إقتباس:
أمي الحبيبة
لم يغمرني شعور قط بالكتابة إليك .. فكل مشاعري لك عادة أبثها أقوال وبمصارحة وأفعال براً بك ياأغلى مافي حياتي .. وياأعز من في الوجود ..
أكتب لك مشاعري يامن رأيت فيك الايثار بدون المقايضة .. ويامن شعرت بوفاءك المتجرد من الرغبة في المقابل .
امي الغالية :
إنجذبت اليك كثيرا .. لأنني كنت أصحو على صورتك ، وكانت صورتك تشدني طوال الصحوة والى حين النوم .. فكنت أحسها مع كل لقمة تناولتها .. ومع كل خطوة تحركت بها .
وحينما كبرت قليلا كنت أنجذب إليك أكثرلأنني أشعر بعاطفتك وحنانك وأحاسيسك
فحينما قررت الغربة مع شقيقي للدراسة شعرت بغربتي عن الوطن .. ولم يكن وطني سوى قلبك ياأمي فعدت في أقل من شهر بدموع وبحرقة فقدي لك لمدة شهر .
ياأعز الناس :
بالرغم من أن والدي رحمه الله كان حنونا ورحيما .. وكنت معارضة له بسبب ماتسمينه بتربية (( الدلع )) لنا
إلا أن انقلابا حدث في شخصيتك منذ اليوم الأول لوفاته رحمه الله .. فألغيت العقاب .. وأظهرت حناناً مبالغاً فيه !.. وأدهشني كثيرا هذا التحول المفاجئ .. ولكن بعد أن كبرت قلت لي يوما : لقد خفت عليكم من أن تشعروا بفقد هذا الدلع الذي كنت أرى انه مبالغا فيه .. وقلت في نفسي : يكفيكم مصيبة فقدكم والدكم .. ولاأريد أن تفقدوا دلعه لكم .. وهذا هو سبب تحول معاملتي .. حيث أنني كنت أستخدم اسلوب العقاب أحيانا قبل وفاة والدكم لإحداث توازن مطلوب في شخصياتكم .
أمي الحبيبة :
كنت معجبة بشخصيتك القوية وإرادتك وحسن تدبيرك .. دائما كنت فخورة بك حينما يثنون على شخصيتك التي برزت بحبها للخير وخدمتها للآخرين وعلاقاتها الإجتماعية المتميزة .
أحب فيك ياأمي أنك دائما تدعين ميولنا تأخذ مجراها الطبيعي بدون تسلط اللهم إلا من كلمة توجيه مخلصة تطرحينها وتعرضينها دون أن تفرضينها .. نقبلها أو لانقبلها .
خالص دعائي لك بطول العمر وأنت في أتم الصحة والعافية وأتمنى أن أكون لك البنت البارة التي تجعلك تفخرين بها وأكون بذرة خير غرستها أنت وأتمنى أن تكون كل ثمار بذرتك لك ياأعز الناس .
|
بنتي يازهرة فؤادي
فتحت رسالتك ويداي ترتعش وقلبي ينبض...لأني أعرف أن فيها كلاما حنونا رأيته في ناظريك وأنت تسلميني إياها.....أقول لك يا زهرة قلبي...ويا مهجة فؤادي...أنا أعرف كل ما أردت قوله من عيونك...وأراه في تعاملك اللبيب اللطيف معي...نعم أنا عانيت كثير في تربيتك وإخوتك بعد فقدي والدكم رحمه الله...إلا إني أشعر بالفخر والسعادة أن وفقني الله أن أغرس فيكم فسائل الخير والأدب والخلق الحسن...وأن أراكم اليوم أنت وإخوتك على هذا الأدب والعلم والدين...
يا نسخة مني
كنت يا بنتي في تربيتكم كثيرا ماا أشعر أني أقاسي مرارة التربيه والتوجيه لوحدي ويزداد هذا الشعور ويضيق صدري عندما يكون أحدكم مريضا ....لكني الآن أشعر بالغبطة والفرحة بكم ومنكم...أخلاقكم أدبكم الرفيع معي أنساني كل همومي...أتدرين يا زهرتي أني أرى نفسي فيك...وفي تعاملاتك وحنانك وصدقك مع الآخرين وحبك للخير....بودي أن أكتب لك وأكتب...لكني أفضل أن ألقاك وأتكلم معك وأفيض عليك من قلبي شجونا و محبة ...زهرتي أرجو أن تعجبك رسالتي المستعجلة القصيرة.....وليس هذا هو الذي في قلبي لك...لكني لم ا أستطع وصفه يا بنتي...ولا أعرف كيف أكتبه وأترجمه على الورق...
يا عنقود بيتي
أدعو الله أن يوفقك ويرزقك زوجا صالحا يسعدك وتملئين بيته بالأبناء والبنين...و أرى أبنائك وبناتك وأتذكرك بهم وكيف كنت شقية يوم أن كنت صغيرة...أتذكرين يوم كنت تهربين بدراجة أخيك إلى الشارع وأنا خائفة عليك وأنتظرك عند الباب وأنت تمرين علي ولا تقفين.......
وفقك الله يا بنتي وأسعدك في الدنيا والآخرة وجعل أبنائك يبروك كما أنت بارة في...