[تمساح بري]

بما أن المقال يقصد به أهل نجد
و بما أنني من أهل نجد
سأرد عليه
لكن ليس تعصباً لأهل نجد
بل لرد الشبهات حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب,
و التي فشل أعدائها من مواجهتها علميا,
فنئوا بسبب ذلك عن الحديث عن محتوى الدعوة الى الحديث عن المنطقة أو الاقليم الذي خرجت منه هذه الدعوة المباركة كمحاولة مستميتة لاثارة الشبهات حولها

أولاً:
الأحاديث التي ذكرها عن النبي صلى الله عليه و سلم تدل على أمرين:
الأول انتشار الجهل في هذا الاقليم, و الثاني خروج العديد من الفتن من هذا الاقليم.

رغم اتباعك للاسلوب الانتقائي بدلاً من الموضوعي و رغم أن الأحاديث التي ذكرتها لم تدل على شمولية هتين الخصلتين في جميع أهل نجد و في كل الأزمنة الا أني سأرد عليك.

بالنسبة للنقطة الأولى فاقليم نجد ظل فعلاً لما يزيد عن ألف و مئتي سنة في جهل شديد, و أما النقطة الثانية ففعلاً خرجت العديد من الفتن من هذا الاقليم منها فتنة مسيلمة الكذاب و فتنة المرتدين الذين قاتلهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

ظل أهل نجد في ظلال شديد أكثر من ألف سنة وصل الى درجة عبادة الأشجار و لم يحتج أحد عليهم بالحديث الأول بل لم نرى أحد يسعى الى دعوتهم, و عندما يخرج منهم من يدعوهم لاصلاح أمرهم طبقوا عليه هذا الحديث و ظللوه في ازدواجية غريبة.

رغم الفتن التي خرجت من نجد خصوصاً في بداية الدعوة الاسلامية و عصر الخلفاء الراشدين الا أن نجد ظلت الرافد الأكبر للمجاهدين و الفاتحين المسلمين و كان أهل نجد يشكلون نسبة كبيرة في الجيوش الاسلامية الفاتحة لمشارق الأرض و مغاربها و لم نرى أحد يحتج بالحديث الثاني على أهل نجد رغم قرب عهد الفتن التي ظهرت في نجد من عهد الفتوحات حيث لا يفصلها الا أشهر ربما, لكن في ازدواجية ثانية أغرب من الأولى يلوى عنق هذا الحديث ليحول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الى فتنة في قلب غريب للحقائق و تلاعب أغرب بأحديث الرسول صلى الله عليه و سلم و تحميلها ما لا تحتمل.

ثانياً: أنصحك نصيحة لوجه الله أن تنأى بنفسك عن هذه العصبية الجاهلية لأن العبد الحبشي أفضل مني و منك و من محمد بن عبدالوهاب اذا كان أتقى مننا.