الموضوع: مملكة الفضائح
عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 17-05-2005, 09:12 PM
تيمور111 تيمور111 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 822
إفتراضي

كان مبارك يؤمن بأن قوة الكويت تكمن في ابقاء وسط الجزيرة العربية منقسما على نفسه . ولقد ادى الاستيلاء على
الرياض وهروب " آل سعود " منها إلى تعاظم قوة آل رشيد . وكان مبارك يريد الابقاء على آل رشـيد فـي البـوادي
الشمالية المحيطة بعاصمتهم حائل، ومن أجل ذلك بادر إلى دعم الخطط التي كـان " آل سـعود " يعـدونها لاسـتعادة
الرياض . ولم يرد " عبد العزيز " ان ينتظر طويلا للشروع في تنفيذ خططه . ويروي ان ّـه جمـع ذات يـوم عـددا مـن
اصدقائه الشبان واتجه راكبا ذلوله نحو الجنوب الغربي، وكان هدفه هو كسب تأييد البدو على طول الطريق واستعادة
الرياض . ويقول الكابتن آرمسترونج، وهو من أوائل الذين كتبوا عن سيرة " عبد العزيز " والذي سمع هذه القصة فـي
جدة عام ١٩٣٣ م، ان الشيخ مبارك هو الذي شمل " عبد العزيز " برعايته ودله على طرق اكثـر واقعيـة تكفـل لـه
تحقيق طموحاته – ان هذا الجزء من القصة، على الاقل، هو صحيح . إذ تحدث شهود عيـان كـانوا قـد حـضروا
اجتماعات عقدت فيما بعد بين " عبد العزيز " ومبارك عن الاحترام العظيم الذي كان " عبد العزيز " يكنه للرجل الذي كـان
يكبره سنا . وقال مراقب آخر كان قد التقى بالشيخ مبارك عندما كان هذا الاخير قد شاخ ان عينيه كانتا تشبهان عيني
السياسي الفرنسي العظيم ريشيليو، وحتى في السنوات الاخيرة من عمره كانـت للـشيخ مبـارك، مثـل ريـشيليو،
طموحات لم يستطع تحقيقه ا . لقد كان مبارك سياسي اً بالفطرة، واعيا لكل حيل عالمه العربي، وكـذلك – سـرعان مـا
برهنت الاحداث ذلك لحيل العالم الاوسع من حوله حيث بدأت القوى العظمـى تبـدي اهتمامـا بالكويـت وموقعهـا
الاستراتيجي في رأس الخليج . ولم يكن باستطاعة " عبد العزيز " ان يلقى في كل الجزيرة العربية رجل دولة اكثر حنكة
من الشيخ مبارك كي يتعلم على يديه مهنة السياسة . " المملكة – ص ". ١٣
لقد تلقى دروسه الاولى قبل ان يحل في الكويت، فكان صاحب تجربة ( عميقة ) قبل ان يتصل ( به ) الشيخ مبارك، لذلك
استطاع ان يعرف فضل الشيخ على غيره ممن ( دخل ) حياته سابقا، فلزمه لزوم العشق والوله .
ومن هنا نستطيع ان نعرف سبب تعلق ابناء " عبد العزيز " باسيادهم وراء البحار ، ألم يكن ابوهم عاشقا للشيخ مبارك
لان عينيه تشبهان عيني ريشيليو، كما يزعم المؤلف المسكين ؟ !
وكانت نتيجة خطة " عبد العزيز " الاندحار التام بسبب رفض شعب الجزيرة ان يتعاون معه، على الرغم من ان ّـه كـان
9
مسندا بصاحبه مبارك واسيادهم الانجليز .
حوار تحت السطح !
" في الاعوام التي سبقت عام ١٩١٠ م وجد " عبد العزيز " لنفسه زوجة جديدة وأحبها حبا جما . وكانت تلـك الامـرأة
شقيقة بن مساعد الذي كان احد شبان عائلة بن جلوي، التي ساعدت " عبد العزيز " في الاستيلاء على الرياض . وكان
اسمها جوهرة .
انجبت جوهرة ولدين اسماهما والدهما محمد وخالد ( الذي اصبح ملكا فيما بعد ). وكان هذان الطفلان متعلقين احدهما
بالاخر لدرجة انهما كانا يبكيان كلما فصلا عن بعضهما . وكان " عبد العزيز " متعلقا بأمهما إلى الحد الذي يجعلـه هـو
الاخر يجهش بالبكاء إذا ما ألم بها مرض أو اصابها ألم . ونادرا ما كان " عبد العزيز " يدع العاطفة تتغلب عليه فيمـا
يتعلق بالنساء – على الاقل أمام الرجال الآخرين . وكان يتحدث بكل حرية عن جمال اجسام الفتيات وكثيرا مـا كـان
الحوار بين " عبد العزيز " وأقرب اصدقائه يدور عن الجنس – وكما هي الحال بالنسبة إلى حديث الرجال فقد كان ذلك
الحديث لا يخلو من ضروب المبالغة . وذات مرة قال " عبد العزيز " متباهيا : " لا اجد منفعة في نـساء تجـاوزن سـن
الثلاثين، إذ عندما يبلغن ذلك السن اطلقهن من دون توان ". غير أن ذلك لم يكن صحيحا، إذ انّه بقـي متزوجـا مـن
بعض نساء جاوزن الثلاثين من أعمارهن وبقين معه إلى آخر ايام حياته . وكان " عبد العزيز " اكثررقة وعاطفـة ممـا
كان يحب أن يتظاهر به .
وتجرأ أولاده الكبار مرة، وهم يفكرون في سرعة غضبه واستعداده لينهال ضربا على الرجال بمن فيهم اولاده، علـى
توجيه السؤال التالي لأم طلال، التي كانت زوجته المفضلة عندما تقدم به العمر : " كيف استطعت البقاء لفترة طويلـة
مع اسد كهذا؟ ". ضحكت أم طلال وأجابت : " انكم لا تعرفون أباكم كما يجب، انّه معنى رجل مختلف عـن ذلـك الرجـل
10
الذي ترونه ".
وذات مرة فاجأ أحد أحفاد " عبد العزيز " جده – عبد العزيز – عندما كان هذا الاخير في جناحه الخاص بعـد الـساعة
التاسعة ليلا . وكانت تلك الساعة هي الوقت الذي اصبح أمره نكتة لدى الحاشية والذي كان فيه " عبد العزيز " يتململ
من الضجر وينظر إلى ساعته ثم ينهض من مجلسه ويتوجه إلى الحريم . ولـدى نهوضـه كـان الرجـال يتغـامزون
ويبتسمون سرا فيما بينهم، إذ كانوا بلا شك يتخيلون اسد نجد وهو يسرع بكل ما اوتي به من قوة إلى مخدع الزوجـة
التي وقع عليها اختياره ليقضي معها تلك الليلة . غير ان العجب تملك حفيده ذاك الذي اكتشف ان جده " عبد العزيـز "
كان لا يزال في تلك الساعة يجلس بكل هدوء في جناحه . وكانت هنالك احدى العبدات تحلق ذقنه وترش العطر عليه .
وكان " عبد العزيز " قد استحم ومشط شعره وكان يهم بلبس ثوب ابيض نظيف وكأنه يبدأ نهارا جديدا .
قال " عبد العزيز " " ان زوجتي هي الاخرى تعد نفسها، الا تعتقد بأنه يجب علي أنا الآخر أن أعد نفسي لها؟ ". عنـده ا
انصرف " عبد العزيز " وسار على احد الجسور المغطاة التي تربط بين القصر الرئيسي والجناح المخـصص للنـساء
والى عالمه الخاص الذي لم يكن باستطاعة أي رجل ان يتبعه إليه . وكان " عبد العزيز " غالبا ما يقول : " لقد وعدنا الله
سبحانه وتعالى بأربعين حورية في الجنة غير أنني آمل نظرا للخدمات التي قدمتها للاسلام في أن يزيد الله عز وجـل
من حصتي تلك " ( المملكة ص ). ٥٩
هل من سخرية بمقدسات الإسلام اكبر من هذه ؟ ! عن اية حوريات يتحدث هذا المجرم ؟ ! وعن اية خـدمات قـدمها
للاسلام ؟ !
فليضحكوا كثيرا، وليسخروا ما طابت لهم السخرية .. فالذي راح راح . والغد آت لازاحة هذه العائلـة عـن صـدر
الجزيرة .
" وكان حب " عبد العزيز " لصحبة النساء قد اصبح من الحقائق الاسطورية، غير ان ذلك الحب تجاوز حـدود الـشهوة
المجردة . وكان يحب ان يستريح في المكان المخصص لنسائه، يشرب القهوة ويلاعب اطفاله، وكان مع نسوته يحيـا
حياة مختلفة لا نعرف عنها سوى ان بعضا من نسائه كن مهمات بالنسبة له وبقين معه طـوال حياتـه . وفـي عـام
١٩٨١ م كانت هنالك اربع من زوجات " عبد العزيز " على قيد الحياة . وكانت ام طلال يوميا وعند الساعة التاسعة ليلا
تبدأ باعداد القهوة لتستعيد ذكرى ذلك الرجل الذي لم يعرفه ابناؤه كما كان يجب " ( المملكة ص٦٠ ).
فإذا كانت اربع من زوجاته على قيد الحياة في سنة ١٩٨١ م ، وكان قد سبقهن إلى القبر في سنة ١٩٥٣ م عـن
عمر بلغ حوالي السابعة والسبعين سنة فكم كان عمرهن حين تزوجهن؟ وكم كان عمره؟
ثم إذا كن الباقيات إلى سنة ١٩٨١ م اربع زوجات فكم كان عددهن؟ ! اجيبوا الشعوب ايها المرتزقة .
ويتحول " عبد العزيز " – في كتابات المرتزقة – إلى سوبرمان والى طرزان والى ارسين لوبين والى شارلوك هـولمز
والى … روميو .. فهو بطل صنديد، وشاعر عنيد يستلهم وحيه من … جوهرة بنت مساعد .. فتنفرج أمامه الـدنيا
.. اقرأ ما جاء في كتاب المملكة ص : ٦٠
" وكان " عبد العزيز " ينظم القصائد الشعرية التي تعبر عن حبه لجوهرة، وفي ذات مرة في أواخرسنوات حياته ائـتمن
محمد أسد على سر فقال : " في كل مرة بدت فيها الدنيا مظلمة من حولي ولم يكن بمقدوري أن أرى مخرجا لأتخلـص
من المخاطر المحدقة بي ومن المشاكل التي تواجهني كنت أجلس وأنظم ابياتا من الشعر لجوهرة، ولدى انتهائي من
ذلك كانت الدنيا تشرق فجأة في عيني وكنت اهتدي إلى ما كان علي ان اقوم به "..