عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 24-05-2005, 04:34 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

الحلقة العاشرة



عودا إلى الفاشية الأمريكية.. الشستراوسية

فى إحدى قراءاتى و جدت مقال للدكتور محمد عباس هام جدا و ملفت للنظر سأنق بعض أجزائه بتصرف يسير لخدمة الدراسة .

وثمة ملف هام في هذا الصدد عرف بملف (أطفال الشيطان) أعدته حملة لاروش لانتخابات الرئاسة الأميركية الماضية· تقول الدراسات إن هؤلاء الشستراوسيون لا يهتمون للمنطق الإنساني، ولا يعنيهم أن تكون أكاذيبهم مفضوحة فهم يعتبرون القوة وحدها منطقهم، ويرون في السلام طريقاً نحو الانحطاط، ومشروعهم هو الحرب الدائمة·.

وقد اختاروا للمواقع القيادية أناساً حسب توصيف ليو شتراوس (لايؤمنون بأية أخلاقيات، حيث يكفي أن يكونوا متفوقين ليمتلكوا حق التسلط على الآخرين) وهم كما تصف الدراسات، يعتقدون بأهمية وجود عدو خارجي فإن لم يكن موجوداً فإنهم يصنّعونه، وهم يبشرون بأنهم دعاة ليبرالية وديمقراطية في الوقت الذي يسعون فيه إلى تعميق الجوانب العدائية والعدوانية في السياسة الخارجية الأميركية.


الشستراوسية إذن رغم أنها تدعي المطلق إلا أنها انقلاب عليه وليست إلا توزيعا آخر لنفس اللحن الشيطاني الذي بدأه نيتشة الشهير بقوله أن "الله قد مات" (تعالى الله علوا كبيرا.. أستغفرك اللهم).. والذي يعنى أن كل الجوانب الروحية والأخلاقية في حياة الإنسان أصبحت لا ضرورة لها أو أنها مجرد شأن خاص لا علاقة له بحياة الفرد في المجتمع.ومن ثم وصل شستراوس إلى أحد بنود فلسفته عن فكرة إنكار النسبية الأخلاقية، مستندا إلى أن الحقيقة الفلسفية لا تقبل التسويات، وهي عندما تصل إلي السياسة من خلال فلسفتها فإنها تهبها مضامينها وقوامها الأخلاقي الذي تحتضنه النخبة وتسعى لتطبيقه من دون تنازلات أو مفاوضات أو تسويات. ويعني ذلك أن الليبرالية التي تقول بالنسبية والتعددية، هي فلسفة غير أخلاقية لأنها تجزئ الحقيقة أو تعددها، وهي عندما تصل للسياسة تتحول إلى براغماتية منحطة. وقد كانت هذه الفلسفة المنحطة محطة في الطريق المزيف إلى مفاهيم مغلوطة مثل "نهاية الأيديولوجية" و "نهاية التاريخ" والتي تعنى، في واقع الأمر، نهاية الفكر والتنظير بل والمنهج.

هذا هو الغرب إذن..

هذا هو العدو الذي نواجهه..

هذا هو العدو الذي سيطر على حكامنا وجيوشنا وبوليسنا وصحافتنا وتلفازنا ومفكرينا.. بل وشيوخنا أيضا..

هذا هو العدو فهل نستسلم أم نجاهد؟!

أسأل نفسي و أسألكم ..

أسأل فيسقط الغطاء عن الجرح العاري..

ويتأخر الجواب وتتلعثم الألسنة فأدرك كم كان الحصار من الحكام والعسكر والأمن والمثقفين ضاريا ومؤثرا وكم نال من الأمة..



سقط نفس سقوطه يوم رحت قدرا – لا أقول صدفة- أستمع إلى خطاب أبي لهب، وكان يومها يلمز ياسر عرفات – ولا أملك إلا الدعاء له بالرحمة ( لياسر عرفات وليس لأبي لهب) ، فالرجل و إن بدا كثيرا على تخوم الخيانة وحتى الفسوق أفضل ممن بعده وكان أفضل ممن حوله – وكان أبو لهب يلوم ياسر عرفات، لماذا؟.. لأن ياسر عرفات لم يوافق على التنازل عن القدس لإسرائيل.. والأمر الذي جعل المشكلة غير قابلة للحل.. كما قال أبو لهب لأمريكا.. هو أنه لا يوجد زعيم عربي يجرؤ على المجاهرة أمام شعبه بموافقته على التنازل عن القدس.. وكان مفهوم هذا الكلام الخسيس الخائن.. أن أبا لهب كان يريد من ياسر عرفات أن يبادر هو بتحمل المسئولية وحده، فيتنازل عن القدس.. دون أن يورط الطواغيت العرب في المجاهرة بهذه الفاحشة .. وهي فاحشة لا أظن أحدا يرتكبها إلا من خرج من الملة.

لم يقل أبو لهب لأولياء نعمته في واشنطن وتل أبيب أنه لا يستطيع التنازل عن القدس من أجل عقيدته.. ودينه.. ولا حتى من أجل عروبته.. ولا حتى من أجل الأمن القومي لدولته ومجالها الحيوي ( تقول إسرائيل أن مجالها الحيوي يمتد من جاكرتا إلى طنجة.. لكن الأمن القومي لدولنا لا يتعدى قصر الحاكم..).. لم يقل ذلك.. وإنما قال أنه لا يستطيع مواجهة شعبه .. خوفا لا حياء..

كان التصريح فجا وخسيسا.. وذكرني بجمل هابطة في بعض أفلامنا ومسلسلاتنا التلفازية.. عندما يحاول الداعر غواية فتاة فتتمنع.. لا من أجل تقوى لله.. ولا خوفا من النار.. ولا رغبة في الجنة.. ولا حرصا على الخلق القويم.. ولا حتى لدواعي الكرامة وعزة النفس.. و إنما لأنها تخشى أن يراها الناس!!..

هذه الفتاة زانية و إن لم تزن..

أما أبو لهب فهو أشد سوءا و أكثر خسة..