عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 13-06-2006, 05:18 AM
sayef sayef غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 68
إفتراضي

ومن خبث النظام ودهائه .. وحتى لا يتحمل ـ أمام شعبه ـ تبعات ما تنشره هذه الوسائل الإعلامية الآنفة الذكر من كفر، وطعن بالدين .. ومن فجور ومجون وإباحية .. يعمل على إنشاء هذه المحطات والنشرات والمجلات .. خارج أرضه .. ثم يعمل على تصديرها إلى المسلمين في الجزيرة العربية .. على أنها قنوات ومجلات وجرائد وافدة لا تمثل الوجه الرسمي للنظام السعودي!
تذكر إحدى الدراسات والإحصائيات أن " إقبال السعوديين على مشاهدة القنوات الفضائية عالية للغاية؛ فقد كشفت دراسة أجرتها مجموعة المستشارين العرب ومقرها العاصمة الأردنية أن 89% من العائلات في السعودية يملكون أطباقاً لاقطة لاستقبال القنوات الفضائية، وأظهرت أيضاً أن 16% من العائلات يملكون اشتراكاً في القنوات التلفزيونية مدفوعة الأجر، على رأسها شبكات " أوربت " و" شوتايم " و " إي آر تي "، وتقدم جميعها قنوات متخصصة تعرض الأفلام على مدار الساعة "!
لذلك لا تُفاجَأوا عندما تسمعون عن إصابة الآلاف من المجتمع السعودي بمرض الإيدز .. وعن انتشار الشذوذ الجنسي، واللواطة .. وغيرها من السلوكيات الشاذة .. وعن وجود جيل سعودي ليبرالي علماني .. يمقت الدين والتدين .. مشوه فكرياً وعقائدياً وثقافياً .. مهزوز الهوية والعقيدة والانتماء .. فكل ذلك من حصائد وثمار تلك القنوات الفضائية، وتلك المجلات والجرائد .. المدعومة والموجهة سعودياً!
هذا الذي يريده النظام السعودي ليروضوا الناس على الديمقراطية الموعودة التي يلوك بها الملك وبعض أمراء النظام ـ مرضاة لأمريكا وغيرها من دول الغرب ـ ولكي يوجدوا توازناً بين التيار المتدين الملتزم وبين غيره من التيارات والتوجهات .. وحتى لا يطفح ويعلو اتجاه على حساب اتجاه .. فيشكل حينئذٍ خطراً على النظام وحكامه، وعلى مكاسبهم!
قال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }النور:19.
وبعد، لأجل هذه النقاط السبعة الآنفة الذكر قلنا ونقول: بكفر النظام السعودي، وأنه نظام كافر مرتد .. الإسلام في واد والنظام السعودي في واد ٍ آخر .. لا يشك في ذلك إلا جاهل مُغفَّل أعمى الله بصره وبصيرته .. ووصف النظام المتكرر لنفسه ـ ومعه مشايخ الإرجاء من مشايخ وعلماء البلاط الملكي ـ بأنه نظام إسلامي .. وأن دستوره الإسلام .. وصف مرفوض .. وهو كذب وزره أعظم من الذنب ذاته؛ لأنهم بكذبهم الفاضح هذا كأنهم يصفون ما هم عليه من الكفر والفجور والظلم والخيانة والعمالة بأنه إسلام ودين وإيمان وتوحيد .. { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً }.
ونحن هنا اكتفينا بما يؤخذ على النظام السعودي وحكامه من كفر بواح؛ أي أننا لم نذكر ولم نعدد ما يؤخذ على النظام من مآخذ كفرها محتمل أو متشابه .. أو أنها تُدرج في خانة المعاصي والكبائر التي هي دون الكفر والشرك .. كشربهم للخمور .. ووقوعهم في الإسراف والتبذير والظلم .. وكذلك كحكم قائم على النظام الملكي الوراثي .. حتى لا يقول المخالفون المنافحون عن الطواغيت الظالمين من مشايخ وعلماء البلاط الملكي: أننا نكفر بالكبائر .. وأننا حكمنا على النظام السعودي بالكفر والردة .. بمعاصٍ وذنوب لا ترقى إلى درجة الكفر البواح!
إلى هنا نكون ـ بفضل الله تعالى ومنته ـ قد أجبنا عن الشطر الأول من المحور الأول: وهو حكم وشرعية النظام السعودي .. وقد بقي أن نجيب عن الشطر الثاني من هذا المحور: وهو شرعية الخروج عليه؛ لترابط الشطرين بعضهما مع بعض، وتلازم كل منهما للآخر؟

ـ شرعية الخروج على النظام السعودي:
فأقول: قد دلت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة على أن النظام أو الحاكم إن طرأ عليه الكفر البواح، ووقع في الردة عن الدين .. لا يجوز إقراره ولا الاعتراف به .. ولا بشرعيته .. وليس له على العباد والبلاد طاعة ولا ولاية .. ووجب قتاله، والخروج عليه .. إلى أن تقيله الأمة وتستبدله بحاكم مسلم عدل، يحكم البلاد والعباد بشرع الله تعالى.
أما أدلة الكتاب: فقوله تعالى:{ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء:141. ومن السبيل للكافر على المؤمنين أن يكون حاكماً آمراً عليهم .. يحكمهم بأهوائه وقوانينه وشرائعه .. مُطاعاً فيما يأمر وينهى!
وكذلك قوله تعالى:{ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ . الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ }الشعراء:151-152. ولا مسرف أغلظ إسرافاً وإفساداً في الأرض من إسراف وإفساد طواغيت الكفر والردة الذين يحكمون الأمة بشرائع الكفر والفساد .. وهؤلاء ـ بنص القرآن ـ لا تجوز طاعتهم.
وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ }آل عمران:149. فبين -سبحانه وتعالى- أن طاعة الكافرين المجرمين فيما هم عليه من الكفر مؤداه إلى الارتداد عن الدين والعياذ بالله .. ونحو ذلك قوله تعالى:{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }الأنعام:121.
وكذلك قوله تعالى:{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة:124.
فإذا كانت الإمامة ـ على قول جماعة من العلماء ـ لا تُصرف ابتداء للظالمين الفاسقين ولا تُعقد لهم .. فكيف بالكافرين المرتدين .. لا شك أنه ـ بإجماع أهل العلم ـ لا تُعقد له إمامة ولا ولاية على المسلمين.
وقال تعالى:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا }المائدة:55. فحصر الولاية وقيدها في الذين آمنوا .. أما الذين كفروا وارتدوا عن دينهم فلا ولاية لهم .. ولا سمع ولا طاعة.
وفي الحديث المتفق عليه، عن عبادة بن الصامت قال:" دعانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ". فدل الحديث ـ دلالة صريحة ـ على أن الحاكم لو وقع في الردة، ورُئي منه الكفر البواح الذي لنا فيه دليل صريح من الكتاب والسنة .. فإنه لا سمع له ولا طاعة .. وقد تعينت إقالته ومنازعته على الحكم والولاية، والخروج عليه بقوة السيف إن اقتضى الأمر ذلك.