عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 02-03-2006, 04:42 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

المقدمة الثانية:

عقيدة الدولة السعودية ومنهجها ودستورها

المبحث الأول:

عقيدة الملك عبد العزيز آل سعود (رحمه الله)

كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ سلفي العقيدة، ينتهج عقيدة السلف الصالح لهذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وهي العقيدة التي دعا إليها الكتاب والسنة، وكان عليها سلف الأمة، ومنهم الأئمة الأربعة رحمه الله تعالى عليهم جميعاً.

وكان ـ رحمه الله ـ من بيت ورث هذه العقيدة السلفية ونصرها ودعا إليها، فمؤسس الملك السعودي الإمام محمد بن سعود ـ رحمه الله تعالى ـ المتوفى 1179هـ هو الذي وقف مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ وأيده في دعوته لعقيدة السلف، ونصره بالسيف والسنان، حينما أتى الشيخ ـ رحمه الله ـ إلى الدرعية سنة 1147هـ طالباً النصرة في دعوته، فقبل ذلك محمد بن سعود وحمل لواء الذب عن هذه الدعوة ثم من بعده ابنه عبد العزيز ثم ابنه سعود بن عبد العزيز، وببركة هذه الدعوة الإصلاحية ساد ملك آل سعود. وبعد أن كان ابن سعود يحكم قرية واحدة ساد ملكهم جميع أراضي شبه الجزيرة تقريباً.

واستمر آل سعود في الدفاع عن العقيدة السلفية، حتى بعد وفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة 1206هـ، وهكذا نشأ الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ على هذه العقيدة السلفية، المتضمنة لتوحيد الله تعالى وحده، ووجوب صرف العبادة له دون سواه، ووجوب إتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتحكيم شرع الله في كل الأمور، وتعلم العلم النافع، ومحبة الصحابة والتابعين، وأئمة الدين جميعاً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من مسائل عقيدة السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم جميعاً. وخطبه وكلامه ـ رحمه الله ـ في الحث على التمسك بالإسلام خير شاهد على صحة عقيدته، وسيأتي نماذج كثيرة منها في المبحث الثاني إن شاء الله تعالى، وكذلك فقد صرح ـ رحمه الله ـ بأنه سلفي العقيدة، يدعو إلى الكتاب والسنة ويحكمها، وحذر من مخالفتها، بل وحارب البدع المنافية للكتاب والسنة بكل طريقة ممكنة

ومن أقواله التي تبين سلفيته في العقيدة:

1ـ يقولون: إننا وهابية، والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا نتبع كتاب الله وسنة رسوله، وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه).

وهذا الدفاع منه ـ رحمه الله ـ عن هذه العقيدة، ونفي نسبة نفسه إلى الوهابية خصوصاً، لكن إلى السلفية عموماً، يوضح أنه كان يرى أن دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ هي دعوة إلى عقيدة السلف الصالح نفسها، ولا ينبغي أن تسمى بالوهابية، فإن هذه التسمية إنما أطلقها أعداء العقيدة السلفية بقصد تنفير الناس منها.

2ـ و قال ـ رحمه الله تعالى ـ في خطابه الذي ألقاه بمكة المكرمة يوم الأربعاء 30/11/1351هـ قال: (يسموننا الوهابيين ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاسد نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثهاها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين الأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، وكلهم محترمون في نظرنا).

3ـ وقال ـ رحمه الله أيضاً ـ يبين عقيدته التي يدين بها والقائمة على توحيد الله عز وجل والنقية من البدع: (هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو لها، وهذه هي عقيدتنا وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شرك منزهة عن بدعة، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها).

4ـ وكذلك فإنه ـ رحمه الله ـ يرى أنه لا يجوز الفصل بين الكتاب والسنة، أو سب أحد من الصحابة أو تكفير المسلم بغير حق، ويرى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الناس وأنه صاحب الشفاعة المرجوة يوم القيامة، ويرى أن طلب الشفاعة هو دعاء الله تعالى بقبولها، ويرى أن المرء لا يسعه إلا إتباع مذهب السلف الصالح رحمهم الله تعالى، يقول ـ رحمه الله ـ مقرراً جميع ذلك في خطاب ألقاه في أعيان البيت الحرام:

(من الناس من يقول آمنا بالله، وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يسبون آل بيته، ويسبون عمر، وعثمان، وأصحابه، وكيف ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)، ولا نستطيع أن نفعل ذلك إلا بإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.

والذي نمشي عليه هو طريق السلف، ونحن لا نكفر أحداً إلا من كفره الله ورسوله، وليس لنا مذهب سوى مذهب السلف الصالح، ولا نؤيد بعض المذاهب على بعضها.

فأبو حنيفة، والشافعي، ومالك، وابن حنبل أئمتنا، فمن وجدنا الحديث الصحيح معه اتبعناه، فإن لم يكن هناك نص، فإنما هو الاجتهاد في الفروع، والأصل كتاب الله، وسنة رسوله لا نفضل أحداً على أحد، ولا كبيراً على صغير.

وهل يقبل العقل أن هناك من هو أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هناك قبيلة أعز من قبيلة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي قريش، ولكن النسب لا يغني عن الإنسان شيئاً.

والتقوى ليست مجرد السجود، ولكن بالتفرقة بين الحق والباطل...، ومن قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم يقل: وأشهد أن محمداً رسول الله لا تقبل منه، وكل إنسان لا يصلى على الرسول فهو ضال، وكل من لا يرجو شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة، ومعنى طلب الشفاعة أن تقول: ( يا رب محمد شفع فينا رسولك محمداً).

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }