عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 28-12-2004, 07:50 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

#الحلقة (9)#

تابع مشاكل العهد الجديد

هل مات السيد المسيح على الصليب؟؟

من وحى العهد الجديد:
أيّ رجل أو إمرأة , لكي يكونا نصرانيا حقيقيا يجب أن يؤمن بالخلاص. وما هو الخلاص؟ انه الأيمان بأن السيد االمسيح هو المنقذ الوحيد وأنه مات على الصليب من أجلنا. مات من أجل البشرية. من أجل ذنوبنا, فاذا كنا لا نؤمن بهذا، فنحن لسنا بنصرانين حقيقين.
سألت صديقتي “ هل مات السيد المسيح على الصليب؟ ” أجابت , “ بالتأكيد لقد مات السيد المسيح على الصليب, هل ستناقش فى هذا أيضا؟ ان أساس الدين المسيحى هو الأيمان بأن المسيح قد مات على الصليب . لا أظنك ستخوض فى هذا أيضا ؟ هل يخبركم دينكم شيىء ما عن موت المسيح على الصليب؟ ” أجبت " لست هنا لأناقش الأسلام ياعزيزتى, فأنت لاتؤمنين بالقرآن. دعينا نعود الى الأنجيل ونرى ماذا يخبرنا عن هذا الموضوع."
أجابت " أنه واضح فقد دفع المسيح دمه كاملا من أجل ذنوب البشر, ولذا فهو المخلص الوحيد" أجبتها بابتسامة ماكرة " كلا، السيد المسيح لم يمت على الصليب
قالت " كيف؟"
أجبت " إنّ علامة الإستفهام الأولى في القصّة الكاملة هى الفترة الزمنية التي قضاها السيد المسيح على الصليب. فـطبقا للإناجيل الأربعة ، فانهم قد صلبوا السيد المسيح يوم الجمعة بعد الظهر وأنزلوه إلى القير فى وقت مبكّرمساء نفس اليوم يمكننا اذن أن نقول بأنّه بقى على الصليب لمـدة 6 ساعات تقريبا, هل توافقين ؟
قالت " نعم فقد كانوا فى عجلة, وكان لابد أن ينزلوه من على الصليب قبل السبت "
أضفت قائلا : يخبرنا الأنجيل أن المسيح قد صلب مع لصّين آخرين و يعلمنا الإنجيل أيضا بأنّهم قد كسروا سيقان اللصين بينما لم يكسروا سيقان السيد المسيح.
“ لأن اليهود لم يريدوا الأجسام على الصلبان يوم السّبت، سألوا بيلات( الملك) أن يكسروا سيقان المصلوبين, لذا جاء الجنود وكسر سيقان الرجل الأول الذى كان قد صلب مع السيد المسيح وبعد ذلك سيقان الرجل الآخر, لكن عندما جاؤوا إلى السيد المسيح ووجدوا بأنّه ميت فلم يكسروا سيقانه ” جون 19:31-33. “
كان لابد لللأحداث أن تكون كذلك حتى تصدق نبوءة العهد القديم فى ان عظامه لن تكسر.. “..ولن تكسر اى من عظامه..” جون 19: 36
لماذا طلب اليهود من الملك بيلات كسر سيقان الرجال المصلوبين بما فيهم المسيح.. يمكن أن نجد الجواب في نفس الآية..لأنهم لآيريدوا للمصلوبين ان يبقوا على الصليب فى يوم السبت لأنهم ملعونين..…
لذا فقد كان لا بدّ لهم من أن يستعجلوا بقتلهم. فإذا لم يكسروا سيقانهم، فربما بقوا أحياء لبضع ساعات أو أيام. لكنّهم أرادوهم أن يموتوا بسرعة.
كيف يمكن لكسر السيقان ان تعجل بموت رجل مصلوب ؟
يخبرنا الأطباء الشرعيون النصرانيون بأنّ الرجال المصلوبين يصبحوا منهكين جدا حتى أنهم يعجزوا عن الإستنشاق فهم اذن يموتون من الخنق ..كيف ذلك؟
نعرف بأنّ الشهيق هو عملية ايجابية. بكلمة أخرى، فهى عملية بيولوجية يتحتم فيها على البدن بذل مجهود عن طريق انقباض عضلة الحجاب الحاجز, وبذلك يتم خلق منطقة ضغط منخفض داخل الصدر,وبهذا يندفع الهواء عن طريق فرق الضغط الى داخل التجويف الصدرى. عملية الزفير هى مجرد عملية سلبية لاتتطلب اى مجهود.
إنّ الرجل المصلوب يصبح منهك وتخضع عضلات صدره وبطنه إلى قوة شد كبيرة نتيجة لقوة الجاذبية على وزن جسمه وهو معلق على الصليب. تلك العضلات معروفة في الطبّ بالعضلات المساعدة للتنفس . تؤثر قوة الشد هذه تأثيرا ضخما على عضلات قفص الصدر وتمنعه من التوسّع. يجب على الرجل المصلوب أن يخفف من قوة الشد هذه في محاولة لتمكين تلك العضلات للأنقباض. يحاول المصلوب رفع جسمه الى الأعلى عن طريق الأرتكاز بقدميه على الصليب ودفع جسمه الى الأعلى ، وبهذا يتمكن من تخفيف قوة الجاذبية و تحرير تلك العضلات من قوة الجذب الأمر الذى يمكن صدره من التمدد. تم يعود ثانية الى الأسفل لتمام الزفير. وهكذا..ومن خلال هذا الإجراء، يمكن للضحيّة أن يطوّل حياته على الصليب لفترة.
اليهود ولا شكّ عرفوا هذه الخدعة ولذلك فقد كانوا يكسرون سيقان كل الضحايا المصلوبين ليعجلوا بموتهم
إنّ السؤال على أية حال هو..لماذا مات السيد المسيح بهذه السرعة بينما الرجلان الآخران ما زالا حيّان. هم لم يموتا الا بعدما كسرت سيقانهم
دعينى ياعزيزتى اسجل اندهاشى الشديد هنا , فالأنجيل يقول لنا أنهم كانوا هناك لمراقبة موت ملك اليهود على الصليب. و يستطرد الأنجيل فى وصف لحظة موت المسيح على الصليب استطرادا مستفزا , اقراى معى ياعزيزتى ( مع صيحته الأخيرة لفظ المسيح آخر أنفاسه, وانشقت واجهة المعبد الى نصفين, وعندما لاحظ الجنود ذلك و سمعوا صيحته ورءوا كيف مات قالوا أنه حقا ابن الرب .. مارك 15- 37:40
فكيف اذن ياـى الأنجيل ثانية ليخبرنا أنهم فوجؤا بموته عندما أرادوا كسر ساقيه ؟
باختصار، أردت أن أبرز هذه النقطة. السيد المسيح لم يستغرق وقت كافي على الصليب للموت.
صديقتي النصرانية كانت على أية حال تسخر من فرضيتي. بدت لها فكرة قاحلة جدا. فكان لا بدّ لى من أن أدعم فرضيتي. فهناك الكثير من الأدلة على ان المسيح لم يمت على الصليب. طلبت منها فتح الأنجيل ثانية وقراءة ما حدث فى ذلك الأحد عندما ذهبت ماري مجدلين إلى القبر.
لقد وجدت ماري مجدلين ان الحجر الضخم الذى كان يسد القبر قد أزيل وان اللفافات التى قد لف بها المسيح مفككة, والجسد لم يعد هناك.. فقد قام المسيح من بين الأموات, لقد بعث المسيح.
بدأت ماري مجدلين بالبكاء. يجدها السيد المسيح فيقول لها.. ياامرأة..لماذا تبكين.. عمن تبحثين..جون 20:15
هو يسألها لماذا كانت تبكي وعمن تبحث. فترد عليه مارى معتقدة بانه البستانى، ، يا سيدى، إذا كنت أخذته لمكان اكثر أمانا وراحة، فدلنى عليه حتى آخذه. . ." (جون 20:15).
لماذا إعتقدت ماري بأنّ السيد المسيح كان "بستانيا"؟ هل يبدو المنبعث من الموت كالبستانى؟ لالقد اعتقدت انه بستانى لأنه يلبس لباس البستانى, فهل اعتاد المسيح فى حياته أن يلبس كالبستانى ؟
