ وقال الله ، ليكون هناك ضوء ' وكان هناك ضوء. ورأى الله بأنّ الضوء كان جيد؛ وفصل الله الضوء عن الظلمة. دعا الله الضوء نهارا, والظلمة دعاها ليلا. وكان هناك مساء وكان هناك صباح،اليوم الأول.
نظرت ثانية إلى صديقتى النصرانية محاولا الرؤية ان كانت قادرة على إيجاد أيّ خطأ بنفسها، لكن دون جدوى. إنّ الكتاب المقدّس مثالي بالطبع. "حسنا" قلت لها كيف يمكن أن يكون هناك ضوء،و نهار وليل قبل خلق الشمس، التى هى مصدر الضوء وبدونها لايوجد نهارا ولا ليلا! ” صاحت, مالذي أعني؟" ، لذا كان لا بدّ أن أوضّح أكثر. ...
الضوء والظلام، النهار والليل هم نتاج عن وجود الشمس ودوران الأرض حول نفسها وحول الشمس. بكلمة أخرى، لايكون هناك نهارا وليلا الا فقط بعد تاسيس النظام الشمسي الكامل و الكتاب المقدس سوف يشير صراحة الى خلق الشمس و القمر في اليوم الرابع. لذا ببساطة، وجودالنهار والليل, الضوء والظلام في اليوم الأول هو وجود مجازي وافتراض هزلى ومناقض لبديهيات العلم الحديث لم انتظر الكثير من التصفيق من صديقتى النصرانية بل اكتفيت بهمهمة من الأستنكار افلتت منها, فانتقلت بدورى الى الآية التالية.
الفصل: 8 .1- 6 “قال الله ، ليكون هنالك فاصلا في وسط المياه، لكى تفصل المياه عن المياه. ' و جعل الله السماوات وفصل المياه التي كانت تحت السماوات عن المياه التي كانت فوق السماوات. ودعا الله الفاصل بالسماء. وكان هناك مساء وكان هناك صباح،اليوم الثاني”
هنا أسطورة المياه مستمرة , وتنفصل المياه إلى طبقتين بالسماء ،طبقة فوق السماء واخرى تحتها. من المفهوم طبعا ان الطبقة العليا من المياه ليست الا الأمطار او السحاب.
المفهوم الكامل ليس مقبول علميا. المياه لم توجد اصلاً،. علاوة على ذلك، أسطورة فصل المياه في مجموعتين هى افتراض انشائى مجازي ثانية وليس علمي.
كانت صديقتى النصرانية في شكّ مما أقول. على أية حال كونها بنت متعلّمة ما كان ليفسح لها طريقا للمجادلة .
الفصل 1:9-13 “ قال الله، لتتجمّع المياه تحت السماوات في مكان واحد، ولتظهر اليابسة. وقد كان. دعا الله اليابسة أرض, والمياه دعاها بحرا. و رأىالله بأنّه كان جيد. و قال الله ' ليكن فى الأرض نباتات ،وليزرع بذرة ليّنة، وأشجار مثمرة تحمل الثمار, ولتتوالد كلّ طبقا لنوعه على الأرض. وقد كان. ولّدت الأرض النباتات من بذرة ليّنة طبقا لأنواعهم الخاصة، وأشجار تحمل الثمار التي فيها بذرتهم، كلّ طبقا لنوعه. والله رأى بأنّه كان جيد. وكان هناك مساء وكان هناك صباح،اليوم الثالث. ”
كنت هنا سعيدا أن أكون في محلها لأجد بعض الشيءالمنطقيّ. إنّ ظهور القارات في هذه المرحلة من التأريخ مقبول علميا. ولكن ظهور مملكة نباتية متطوّرة جدا تتوالد بالبذور،وكذا بالأعضاء التناسلية المتخصّصة قبل خلق الشمس هو امر هزلى لايرتقى لدرجة الأساطير ناهيك عن التسليم به كحقيقة ربانية. كلنا نعرف انه لا نباتات ولاحياة وجدت قبل خلق الشمس. لقد كنت متأكّد من ان صديقتى النصرانية تعرف هذه الحقيقة, لذا لم اعبأ بالدخول فى التفاصيل. بقيت صديقتى النصرانية صامته على أية حال فما قدمت لها حتى الآن ليس بكاف لكى تكفر باللآهوت. اذا على ان استمر , وقد كان.
