عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 02-03-2006, 04:44 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


5ـ كما قال الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ يبين أنه على عقيدة السلف والخلفاء الراشدين: (أنا داعية أدعو إلى عقيدة السلف الصالح ... وهي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين).

يتبين مما ذكرناه من كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ أنه كان على عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم جميعاً، وهذا هو ما سعى إليه ونصره، ودعا إليه، وقاتل من أجله، وألزم جميع من تحت يديه به؛ فرحمه الله تعالى رحمه واسعة.

قال الأستاذ عبد الرحمن الرويشد: " أحيا الملك عبد العزيز تقليداً قديماً في بلاط آل سعود. وهو حلقة الدرس التي تقام بحضور الملك.

ذلك التقليد يقوم على قراءة بعض الكتب في تفسير القرآن الكريم، وشرح السنة النبوية وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكتب التاريخ والأخبار أمام الملك وحاشيته في المجلس العام.

ومن الكتب التي عرفت واستمع الناس إليها في مجالس الملك عبد العزيز: تفسير ابن كثير، وسيرة ابن هشام، والبداية والنهاية في التاريخ لابن كثير، وسيرة الخلفاء للسيوطي، وسراج الملوك، ومقدمة ابن خلدون، وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب الكبائر للذهبي.

وقد أشار الزركلي: إلى أنه سمع في مجلس الملك عبد العزيز ثلاثة كتب من التراث وهي: تفسير القرطبي، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير، وكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح.

وقد سأل الزركلي الأمير عبد الله بن عبد الرحمن ـ وهو أحد علماء آل سعود المعدودين ـ عن عادة الدرس هذه، فقال الأمير عبد الله: إنها عادة قديمة تناقلناها عن أسلافنا. اهـ

ولم يدخر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وسعاً، ولم يترك مناسبة تمر إلا واغتنمها في سبيل حث الناس من حوله ـ بل وجميع المسلمين عموماً ـ على التمسك بالكتاب والسنة، وعقيدة السلف الصالح، ونبذ جميع ما خالفها من بدع وخرافات، والأخذ بالإسلام نقياً كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

وقد استفاضت أقواله وخطبه في هذا المجال، حتى بلغت القاصي والداني، وسجلت في كل محفل، وتناقلها الناس عنه، وسجلتها الصحف والكتب التي ترجمت له، فمن ذلك:

1ـ قوله لوفد من المسؤولين في بعض البلاد المسلمة حين وفدوا إلى مكة المكرمة وعلى رأسهم ملك أفغانستان موضحاً لهم أن الأخذ بالإسلام واجب، وأنه سبب القوة والظفر، ومنكراً على المقلدين للكفار: ( إن المسلمين لا ينقذهم مما هم عليه من تأخر وانحطاط إلا الاعتصام بحبل الله وبكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة الاعتصام بحبل الله هي توحيد الله جل شأنه وحده دون أحد من الكائنات.. التوحيد الخالص من الشرك والبدع.. يقولون إن المسلمين في تأخر، وبحثوا ليجدوا طريقة لتقدم المسلمين فما وجدوا أمامهم إلا أن يقلدوا الأوربيين، ولكنهم لم يقلدوا الأوروبيين فيما كان سبب قوتهم ومنعتهم، بل قلدوهم فيما لا يسوغ في دينهم، فقد مضى على هؤلاء الذي يدعون الإسلام عشرات السنين وهم يدعون الناس بالسر والعلانية بالقول والعمل لتقليد الأوروبيين، ولكن من منهم عمل إلى اليوم إبرة أو صنع طيارة أو عمل بندقاً أو مدفعاً..؟ لقد قلدوهم ولكن في غير ما يعود عليهم بالنفع.. قلدوهم فيما يخالف ما ينتسب إليه المسلم؛ فقلدوا ملاحدتهم في الإعراض عن دين الله، ثم هم بعد ذلك يدعون أنهم مسلمون [لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ] (المجادلة: 22).

إن الإسلام هو الوسيلة لسعادة الدنيا والآخرة [ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ] (البقرة: 201).

لقد أوذينا في سبيل الدعوة إلى الله، وقوتلنا قتالاً شديداً، ولكنا صبرنا وصمدنا ... لقد دعونا إلى الله من قبل وندعو من بعد المواسم وفي سائر المواقف، حتى نقوم بالواجب المفروض علينا كما هو مفروض على كل مسلم من الدعوة إلى الله.

إني أدعو المسلمين جميعاً في هذا الموقف إلى دعوة الله وحده، والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح؛ لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا.

يقول ـ رحمه الله ـ مبيناً أن العز والفخار هو طاعة الله وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بأهداب الدين الإسلامي الحنيف: (إن بعض الأمراء يفتشون على المناصب والمراتب، وبعض العلماء يعملون على نيل المآرب، ولكن هؤلاء وأولئك قد ضلوا الطريق. فإن لعز ليس هذا طريقه، والطريق القويم لنيل العز، والفخار هو إتباع كتاب الله وسنة رسوله، والتمسك بالدين. إنني أفخر بمن خدم الإسلام والمسلمين، وأعتز بهم بل أخدمهم، وأعطيهم، وأساعدهم، وإنني أمقت كل من يحاول الدس على الدين، وعلى المسلمين، ولو كان من أسمى الناس مقاماً، وأعلاهم مكانة.

كما قال ـ رحمه الله ـ تعالى في بيان شدة اعتزازه بكلمة التوحيد، واستعداده للتضحية من أجلها: (عندي أمران لا أتهاون في شيء منهما، ولا أتوانى في القضاء على من يحاول النيل منها، ولو بشعرة. الأول: كلمة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله" اللهم صلى وسلم، وبارك عليه. إني والله وبالله وتالله أقدِّم دمي، ودم أولادي، وكل آل سعود فداء لهذه الكلمة ولا أضن بها ... إلخ).

كما قال ـ رحمه الله ـ في خطابه ووصيته لولي عهده الملك سعود، يبين له أن سبب العز هو الأخذ بكلمة التوحيد، ونصرتها، وأنها سبب لهذا الملك، وموصياً له بالمحافظة على هذا المنهج: (واعلم أننا نحن آل سعود ما أخذنا هذا الأمر بحولنا وقوتنا وإنما من به الله علينا بسبب كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله .

وقال ـ رحمه الله ـ في رسالة عامة للمسلمين يحثهم فيما على التمسك بالكتاب والسنة والأمر بتقوى الله تعالى: من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه من إخواننا المسلمين وفقنا الله وإياهم لفعل الخيرات وترك المنكرات والإقلاع عن الذنوب والسيئات آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فالموجب لهذا هو النصيحة لكم والشفقة عليكم لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى. والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين. قال تعالى: [ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله] (النساء: 131) والتقوى كلمة جامعة لكل خير لأن الخير بحذافيره فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه ومما أمرنا الله به وحضنا عليه إتباع كتابه وسنة نبيه قال تعالى: [اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون] (الأعراف: 3) وقال تعالى: [ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا] (الحشر: 7)، فالواجب على من أراد نصح نفسه وأراد نجاتها أن يتقي الله في سره وعلانيته وأن يحاسب نفسه هل قام بما أوجبه الله وامتثل ما أمر الله به ورسوله ووقف عند حدوده فلم يتجاوزها؟ أم هو منقاد مع شهواته وهواه قد أعطى نفسه هواها ولم ينهها عن ارتكاب المحرمات. فلو علم أنه موقوف ومسؤول عن جميع أعماله وأقواله وأحواله لخلا بنفسه وحاسبها واتقى الله سبحانه وبحمده. فيا خسارة من حاله حال البطالين والغافلين المعرضين.

قال ـ رحمه الله ـ في حفلة الديوان العالي بأجياد، في يوم الاثنين 8 ذي القعدة 1345هـ يحث على التمسك بالدين وفعل الحسنات وعدم الاغترار بالدنيا: (تكاثرت ولله الحمد النعم، وهي ليست من عمل المخلوق، وإنما من نعم الله جل وعلا... وقد قال في كتابه الكريم: [وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى] (الأنفال: 17). يجب أن نتعظ بالماضي، لأن الإنسان الذي لا يتعظ بالماضي لا يكون التوفيق حليفة في المستقبل، فكم من قبيلة وعشيرة أرسل الله إليها الرسل كعاد وثمود ولكنها لم تتعظ فأبادها الله، والرسل من أفضل البشر كعاد وقد جعلهم الله حجة على بني الإنسان.

كلنا ـ نحن المجتمعين ـ لنا أموال وصناعات ولا نعطي هذه إلا لمن يحرص عليها، وهي من نعيم الدنيا زائلة لا محالة، ولكن هناك نعمة حقيقية لا تزول، وخزينة لا ينضب معينها هي: الاعتقادات بأنه لا إله إلا الله وهذه النعمة مشروعة في كل مكان ولكنها لهذه البقعة المباركة ألزم، لأن الحسنات والسيئات تتضاعف فيها، ولأن الله اختارها لتكون مهبطاً للوحي، وجعل زيارة حرمها من أركان الإسلام وإنا نحمد الله على جمع الشمل، وعلى جعل الحكم في هذه الديار بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: [إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] ( الرعد: 11)، فتغيير ما بأنفسنا يعود علينا بالضرر وهذا الضرر هو أعظم من الجهل والفساد والجرائم فالواجب عليكم هو معرفة الله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وترك البدع والخرافات والتأدب بآداب الشريعة السمحة وتوثيق عرى الألفة وأواصر النصيحة والإخلاص.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }