عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 28-12-2004, 07:37 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

#الحلقة (5)#

تابع مشاكل التوراة(العهد القديم)

*4-موسى شبيه عيسى:

يعترف النصرانيون دائما بأنّ العهد القديم ملئ بالنبوءات. يعتقدون بدون شكّ بأنّ كلّ نبوءات العهد القديم قد تحققت..

سألت صديقتي ان كانت تؤمن بالنبي موسى، تقول "بالتأكيد". كلّ نصراني وكلّ يهودي يؤمن بموسى. يؤمن به المسلمون أيضا.

أخبرت صديقتي بأنّ موسى كان فريدا بين الأنبياء الذين جاؤوا قبله لأنه كان الأول الذى يجلب قانون وكتاب مقدّس ومنهج إلى شعبه. بالرغم من أن صديقتي لم تجد أي مشكلة فى الإتّفاق معي فى هذه النقطة ، لكنها فضّلت أن تبقى صامتة، فهى لم تدرك ما كنت أخطّط لـه من هذه المقدمة. على أية حال اصبح واضح جدا ان كلّ نواياى كانت شرّيرة من وجهةالنظر النصرانية.

الآن سألتها , “ هل يشبه السيد المسيح النبى موسى؟

” لم يكن السؤال بسيط, ففضّلت تركه لي للإجابة..

قلت لها “ليس من الضروري أن نطيل التمحيص كثيرا لأن التوراة يمكن أن تجيب عن هذا السؤال الغريب ” إستجديتها لفتح سفر التثنية 18:18. ففتحت الكتاب، وبدأت القراءة.

يتكلّم الله مع موسى حول النبي الذي سيجيء لاحقا, ويقول له انه سوف يبعث نبيا من بين اخوة اليهود يكون مشابها لموسى, وانه سيضع كلماته فى فم ذلك النبى.. أستمعى الى التوراة وهى تحكى على لسان الرب وهو يخاطب موسى “ ساخرج لهم نبي من بين إخوتهم، مثلك أنت، وسأضع كلماتي في فمّه وهو سيتكلّم إليهم كلّ ما سآمره به..” التثنية 18:18.

سألتها مالذي تفهمه من هذه الآية . أجابت , “ تشير الآية إلى مجيئ السيد المسيح ”. سألتها هل ذكر اللـه السيد المسيح بالأسم؟ ” ان الآية تخبرنا بأنهّ سيكون هناك نبي آخر سيجيء بعد موسى, وان هذا النبي سيكون مثل موسى، وهو سيجيء من بين إخوة اليهود. لكنّه لا يقول بأنّ اسمه السيد المسيح. فيجب أن نتوقّف هنا ونختبر صفات موسى ، حتى اذا جاء هذا النبى المزعوم يمكن لنا أن نفحصه تحت منظار هذه الآية , وبالتالى نتمكن من معرفة ما اذا كان فعلا يشبه موسى ام لا… " قاطعتنى بغضب قائلة.. حسنا...هل لديكم أيّ مشكلة في قبول السيد المسيح على انه النبى المذكور في الآية ؟ ”. أجبت بدون تردد... "نعم". “ أنا لا أقبل بأنّ السيد المسيح هو النبى المذكور في الآية...

سألتنى ….لـمـاذا؟ فكان لا بدّ أن أوضّح....

يعتقد النصرانيين بأنّ السيد المسيح كان النبى المذكور في الآية, لكن اليهود و المسلمون لايعتقدون بذلك.

لكي نوضّح هذه النقطة يجب ان نفحص بعناية شخصية موسى وكذلك السيد المسيح لنرى إذا كانا على حدّ سواء أو لا.

يقول النصرانيين بشكل تحرّري بأنّ السيد المسيح مثل موسى لأنه ببساطة كلاهما كان نبى, وكلاهما كان يهوديا. سألت صديقتي ان كان بامكانها أن تشيرالى أيّ وجه تشابه آخر بين السيد المسيح وموسى.... اجابت بالنفى،....اذن طبقا لتلك المعايير فان أيّ نبي يهودى آخر جاء بعد موسى كان يمكن أن يدّعي بأنه النبى المذكور. كان من الممكن أن نعتبر مثلا سليمان أو شعيب ذلك النبى المذكور, أوحزيقيال أو دانيال أو هوسا أو جويل أو ملاكى أو يوحنا المعمدانى وهم كلهم أنبياء و يهود وجاؤوا بعد موسى ....ان من وجهة نظري, فان السيد المسيح وموسى مختلفين عن بعضهم البعض الى حد كبير جدا.. صاحت "وكيف ذلك؟ " كان لا بدّ أن أجيب، وقد إستجديتها ثانية بمتابعة تحليلى عن كثب.......

1. طبقا للنصرانيية .. فان السيد المسيح هو الله.( من حين لآخر إعتبره النصرانيون ايضا إبن الرب). لا يقبل نصراني أبدا بأنّ السيد المسيح كان إنسانا عاديا . بينما موسى كان إنسانا عاديا, محمد كان إنسانا عاديا ايضا لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

2. مات السيد المسيح من أجل ذنوب البشر لكن موسى لم يمت من أجل ذنوب البشر. محمد أيضا لم يمت من أجل ذنوب البشر. لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

3. ولد السيد المسيح على نحو إعجازى لكن موسى ولد على نحو عادي. محمد أيضا ولد على نحو عادي. . لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى

4.لم يكن للسيد المسيح أبّ, لكن موسى كان عنده الأبّ والأمّ. محمد كان عنده أبّ وأمّ أيضا. لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

5. بقى السيد المسيح وحيدا طوال حياته. فهولم يتخذ زوجة أو عائلة. موسى تزوّج وكان لديه عائلة. محمد أيضا تزوّج وكان عنده عائلة لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

6. رفض السيد المسيح تماما من قبل شعبه. فاليهود وطوال حياة المسيح وحتى بعد موته وقيامته لم يتقبلوه ولم يعترفوا به حتى يومنا هذا, كما يقول القديس جون فى ابجيله.. “ جاء إلى أناسه ، لكن أناسه لم يستقبلوه ابدا..” جون 1:11. الآن وبعد مضى 2000 سنة ما زال اليهود وهم شعب المسيح يرفضون السيد المسيح، ، ولا يعتقدون بأنّه النبى الذى ذكره موسى, ولايؤمنون به وهم لايزالون ينتظرون ذلك النبى القادم .

قال السيد المسيح فى العديد من الأوقات انه قد بعث فقط إلى الخراف الضالة فى بنى إسرائيل. لم يطلب من الروس أوالهنود الحمر ان يؤمنوا به، فقط اليهود، شعبه الذي رفضه حتى اليوم.

موسى لم يرفضه شعبه. فاليهود يؤمنون بموسى حتى اليوم. محمد أيضا لم يرفضه شعبه فالعرب هم أول من آمن يه , وغالبية العرب مسلمون لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

7. السيد المسيح لم يجلب أيّ قانون جديد. فهو لم يجلب قواعد جديدة كما قال , “ لا يفكّر احدكم بأنّني جئت لتحطيم القانون أو الأنبياء، أنا ما جئت لتحطيمهم لكن لتأكيدهم. أقول لكم الحقّ، حتى تختفي السماء والأرض، لن تختفى كلمة واحدة ؛ ناهيك عن خطة قلم من القانون حتى يتم كلّ شيء. ” جون 5:17 الأنجيل اذن ليس برسالة جديدة ولكن تتمة للعهد القديم فالأنجيل لايحتوى على منهج.

. جلب موسى على أية حال قانون جديد وهو الوصايا العشرة والتوراة . جلب محمد أيضا قوانين جديدة في القرآن. جلب محمد قواعد وقوانين جديدة كانت مجهولة جدا لشعبه. لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

8. مات السيد المسيح موتا عنيفا. فقد قتل على الصليب. مات موسى موتا طبيعيا. مات محمد أيضا موتا طبيعي. لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

9. السيد المسيح وحسب الأعتقاد المسيحى, في الجنة. هو لم يدفن في أرضنا. موسى مدفون في الأرض وكذلك محمد مدفون فى الأرض. لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى

10- السيد المسيح حسب الأعتقاد المسيحى حى وليس ميتا, وانكار ذلك كفر بالنصرانية. موسى ميت وكذلك محمد ميت. لذا السيد المسيح لم يكن مثل موسى،. محمد كان مثل موسى.

هذه عشر نقاط يختلف فيها المسيح تماما عن موسى , بينما يتشابه فيها تماما مع محمد, وعليه فانه لايمكننا ابدا ان نعتبر المسيح هو النبى المنتظر الذى بشر به موسى.

هناك نقطة اخرى لا يجب اغفالها. فالرب قال لموسى.. ساخرج لهم نبي من بين إخوتهم، مثلك أنت، وسأضع كلماتي في فمّه وهو سيتكلّم إليهم كلّ ما سآمره به.. و السؤال هنا.. على من يعود الضمير الغائب فى كلمة ( بين اخوتهم و اليهم )؟ اجابت ..انه يعود على اليهود لأن الله يتحدث عن اليهود..... قلت..حسنا, فمن هم اخوة اليهود الذين يمثلون القوم الذى سيخرج منه هذا النبى الذى يشبه موسى؟... ترددت صديقتى النصرانية قليلآ فى الأجابة, فجاوبت انا عنها قائلا... انه بنظرة خاطفة على عائلة النبى ابراهيم يمكننا ان نعلم ان ابراهيم كان لديه ولدان, اسماعيل الأكبر و اسحاق الأصغر, واسماعيل هو ابو العرب بينما اسحاق هو ابو اليهود, وبذلك نرى ان لليهود اخوة من نفس الأب هم العرب الذين وعد الرب ابراهيم بانه سيجعلهم امة عظيما ايضا فى العهد القديم .......“ أنا سأعمل من إبن الخادمة أمة عظيمة ، لأنه نسلك أيضا” تكوين 21:13. وبذلك لايتردد عاقل فى ان يقول ان النبى المنتظر ليس المسيح بل محمد الذى جاء من العرب اخوة اليهود , القوم الذى وعد الله بتشريفهم, وهاقد شرفهم بالنبى المنتظر محمد صلى الله عليه وسلم.

سالت صديقتى النصرانية ان كانت مقتنعة بما اقول, فطأطأت رأسها قائلة...نعم

قلت لها...دعينى اضيف شيئا آخر لايقل أهمية.

بعد ان بشر الله موسى بـهذا النـبى الذى يشبهه تماما و سيجىء من بعده, ومن بين اخوته العرب, انتقل الرب الى وصف طريقة تبليغ ذلك النبى لرسالته فقال... وسأضع كلماتي في فمّه وهو سيتكلّم إليهم كلّ ما سآمره به.. فهل وضع الله كلماته فى فم المسيح؟......لم يحدث..لا يجرأ مسيحى أن يقول ان الأنجيل هو كلمات المسيح نفسه, انكم تقولون انه كلمات الكتبة بوحى من الروح القدس بعد رحيل المسيح...ان القرآن الكريم ليس الا كلمات الله وضعت فى فم محمد صلى الله عليه وسلم فنطق بها كلمة كلمة دون ادنى تغيير.....فهل يجرأ احد بعد ذلك ان يشكك فى ان محمد هو ذات النبى الموعود ؟

اجابت صديقتى النصرانية....بكل يقين بعد صمت مطبق........نعم ان محمد هو ذات النبى الموعود.

بـهذا الأقرار اقتربت صديقتى النصرانية كثيراً من الحق...ولكن كان علينا الأستمرار حتى النهاية.