الفصل 1:14-19 “ و قال الله، ليكن هناك اضواء في السماوات, لفصل النهار عن الليل؛ وليكونوا اشارات وعلامات للفصول والأيام والسنوات، وليكونون الأضوية في السماوات, لإعطاء الضوء على الأرض '. وقد كان ، جعل الله الضوءان، الضوء الأعظم لحكم النهار, والضوء الأقل لحكم الليل، جعل النجوم أيضا. والله وضعهم في سماوات السماوات لإعطاء الضوء على الأرض لحكم النهار وحكم الليل, ولفصل الضوء عن الظلمة. والله رأى بأنّه كان جيد. وكان هناك مساء وكان هناك صباح، اليوم الرابع “
كان لا بدّ أن أتوقّف لفترة في هذا الفصل لأنه يحمل الكثير من التناقضات لعلوم الأساسيات. وجدت صديقتي تأخذ نفسا عميقا، بدت متعبة جدا لأنها تلقت الكثير من الصدمات. ولكن كان لا بدّ أن نستمرّ.
قلت “ موقع الآية فى النص , في اليوم الرابع غير مقبول ابدا.هل نسى الرب بأنّه قد فصل النهار من الليل في اليوم الأول, وانه قد مضت ثلاثة أيام على هذا العمل الجليل ؟. لا ضير اذا فى ان تتسائل كيف يمكن أن يكون هناك يوم قبل أن تخلق الشمس؟ ومن ايت اتى ذلك الضوء الذى سماه الله نهارا فى اليوم الأول؟
صديقتى النصرانية تؤمن بما لقنتها الكنيسة مذ نعومة اظافرها.... التشكيك او الأستفسار هو كفر الآن كان عليها ان تكفر ببعض آيات الأنجيل.
استطردت قائللآ...< ان الله يخبرنا صراحة انه خلق الشمس لتلقى ضوءها على الأرض, وعليه فان الشمس هى مصدر الضوء الوحيد فى النهار, ولذلك كانت الشمس حكم النهار, هل توافقين؟ اجابت...< اوافق...>. فقلت... من اين اذاً جاء الضوء الذى صنع الليل والنهار فى الأيام الثلاث الأولى, والذى عن طريقه انبتت الأرض نباتها؟
لم يكن فى جعبتها جواب.
سالتها ثاتية...< مامصدر خلق الأرض و القمر؟> ... اجابت كما كل عاقل, < من الشمس, لقد انفصلتا من الشمس.> ربما لايعرف عامة الناس هذه المعلومة التى شكلت ثورة فى علم الفلك. لم تفطن صديقتى النصرانية لغرضى السىء من هذا السؤال الا بعد ان اجابت. لقد ساقتها اجابتها الى حقيقة ان الأنجيل لايدعم فكرة ان الأرض و القمر منشأهما واحد وهو الشمس, بل انه يدعم فلسفة الكنيسة فى عصور اوروبا المظلمة فى ان الأرض هى مركز الكون. فالأرض حسب الأنجيل خلقت قبل الشمس. لقد حاول كوبرنيكوس ان يقول هذا منذ مئات السنين لكن الكنيسة كانت له بالمرصاد. سالتها ان كانت تقبل بأن تعلم اولادها حقيقة خلق الأرض والقمر من وحى الأنجيل, فاجابت بعد سكون طويل......كلا
هنا التزمت الصمت منتظرا تعليقها على ما اسلفت. ظللت تقلب فى الأنجيل وتقرأ الفصول المشوهة مرارا علها تجد مايدعمها كنصرانية, ولكن دون فائدة.
اذا يبقى سؤال واحد. من الذى كتب تلك الآيات؟ بالطبع ليس الله, فالله مصدر كل العلوم لايخطىء ولا يوحى لكاتب بالخطأ......فمن اذا؟؟؟؟؟؟؟
سؤال دون جواب .... من الذى كتب سفر التكوين؟؟؟؟؟