أجابت " بالطبع لا "
قلت " فهو اذن متنكر فى زى بستانى !
فالت " ولماذا يتنكر؟
أجبت " نعم لماذا تنكّر كبستاني؟ لأنه كان خائف من اليهود. ولماذا هو خائف من اليهود؟
: لأنه لم يمت ولم يبعث. فان كان قد مات وبعث فلن يكون لديه أيّ سبب للخوف. لماذا؟ لأن الجسم المنبعث لا يموت ثانية. من يقول ذلك ؟ .التوراة: . . . لقد كتب على كلّ الرجال الموت مرّة واحدة. وبعد ذلك الحكم." (عبري 9:27).
فكرة ان الشخص المنبعث لا يستطيع الموت مرّتين مدعومة أيضا من قبل السيد المسيح نفسه حيث نقرأ بخصوص الإحياء: -
. (جاء الرجال المتعلّمون من اليهود إلى السيد المسيح بسؤال. قالوا ..هناك إمرأة كان عندها سبعة أزواج تباعا... فماذا عند البعث لمن ستكون زوجة من السبعة؟ (ماثيو 22:28). السيد المسيح كان يمكن أن يصرف اليهود ببعض الردّ السريع المقتضب لأن هذه كانت واحدة أخرى من خدعهم لتعجيزه ,ولكنه لم يفعل , بدلا من ذلك، فانه قد قدّس لنا البيان الأغلى في التوراة بخصوص الروح المنبعثة. قال، " هم ( عند البعث) مساويون للملائكة وأطفال الله، هكذا هم المبعوثين من الموت, فهم لايستطيعوا ان يموتو ثانية"(لوك 20:36).
عليه إذا كان السيد المسيح قد مات على الصليب، فهو قد مات مرّة, إذا هو لن يبعث فى الشكل المادى البشرى الذى يموت ويحيا لإنّه اذا بعث فى الشكل البشرى فيجب أن يموت ثانية فالأجسام البشرية تموت في النهاية. الأجسام الروحية خالدة على أية حال. وفقا لذلك، فهو كان يجب أن يبعث في منزلة روحية.
قالت " هذا تحليل منطقى جدا "
الآن.. ان كان قد بعث في منزلة روحية فهو لن يموت ثانية... هل توافقين؟ أجابت نعو أوافق..، سألتها..لماذا اذن كان خائف من اليهود وتخفى مثل البستاني. ان الحقيقة المذهلة هى ان المسيح لم يظهر نفسه مطلقا لليهود طوال ا لفترة من بعد قيامته وحتى صعوده الى الرب, فقد كان دائم التخفى طوال تلك الفترة والتى أيضا يتضارب الأناحيل فى تحديدها كما سنرى.
…و لماذا لا يظهر نفسه لليهود ؟ ألم يعدهم من قبل أنه سيبقى فى القبر ثلاثة أيام ثم يقوم ثانية؟ ألم يكن حريا به أن يتمم وعده لهم بقيامته من الموت وأن يريهم نفسه؟
علينا أن نتعجب اذن !

على أية حال لنعود إلى القبر حيث يقف المسيح مع مريم المجدولية....، فبعد أن اعتقدت مارى أنه بستانى, ينطق المسيح اسمها بطريقة مميزة, طريقة اعتادت مارى أن تسمعها منه هو فقط. تدرك ماري بأنّها كانت تتكلّم مع السيد المسيح بنفسه, فماذا فعلت؟ هل إضطربت؟ هل تراجعت؟ هل بدت خائفة من أنها تتكلّم مع روح؟ لا. بدلا من ذلك، "إندفعت للأمام لمسك سيدها الروحي، للتعبير عن إحترامها ولإعطاء الوقار. عندها ينفر السيد المسيح خطوة أو إثنان الى الوراء ، قائلا، " لا تلمسّيني فانا لم أصعد حتى الآن إلى أبي، "(جون 20:17
السيد المسيح يخبر ماري في العديد من الكلمات المختلفة ' بأنّه لم يبعث من الموت، بل انه لم يمت بعد.. ففى العامية والتعبير اليهودي" الصعود الى الأب....يعنى الموت فهو يعنى - "لست ميت لحد الآن '.