عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-12-2006, 01:57 PM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
إفتراضي

قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة فاستشارهما في فراق أهله .

قالت وكان أحد الرجلين ألين قولا من الآخر . قال أسامة يا رسول الله هذا الباطل والكذب ولا نعلم إلا خيرا ، وإن بريرة تصدقك . وقال علي عليه السلام لم يضيق الله عليك ، النساء كثير وقد أحل الله لك وأطاب فطلقها وانكح غيرها . قالت فانصرفا ، وخلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببريرة فقال يا بريرة ، أي امرأة تعلمين عائشة ؟ قالت هي أطيب من طيب الذهب والله ما أعلم عليها إلا خيرا ، والله يا رسول الله لئن كانت على غير ذلك ليخبرنك الله عز وجل بذلك إلا أنها جارية ترقد عن العجين حتى تأتي الشاة فتأكل عجينها ، وقد لمتها في ذلك غير مرة . وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ولم تكن امرأة تضاهي عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها . قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد كنت أخاف عليها أن تهلك للغيرة علي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا زينب ماذا علمت على عائشة ؟ قالت يا رسول الله حاشى سمعي وبصري ، ما علمت عليها إلا خيرا . والله ما أكلمها وإني لمهاجرتها ، وما كنت أقول إلا الحق . قالت عائشة رضي الله عنها : أما زينب فعصمها الله وأما غيرها فهلك مع من هلك . ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن فقالت حاشى سمعي وبصري أن أكون علمت أو ظننت بها قط إلا خيرا . ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي ؟ ويقولون لرجل والله ما علمت على ذلك الرجل إلا خيرا ، وما كان يدخل بيتا من بيوتي إلا معي ، ويقولون عليه غير الحق . فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن يك من الأوس آتك برأسه وإن يك من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك نمضي لك . فقام سعد بن عبادة - وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن الغضب بلغ منه وعلى ذلك ما غمص عليه في نفاق ولا غير ذلك إلا أن الغضب يبلغ من أهله - فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله . والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنه من الخزرج ، ولو كان من الأوس ما قلت ذلك ولكنك تأخذنا بالذحول كانت بيننا وبينك في الجاهلية وقد محا الله ذلك فقال أسيد بن حضير كذبت والله لنقتلنه وأنفك راغم فإنك منافق تجادل عن المنافقين والله لو نعلم ما يهوى رسول الله من ذلك في رهطي الأدنين ما رام رسول الله مكانه حتى آتيه برأسه ولكني لا أدري ما يهوى رسول الله قال سعد بن عبادة : تأبون يا آل أوس إلا أن تأخذونا بذحول كانت في الجاهلية . والله ما لكم بذكرها حاجة وإنكم لتعرفون لمن الغلبة فيها ، وقد محا الله بالإسلام ذلك كله . فقام أسيد بن حضير فقال قد رأيت موطننا يوم بعاث ثم تغالظوا ، وغضب سعد بن عبادة فنادى : يا آل خزرج فانحازت الخزرج كلها إلى سعد بن عبادة . ونادى سعد بن معاذ : يا آل أوس فانحازت الأوس كلها إلى سعد بن معاذ .

وخرج الحارث بن حزمة مغيرا حتى أتى بالسيف يقول أضرب به رأس النفاق وكهفه . فلقيه أسيد بن حضير وهو في رهطه وقال ارم به يحمل السلاح من غير أمر رسول الله لو علمنا أن لرسول الله في هذا هوى أو طاعة ما سبقتنا إليه . فرجع الحارث واصطفت الأوس والخزرج ، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحيين جميعا أن اسكتوا ، ونزل عن المنبر فهدأهم وخفضهم حتى انصرفوا .

قالت عائشة رضي الله عنها : وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي فجلس عندي ، وقد مكث شهرا قبل ذلك لا يوحى إليه في شأني . قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة ، فإنه بلغني كذا وكذا ، فإن كنت بريئة يبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء مما يقول الناس فاستغفري الله عز وجل فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه . قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ذهب دمعي حتى ما أجد منه شيئا ، وقلت لأبي : أجب رسول الله . فقال والله ما أدري ما أقول وما أجيب به عنك . قالت فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله . فقالت والله ما أدري ما أجيب عنك لرسول الله . وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن . قالت فقلت : إني والله قد علمت أنكم سمعتم بهذا الحديث فوقع في أنفسكم فصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ، ولئن اعترفت لكم بأمر يعلم الله أني منه بريئة لتصدقوني . وإني والله ما أجد لي مثلا إلا أبا يوسف إذ يقول بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والله ما يحضرني ذكر يعقوب وما أهتدي من الغيظ الذي أنا فيه . ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وقلت : والله يعلم أني بريئة وأنا بالله واثقة أن يبرئني الله ببراءتي . فقال أبو بكر رضي الله عنه فما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر . والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية حيث لا نعبد الله ولا ندع له شيئا ، فيقال لنا في الإسلام قالت وأقبل علي أبي مغضبا . قالت فاستعبرت فقلت في نفسي : " والله لا أتوب إلى الله مما ذكرتم أبدا " ، وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل في قرآن يقرؤه الناس في صلاتهم ولكن قد كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذبهم الله عني به لما يعلم من براءتي ، أو يخبر خبرا ، فأما قرآن فلا والله ما ظننته قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى يغشاه من أمر الله ما كان يغشاه . قالت فسجي بثوبه وجمعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت ما رأيت فوالله لقد فرحت به وعلمت أني بريئة وأن الله تعالى غير ظالم لي . قالت وأما أبواي فوالذي نفسي بيده ما سري عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي أمر من الله تحقيق ما قال الناس . ثم كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وهو يضحك وإنه ليتحدر منه مثل الجمان وهو يمسح جبينه فكانت أول كلمة قالها يا عائشة ، إن الله قد أنزل براءتك . قالت وسري عن أبوي وقالت أمي : قومي إلى رسول الله . فقلت : والله لا أقوم إلا بحمد الله لا بحمدك . فأنزل الله هذه الآية إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه الآية . قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس مسرورا ، فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم تلا عليهم بما نزل عليه في براءة عائشة . قالت فضربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ، وكان مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت . قال أبو عبد الله ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضربهم - وهو أثبت عندنا .

وكان سعيد بن جبير يقول في هذه الآية من رمى محصنة لعنه الله في الدنيا والآخرة . فقال إنما ذاك لأم المؤمنين خاصة .

فحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أفلح مولى أبي أيوب أن أم أيوب قالت لأبي أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال بلى ، وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ فقالت لا والله . قال فعائشة والله خير منك . فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك قال الله تعالى : لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين يعني أبا أيوب حين قال لأم أيوب ويقال إنما قالها أبي بن
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية