عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 02-03-2006, 04:39 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


ولقد سلكت طريقتين في الرد عليه:

إحداهما طريقة إجمالية تشتمل على: تأسيس أصول ووضع مقدمات مهمة بين يدي الرد بمثابة اعتراضات كلية على هذا الكتاب

ومن ثم يعقبها الطريقة التفصيلة في الرد عليه بمنهج علمي مستمد من الكتاب والسنة أقوال أهل العلم المعتبرين.

وهذا أوان الشروع في المقصود؛ والله حسبنا ونعم الوكيل

*************

المقدمة الأولى:

التعريف بالدولة السعودية

اعتاد من تناولوا التاريخ السعودي بالكتابة أن يقسموه إلى ثلاثة أدوار:

الدور الأول:

يبدأ الدور الأول بالمبايعة التي تمت بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود سنة 1157هـ، وينتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا سنة 1233هـ.


الدور الثاني:

أما الدور الثاني فيبدأ عند أكثر الباحثين ـ بنجاح الإمام تركي بن عبد الله في إخراج بقية جنود الحاميات العسكرية التابعة لمحمد علي من نجد سنة 1240هـ، وينتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل سنة 1309هـ.


الدور الثالث:

أما الدور الثالث فيبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ الملك عبد العزيز على الرياض سنة 1319هـ.

واعتاد من كتبوا عن تلك الأدوار أن يسموا كل دور منها دولة (تاريخ المملكة لابن عثيمين ص7) فالدولة السعودية نسبة إلى مؤسسها في الدور الأول وهو الإمام محمد بن سعود، ولقد ارتبط التاريخ الحديث لهذه الدولة ارتباطاً عميقاً بالحكم السعودي حتى أصبح اسمها المملكة العربية السعودية، مع أن هذه التسمية لم تحدث إلا في الدولة السعودية الثالثة.

ولقد استمر مؤسس الدور الثالث ـ الملك عبد العزيز ـ في الجهاد والحروب ضد خصومه قرابة نصف قرن حتى توحدت هذه الجزيرة وصارت تحت إمرته وقيادته وأصبح هو الحاكم الشرعي لهذه الجزيرة.

ومن القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة: أن من غلب الناس بسيفه وصارت له شوكة وقوة فتولى الحكم واستتب له فهو إمام تجب بيعته وطاعته وتحرم منازعته ومعصيته ، قال الإمام أحمد رحمه الله ـ في العقيدة التي رواها عنه عبدوس بن مالك العطار: (... ومن غلب عليهم ـ يعني: الولاة ـ بالسيف حتى صار خليفة، وسمي أمير المؤمنين، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً براً كان أو فاجراً ) (طبقات الحنابلة 1/242، 246).

واحتج الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه ـ أنه قال: (.. وأصلي وراء من غلب) (الأحكام السلطانية ص23).

وقد أخرج ابن سعد في (الطبقات 4/193) بسند جيد عن زيد بن أسلم أن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صَلَّى خلفه وأدَّى إليه زكاة مالهِ.

وفي صحيح البخاري ـ كتاب الأحكام، باب كيف يُبايع الإمام الناس ـ عن عبد الله بن دينار، قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال:

(كتب: إني أُقِرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قد أقَرُّوا بمثل ذلك)

قوله: (حيث اجتمع الناس على عبد الملك):

يريد: ابن مروان بن الحكم.

والمراد بالاجتماع: اجتماع الكلمة، وكانت قبل ذلك مفرَّقة، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان، كُلٌّ منهما يُدْعَى لَهُ بالخلافة، وهما عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ. وكان ابن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايع لابن الزبير أو لعبد الملك، فلما غلب عبد الملك واستقام الأمر بايعه.

وهذا الذي فعله ابن عمر من مبايعة المتغلب هو الذي عليه الأئمة، بل انعقد عليه الإجماع من الفقهاء.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }