[ذيب النفود]

<DIV id=cdiv style="BACKGROUND-COLOR: 00ffff"><BR>

نرجع للموضــــــــــــوع
اليمامة موضوعك جدا ممتاز (المثالية)
ولو سمحتي ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع

نحن نفقد مناعتنا ونصبح هدفاً للسخرية فحسب بسبب ادّعاءاتنا ,
،- حكمة فرنسية -
* * *
مشكلة التناقض بين النظرية والتطبيق,, بين القول والفعل,, بين الاعتقاد والسلوك تواجه الانسان أينما كان وتحتل مساحة كبرى سواء في شخصيته او فيما يلمسه في مجتمعه,

لكن الكاتب كونه شخصية عامة وتحت الاضواء فإنها - أي مشكلة التناقض - تخنقه فبضاعته تعتمد على الكلام,
على ان البعض يرفض ممارسة المثالية بينما يطالب الكاتب بها ويراقب خصوصياته حتى يتأكدمن التزامه بما يكتب,
يجب ان نعترف أننا جميعا لسنا مثاليين ثم ان المثالية ليست مطلبا عادلا في عصر إيقاعه متسارع يبدو فيه المطالب بحقه مشاغبا والمخلص في عمله مستنزفا من قِبَل رؤسائه والصادق مع الآخرين مستغلا من قِبَلهم,
لن أدافع عن الكتّاب والكاتبات الذين يتشدّقون في زواياهم بالمعاني السامية وهم اول من خلع رداء الصدق والفضيلة لأنني لن اتخذ من زاويتي منبرا للدعوة الى المثالية التي لا يمكن ان تكون سلوكا متوازنا يمارس دون ان يوقع على صاحبه الضغوط النفسية,

هل تستطيع ان تكون مثاليا وأنت تشهد قلبا للموازين وخلطا للمفاهيم يمارسه البعض أمامك!! هل تستطيع ان تكون مثاليا وأنت ترى من مددت لهم يدك النديّة بالعطاء يطعنونك من الخلف!! هل تستطيع ان تكون مثاليا امام الوحوش الكاسرة وان كانت بالأمس وجوها بريئة للصداقة!!،

أعتقد بأن كلمة مغفل لها تطابق مفهوم المثالية إذ إنها بوجه عام كما عرّفها مجمع اللغة العربية اتجاه قوامه رد كل وجود الى الفكر بأوسع معاني هذا اللفظ ,
وفي الجانب الميتافيزيقي يعرّفها افلاطون قديما بأنها نماذج واصول للعالم الحسّي ,
وحديثا يذهب كانط الى انها هي التي تعد الظواهر مجرد تصورات لا اشياء في ذاتها، اما في الجانب الأخلافي وهذا بالضبط يقارب تعريفنا لها، فهي تشير الى وضع مثل أعلى ينبغي ان يسير بمقتضاه السلوك الانساني ,

هو وصف لكل ما هو كامل في بابه كالخلق المثالي وهو صعب التحقيق, هذه العبارة الاخيرة هي ما قصدت من صعوبة تحقيق المثالية او الكمال عند Ideal والمثالي
الانسان غير الكامل,
انني أدعو الى عدم تربية أطفالنا على ذلك النوع غير الواقعي من السلوكيات التي نعتبرها مثالية وهي ما تقيّده طفلا وترهقه شابا حيث نصور له الحياة ورديّة
ثم يُزج به في واقع الحياة فلا يستطيع ان يكون قويا مع نفسه, والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ما معناه (المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف),،
يكفينا ان نعلّم أولادنا معنى احترام الذات,, معنى ان يشعروا في معاركهم منذ الطفولة مع أقرانهم ثم في الشباب مع زملائهم في العمل وعلاقاتهم الاجتماعية
بأن لديهم قدرا كبيرا من الجمال الداخلي والسكون المتوازن,
يقول العقاد: (كن شريفا أمينا لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة),،
أما التربيت على أكتاف أطفالنا في تعاملهم مع الناس صغاراً، ففيه شيء من الظلم لهم كباراً,

........تحياتي للجميع